بروفايل| «محلب».. فى مواجهة الكوارث
داخل شارع قصر العينى بوسط القاهرة، يجلس على مقعد الرجل الثانى فى الدولة المصرية، فمنذ توليه المنصب فى 25 فبراير الماضى، يؤكد الرئيس السابق لأكبر شركة للمقاولات فى مصر، أن مهام رئيس الوزراء لا يمكن أن تدار بالجلوس على الكراسى والمكاتب الفخمة، بل إن الوجود فى الشارع هو الحل الأمثل لحل الأزمات.
ولد إبراهيم محلب عام 1949، بدأ حياته العملية مهندساً فى شركة «المقاولون العرب» عام 1972 عقب تخرجه فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة فى العام نفسه، تدرج «محلب» فى المناصب داخل الشركة، حتى شغل منصب رئيس مجلس الإدارة لمدة 11 عاماً، وهو ما أهله لأن يصبح وزيراً للإسكان فى حكومة «الببلاوى» منذ يوليو الماضى.
ومنذ اليوم الأول لتوليه منصب رئيس الوزراء، وجد «محلب» نفسه محاصراً بكم لا يستهان به من الاعتصامات والإضرابات الفئوية، مطالبين بتحسين أحوالهم المالية، ولم يجد أمامه إلا أن يذهب بنفسه إلى مقار المعتصمين لحل الأزمة، كان أبرزها زيارته بداية الشهر الماضى لمدينة المحلة، لوضع حل مناسب لأزمة عمال مصنع «غزل المحلة»، والتى بدأت بإضراب للعمال استمر أكثر من 13 يوماً دون تحرك من حكومة «الببلاوى» لحل الأزمة.
مساء يوم الجمعة الماضى، فى أقصى صعيد مصر، وقعت مذبحة مروعة بين عائلة نوبية، وقبيلة بنى هلال، سقط على أثرها 23 قتيلاً، وما يقرب من 30 مصاباً، إضافة إلى نشوب الحرائق ببعض المنازل، وبينما لا تزال الأزمة مشتعلة بين الطرفين لحد عدم قدرة رجال الداخلية على احتوائها، سافر المهندس إبراهيم محلب على الفور، وعقد لقاء مع القيادات النوبية هناك، فى محاولة لاحتواء الأزمة ووقف نزيف الدم هناك، ووعد بتشكيل لجنة تقصى حقائق عاجلة، لبحث أسباب نشوب الأزمة ومحاسبة الجناة.
ويبدو أن «محلب» حاول تفادى كل الأخطاء التى وقع فيها الدكتور حازم الببلاوى من قبله، والتى وصلت إلى حد اتهام حكومة الببلاوى بالفشل، وبأنها حكومة الأيدى المرتعشة، فقرر رئيس الوزراء الجديد أن يتفادى تلك الأخطاء بوجوده وسط المواطنين بشكل شبه مستمر، فتارة يفاجئ «محلب» أحد المستشفيات، ويتفقد بنفسه حال المرضى به، وتارة أخرى يفاجئ قسم شرطة دار السلام، ليتفقد الحالة الأمنية به، وتارة ثالثة يتوجه بزيارة إلى «جامعة النيل»، لوضع حل الأزمة الناجمة بين الجامعة، ومدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، جاء ذلك عقب حكم المحكمة الإدارية العليا التى أيدت أحقية «جامعة النيل» فى جميع الأراضى والمبانى، التى تم تخصيصها لمدينة زويل، وتحويلها إلى جامعة أهلية، وبرغم جهوده تلك، فإن بعض الملفات، ما زالت تشكل تحدياً كبيراً أمام حكومة «محلب»، أولها الأمن.