ما ينوب "عبد العظيم" إلا بتر ساقه برصاص عريف شرطة
مشاجرة نشبت بين أركان حي شبرا الخيمة، بين عريف شرطة و"حلاق"، بسبب اصطدام الأول- أثناء قيادته سيارته- بالثاني، فيما كان "عبدالعظيم مرسي" يراقب الأمر من بعيد، المشادة الكلامية التي تطورت إلى مشاجرة بالأيدي، انتهت بالصلح بين الطرفين، بعد أن قام "عبدالعظيم" بإصلاح الأمر وتهدئة الوضع، إلا أن دقائق قليلة كانت فاصلة ليأخذ "المخلّص" جزاؤه، فيقوم عريف الشرطة مرتديًا زيًا مدنيًا، بإخراج "فرد خرطوش"، مقررًا إلحاق الضرر بالشاب الثلاثيني، طلقة واحدة خرجت من "فرد الخرطوش"، عرفت طريقها، صوب الساق اليسرى لـ"عبدالعظيم"، صوت تكسير عظام ساقه ما زال يسمعه حتى الآن، وقدم شبه منفصلة من ناحية الركبة، حاول لملمتها، فيما ساعده أهل الشارع في حمله داخل "توك توك"، قبل أن تخرج الطلقات الأخرى ولكن هذه المرة من سلاحه الميري، والتي خرجت بالفعل لتصيب "التوك توك".
الدم ينزف بغزارة، الشحوب يملأ وجه "عبدالعظيم"، ذهب إلى مستشفى شبرا، لكن الأطباء هناك رفضوا استقبال حالته، بدعوى أنها حالة حرجة وليس لديهم الإمكانيات الطبية لعلاجه "كل اللي عملوه إنهم لموا رجلي في كرتونة"، يقول "عبدالعظيم"، قبل أن يُشير إلى رحلة معاناته التي تكررت فور وصوله إلى مستشفى الساحل والتي رفضت هي الأخرى استقباله، ونصحوه بالذهاب إلى مستشفى قصر العيني، ليؤكد له الأطباء أنه لا مفر من بتر قدمه، دقائق أمام الشاب الذي بالنسبة له يداه وقدماه هم من يستخدمهم للعمل وكسب قوت يومه "يعني شوية نقاش.. وشويه سواق على ميكروباص"، قبل أن يأخذ القرار ببتر قدمه، فهو الحل الوحيد حتى يستكمل حياته، حدث البتر، وخرج "عبدالعظيم" بقدم واحدة، فيما اكتشف أن عريف الشرطة الذي أصابه لم يعد موجودًا هو وعائلته في المنطقة، في الوقت الذي قامت فيه الشرطة بمداهمة منزل "عبدالعظيم" والقبض على شقيقه بتهمة إحداث عاهة مستديمة لعريف الشرطة "محمد حسين إسماعيل"، ليقلب "عبدالعظيم" كفًا على كف "الحمد لله.. أنا جسمي كله أمانة وربنا أخد جزء منها.. بس نفسي حقي يرجع وعريف الشرطة ده يتحاسب".