"تكييف وسلالم متحركة".. مرحبا بك في مقر الجوازات الجديد بالعباسية
بمجرد الخروج من محطة مترو العباسية تستقبلك لافتة جديدة وضعت للتو تشير بسهم أزرق نحو جهة إدارة الجوازات والهجرة، لتوفر على المواطنين والأجانب السؤال على المبنى الجديد الذي فتحت أبوابه في العباسية بعيدا عن مجمع التحرير بزحامه.
مواطنون يشيدون بمقر الجوازات بالعباسية: "راسنا مرفوعة قدام الأجانب"
كل ما تحتاجة 10 دقائق تقريبا سيرا على الأقدام، لتشاهد مبني كبير يدخل فيه مئات من المواطنين والأجانب، يشعرون فور دخولهم المبنى بارتياح شديد بالهواء البارد لينسيهم "لسعة الشمس الحارقة"، إضافة إلى استقبال عدد من عناصر الشرطة المدنية رجالا ونساء بزيهم الأبيض، يرشدون الناس إلى وجهتهم الصحيحة بحسب حاجتهم.
يقف محمد عبدالله بجوار منفذ ملاصق لمدخل المبنى من الداخل كتب عليه قسم حقوق الإنسان، منتظرا صديقه بالخارج والذي جاء لاستلام شهادة تحركات، مشيرا إلى أن المبنى رائعا ويختلف كثيرا عن ميدان التحرير قائلا: "على الأقل هنا فيه تكييف أنا لسة مروحتش الشباك لسة داخل أهو بس الجواب بيبان من عنوانه"، مؤكدا أنه ذهب إلى مجمع التحرير وأخبروه أن الإدارات تم نقلها للعباسية، متابعا: "التكييف والنضافة دي تستاهل المشوار".
في الطابق الارضي تقابلك سلالم كهربائية تأخذك إلى الطوابق العليا، خلفها باحة فسيحة في مقدمتها لافتة زرقاء ترشد الناس إلى وجهتهم وتحدد الخدمات التي يقدمها هذا الطابق، والذي يضم إدارة المراقبة والتسجيل وإدارة البحث الجنائي، وإدارة الاتصال وإدارة الشؤون القانونية، وكل إدارة لها مكانها ومنافذها في هذه الباحة التي تنقسم إلى جهتي اليسار واليمين، وفي المنتصف دائرة مفرغة تشبه كثيرا التصميم الخاص بمجمع التحرير، لكنه يختلف في وجود منافذ أمامها مقاعد مريحة من المعدن مغطية بالجلد كتلك الموجودة في البنوك، وشاشات عرض كبيرة أمام المنافذ تعرض الأوراق المطلوبة لكل خدمة يريدها الزوار لإعداها قبل التوجه إلى النافذة، وتعرض أيضا رقم صاحب الخدمة، إلى جانب منفذ تابع لبنك مصر لدفع الرسوم.
سيد محروس 32 عاما من محافظة المنوفية، قال إن المقر الجديد يشرف المصريين أمام الأجانب بحسب قوله: "أنا جاي استلم شهادة تحركات بصراحة دخلت المبنى انبهرت متكسفتش قدام الأجانب أنا لما كنت باجي مجمع التحرير الأجانب وأي عربي كان بيبقى متبهدل من الانتظار والحر كنت ببقى مكسوف إن بلدنا بتعاملهم كده وده المكان اللي بيخلصوا ورقهم منه، بس الحمدلله دلوقتي الواحد يدخل راسه مرفوعة".
يمني: وداعا للعشوائية والحر.. أهلا بالمبنى الجديد
يحتوي المبنى على ثلاثة طوابق، في الطابق الثاني توجد كافيتريا بها مأكولات ومشروبات، وفي الطابق الثالث الخاص بإدارة الإقامة للأجانب، يجلس ياسر محمد، يمني الجنسية على مقعده المريح كما وصفه، في انتظار صديقه الذي يقف على النافذه في انتظار استلام كارت الإقامة الخاص به، ويصف المبني الجديد بأنه المطلب الأساسي الذي تمناه منذ 7 سنوات، فجاء إلى مصر عام 2012، وكان ينهي أوراق اقامته في مجمع التحرير، قائلا: "مجمع التحرير كان الجو صعب كتير وزحام وعشوائية ولا توجد مقاعد، بس الحمدلله تخلصنا من العشوائية بالنظام والمبني الرائع الجديد"، داعيا أن يصاحب التجديد في المبنى تجديد أيضا في إجراءات إنهاء الأوراق واستخراج كروت الإقامة، لان كارت الإقامة قد يستغرق شهرين لاستلامه ويحسب من تاريخ التقديم، ومدته 6 أشهر فقط.
مواطنون: "روحنا التحرير ومكناش نعرف"
رغم قرار نقل مصلحة الجوازات والهجرة وافتتاح المقر الجديد أمس، إلا أن بعض المواطنين ذهبوا إلى مجمع التحرير اليوم ليكتشفوا نقل الإدارة إلى منطقة العباسية، فكما يقول أحمد علي 37 عاما، أحد سكان منشية ناصر، إنه جاء لاستلام جواز السفر الخاص به: "محدش يعرف إنهم نقلوا، أنا المفروض كنت استلم الجواز يوم الخميس لقيته مخلصش، جيت قالوا روح العباسية"، مضيفا: "بيقولوا المقر التاني هيكون فيه تجهيزات كاملة، وهتكون كل حاجة إلكتروني، وهيكون أسرع من هنا عشان كل حاجة تخلص بسرعة ومتاخدش وقت زي الأول".
أما مها حسين، 31 عاما، بكالوريوس تربية، فتروي: "أنا مكنتش أعرف إن فيه نقل رغم إني جيت الأسبوع اللي فات عشان اسأل على الأوراق المطلوبة لاستخراج الجواز"، متابعة: "الحكومة بتعمل كل اللي عليها دلوقت عشان تخدم المواطنين وشوف بقالنا كام سنة موجودين في التحرير بإمكانيات تقليدية، ولو فعلا الجوزات هتشتغل إلكتروني هتبقى حاجة حلوة، وتسهل على ناس كتير".
لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لخالد محسن، 28 عاما، أحد سكان منطقة العتبة، والذي جاء لاستلام جواز السفر الخاص به، لاستيراد بضائع من الصين: "كدا حالنا اتعطل وأبويا تعبان والمفروض كنت أسافر الأيام الجاية، واليوم الواحد فيه خسارة كبيرة علينا، عشان التجار مش هتستنا وتروح تشتري من اللي عنده البضاعة".
وتابع "خالد" أن العباسية ستكون أفضل من مجمع التحرير، لتوسطها محافظة القاهرة: "هتوفر على ناس كتير، جهد وتعب"، مؤكدا رغبته في توفير فروع أخرى للمواطنين، لاتساع نطاق محافظة القاهرة: "نتمنى يكون في فروع تانية في أكتر من مكان عشان تخدم كل سكان القاهرة، عشان الأجانب والمصريين وميكونش فيه ضغط وعدد كبير في مكان واحد".