"الإفتاء" و"الكنيسة" يتحدان للتحذير من مخاطر "تيك توك": إرهاب وانحراف
موقع التيك توك
اتحدت "الإفتاء" و"الكنيسة" على تحذير الأسر المصرية، من خطورة المواد التي تعرض على تطبيق "تيك توك" على شبكة الإنترنت، الذي ارتبط خلال الفترة الأخيرة اسمه بالعديد من القضايا الأخلاقية التي أودت بأصحابها إلى ساحات المحاكم والسجون بدعاوى "التحريض على الفسق" وغيرها.
فحذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية الأسر من استخدام أبنائهم لتطبيق "تيك توك"، والمعروف أيضًا باسم "Douyin"؛ حيث تنشط عليه حسابات مؤخرًا تروج للتنظيمات الإرهابية، وتعرض تسجيلات للعمليات الإرهابية التي تحتوي على مشاهد قتل وجثث.
وأوضح المرصد في تقرير أصدره أن تطبيق الفيديوهات القصيرة الذي ينشر محتوًى ترفيهيًّا، تنشط مؤخرًا عليه بشكل مكثف دعاية للجماعات الإرهابية التي تستفيد من التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة في نشر أفكارها وعملياتها الإرهابية.
وأوضح المرصد أن التطبيق المعروف باسم "تيك توك" تم إطلاقه في عام 2016، في الصين باسم " A.me". ثم تم تغيير الاسم إلى "Douyin" بعد وقت قصير من إصداره. قامت شركة "ByteDance" بإعادة تسمية العلامة التجارية للمرة الثالثة لتصبح "تيك توك"؛ وذلك بهدف جذب السوق الدولية عندما تم تقديم التطبيق إلى بلدان أخرى في سبتمبر 2017.
وبيَّنَ المرصد أن الانتشار السريع للتطبيق وعدد ونوعية الأشخاص الذين يتفاعلون عليه تعد من الفئات المستهدفة للجماعات الإرهابية. فالتطبيق في غضون عام واحد فقط من إطلاقه، يحتوي بالفعل على 100 مليون مستخدم و1 مليار مشاهدة فيديو يوميًّا.
وأردف المرصد أنه بحلول عام 2018، كان لدى تطبيق "تيك توك" بالفعل أكثر من 660 مليون تحميل حول العالم، وفقًا لتحليل بيانات "Sensor Tower" الذي يوفر بيانات حول تطبيقات الهواتف الذكية. كما يحتل التطبيق المرتبة الأولى في متجر التطبيقات من حيث التنزيلات في جميع أنحاء العالم خلال الربع الأخير من عام 2018.
وأضاف المرصد أن هذا الانتشار الواسع للتطبيق يجعله هدفًا ثمينًا للتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى نوعية المادة التي ينشرها التطبيق وهي الفيديوهات القصيرة، وهو الأمر الذي يدفع الجماعات الإرهابية إلى استخدامه بشكل مكثف.
وأشار المرصد إلى أن التطبيق أزال مؤخرًا ما يقرب من عشرين حسابًا مسئولًا عن نشر مقاطع فيديو دعائية لداعش، حيث احتوت الفيديوهات على مسلحي داعش وجثث ونساء يعلن أنهن "فخورات بانتمائهن لداعش".
البابا تواضروس يحذر: الميديا أصبحت الآن "نمبر وان" في منظومة التربية
كما حذر البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الأقباط من موقع "تيك توك"، وأفلام الكرتون والإعلانات، مشيرًا إلى بعض المشكلات التي تنجم هذه الأمور وتضر بتربية الأطفال.
التحذير الذي جاء في سياق العظة الأسبوعية للبابا التي حملت عنوان "حراس النقاوة" ونشرها المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أشار البابا إلى أنَّه لا يريد ذكر اسم الموقع الذي قال إنَّه يبث فيديوهات مدتها دقيقة.
وأضاف البابا، أنَّ التربية لها خمس مصادر في حياة الإنسان، هي: "الأسرة، المدرسة، الكنيسة، الأصدقاء، الإعلام"، موضحًا أنَّ هذا هو تسلسل التربية المضبوطة: "استلم من بيتي واتعلم في المدرسة وأخذ من كنيستي ومن أصدقائي وأخيرًا الميديا، الذي يحدث من عشرين أو ثلاثين سنة مع انتشار الميديا الواسع في العالم أنَّ هذه المنظومة تبدلت وأصبح نمرة واحد الميديا، ونمرة اثنين الأصدقاء ثم الكنيسة ثم المدرسة وأخيرًا الأسرة، والسبب في ذلك ضغوط اجتماعية اقتصادية ونفسية، وصارت الوضعية مختلفة عن التربية التي تربينا بها زمان، أولادنا الذين ولدوا من عشرين سنة اتولدوا في جو من الميديا الكامل هذا زمنهم، ولكن هذه المصادر تغيرت، فهل هيطلع أولادنا مثل الأجيال التي نسمع عنها فيهم نقاوة وطهارة؟!".
وتابع البابا: "أصبحت الصورة لها إحصائيات مرعبة أن الطفل الذي عمره من 8 - 18 سنة يشاهد كل أسبوع 50 ساعة على الميديا، ماذا يشاهد؟ وماذا يتعلم؟ والأب والأم غير موجودين، عدو الخير يستغل هذا الأمر".
و"تيك توك" الذي يُعرف أيضا باسم دوين Douyin هي شبكة اجتماعية صينية لمقاطع الفيديو الموسيقية، انطلقت في سبتمبر 2016 بواسطة مؤسسها تشانج يي مين، وتسبب خلال الفترة الماضية في سقوط عدد من الفتيات والشباب في براثن جرائم أخلاقية بسبب محتواه المنفلت بحسب بيانات صدَرت عن النيابة العامة في مصر.
وأوضح البابا أن هناك خمس نقاط إرشادية لكي نكون حراسًا لأولادنا، هي:
1. أنت كأب وأنت كأم ربنا أو كلكم أن تكونوا حراس على أسرتك، فأنت مسؤول أن تحدد كمية الميديا التي يشاهدها أولادك، ويجب أن تشبع أولادك من كلمة ربنا لأن الطفل الصغير مثل الأسفنجة يمتص ما يقدم له بالأخص من السن.
2. يجب أن تعلم أولادك منذ الصغر مهارات التميز الذي نسميها في الحياة الرهبانية "فضيلة الإفراز" أي يفرز الجيد من الردئ، يجب أن أفهم ابني وبنتي إن العلاقات الجسدية لا تأتي إلا مع الزواج، ويجب أن تكون علاقاتنا بحساب وعندما يسمح الله بالارتباط فيكون لها تواجد، عندما يشاهد الطفل أفلام الكرتون ويرى الأمير يقبل الأميرة فهذا يغرس في الطفل أن هذا الأمر عادي، ومثال في إعلانات السيارات وتكون بجانبها بنت جميلة فهذا استخدام للمرأة يحط من قدرها، أرجوك تاخذ بالك العربية سلعة للاستهلاك لكن المرأة إنسانة ليست للاستهلاك، هذه القيم يجب أن تكون أنت من يغرسها في ابنك وبنتك، عندما تحدث حادثة ويكررها التليفزيون الكبير يفهم أنها حادثة واحدة ولكن الطفل يفهم أنها أكثر من حادثة، تكرار المشاهد المأساوية يدمر نفسية أولادنا، فيجب أن تكون واعي، هل يوجد في حياتك أهم من أولادك؟! لا يوجد، يجب أن تعلمهم وأن يكون لديهم إفراز الصح من الخطأ ما يناسبني وما لا يناسبني يتعلمها ويكبر بها.
3. هناك رجل عاقل بنى بيته على الصخر فحدث ثلاث أشياء: "نزلت الأمطار، جاءت الأنهار (فيضان)، هبت الرياح" فوقعت على هذا البيت فلم يسقط لأنه كان مؤسس على الصخر، والثاني رجل جاهل بنى بيته على الرمل وحدث نفس الشيء الأمطار والأنهار والرياح فصدمت هذا البيت فسقط وكان سقوطه عظيمًا، فهل تربي ابنك على أساس الصخر أم الرمل، هناك أشياء كثيرة في الميديا ثقافات وهمية زائفة، وكل ما تبنيه في أولادك ممكن أن يتهد في ثواني لذلك نكرر ونقول إن الآباء والأمهات هم الآلات التي كرسها الله لبناء جيل المستقبل، لتبني أولادك على الصخر وليس الرمل لا تستهين بذلك، وهذا ما يجعلنا نرى انحرافات لا تنتهي أرجوكم خدوا بالكم كل سير القديسين التي نقرأها خلفهم أسر قوية ربتهم صح، أوعى تكون بتربي أولادك بطريقة خطأ هذه خطية كبيرة جدًا لأن الله يستودعك أمانة لكي تحافظ عليها وتنميها وتكبرها ليكون إنسان ناضج قوي في إيمانة ونقي في قلبه.
4. إيجاد التواصل الأسري: يجب أن يكون هناك قنوات مفتوحة بينك وبين أولادك صغار وكبار، لا تتخيلوا أهمية التواصل الأسري، هذا التواصل يحفظ الإنسان من السلوك المنحرف "الإدمان - الإباحية" اهتم أن يكون هناك حوار بينك وبين أولادك وأن يكون هناك حوار روحي وصلاة نتبادلها ونقرأ سير قديسين ونشرحها ويكبروا بها، هذا التواصل الأسري وسيلة قوية أن تبني أولادك مثل الرجل العاقل تبنيهم على الصخر.
5. تضع حدود، وتعليم الحدود شيء مهم في تربية أولادنا منذ الصغر وتربية أولادنا تحتاج كلمة (نعم ولا) لأن كلمة "لا" ابني هيحتجها عندما يقف أمام الخطية فيجب تعلمهم الحدود السلوكية ويكبر عليها، ضع هذه الإرشادات الخمسة أمامك وأنت تبني.
واختتم البابا عظته بالقول: "كل الميديا تكون من خلال العنين لذلك يسموا هذا الزمن عصر الصورة"، إذا ربيت أنت كأب أو أم أو خادم أو مدرس بعين بسيطة ونقية هتقدر تزرع في أولادك العين النقية فيكون جسدك كله منور مقدس، يجب أن تطبقها على أولادك أنك تنشئ فيهم العين النقية، يجب أن نربي في أولادنا العين النقية لأن من خلال العين والأذن 88% من المعرفة لدى الإنسان، ونسمع عن حوادث كثيرة من خلال الإنترنت، فأرجوكم أنتم حراس النقاوة في حياة أولادكم ليكون ابنك إنسان كامل وناضج ويفتح بيت وبهذه الصورة نربي أولادنا ويحق لنا أن نقول أننا أولاد الأبطال، أبطال الإيمان والعفاف الذين يحرسوا نقاوة الإنسان وهذه مسؤولية علينا كلنا سواء في البيت أو الكنيسة والمدرسة".