"شيماء" أستاذة جامعية تطوعت للعمل في العزل: بشوف بناتي من سور المستشفى
زوجي لم يمانع.. ووالدته تتولى رعاية طفلتي
![الطبيبة شيماء محمد](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/19870281771589737466.jpg)
الطبيبة شيماء محمد
رغم كونها أم لطفلتين في عمر السابعة والخامسة، لم ترفض الدكتورة شيماء محمد توفيق، اختيار جامعة بنها، حيث تعمل مدرس مساعد بقسم الصدر، لعدد من الأساتذة للتطوع بالعمل لفترة محددة في مستشفيات العزل في ظل الأزمة الحالية، أعدت نفسها وهيأت أسرتها لهذا الحدث واتجهت في الثامن من مايو الجاري إلى مستشفى قها للعزل في محافظة القليوبية بخطوات محسوبة ومشاعر متضاربة ما بين الفرح والترقب لاستلام مهام عملها الجديد.
منذ أن بدأت أزمة فيروس كورونا الجديد، لم تتوقع الطبيبة الثلاثينية أن تكن من بين صفوف الجيش الأبيض في مستشفيات العزل، رغم تخصصها في قسم الصدر الأكثر ارتباطا بالوباء الحالي، ولكن حين علمت بترشيح الجامعة لها للتطوع أبدت موافقتها على الفور، وعادت إلى زوجها تخبره، وبحسب وصفها في بداية حديثها لـ"الوطن" لم يمانع أبدا رغم طبيعة عمله في الشرطة والتي تحتم عليه السفر دائما وعدم التواجد في المنزل لرعاية طفلتينا في غيابي واتفقا على أن تقوم الجدة من الأب برعاية البنات، "والدي ووالدتي متوفيان وهي كتر خيرها بتراعي ولادنا".
شيماء: الدعم النفسي للمرضى مهم لتقوية المناعة
نحو 10 أيام مضت على تواجد الطبيبة شيماء في مستشفى العزل قها، تتابع يوميا مهامها الطبية، "بمر على كل أقسام المستشفى وأتابع الحالات في الغرف العادية وفي العناية المركزة"، إلى جانب الاطلاع على الأشعة المقطعية على الصدر التي يجريها المرضى بشكل مستمر طوال فترة العلاج وعند الخروج أيضا، مع تعديل بعض الجرعات حسب الحالة المرضية للشخص إذا كان يعاني من الضغط أو السكر لتناسب حالته الصحية، حسب تعبيرها.
خلال فترة عملها بالعزل، لم تر الطبيبة شيماء ابنتيها نور وساجدة إلا مرة واحدة من خلف أسوار المستشفى، "جوزي جاب البنات عشان أشوفهم من بعيد بيني وبينهم سور المستشفى وهما قاعدين في العربية عشان وحشوني جدا"، لحظات دمعت فيها عين الأم وأطفالها من الموقف، هون عليها الأمر أنها جاءت برغبتها لمهمة إنسانية في ظل الأزمة الحالية، "دورنا ولازم نقوم بيه"، حسب تعبيرها.
طبيبة الصدر الثلاثينية لم تقتصر مهمتها بين المرضى على الاطلاع على الأشعة الخاصة بهم ومتابعة حالتهم وجرعات الدواء، بل تحرص دائما على أن تكن داعمًا نفسيًا لهم، تتحدث إليهم وتهون من التجربة عليهم، تخبرهم دائما بتقدم حالتهم الصحية لرفع الحالة المعنوية لهم، "بيكونوا صحتهم كويسة وحالتهم مش متأخرة بس خايفين من رهبة الموقف والحالة النفسية ليها عامل مهم على مناعة المريض"، حتى عُرفت بين مرضى قها بما تفعله لرفع الحالة النفسية لهم.