بروفايل | «30 يونيو» إرادة شعب
غضب مكتوم يسرى فى شرايين المدن والقرى عبر تحركات سرية توحد مؤيديها على هدف واحد.. وورقة تلف أرجاء الجمهورية من شمالها لجنوبها، تعلن عن تمرد حامليها.. أقل من عام والبلاد فى قبضة جماعة الإخوان المسلمين، الدماء تسيل على أسوار «الاتحادية».. والمئات يتظاهرون، والغيظ يتفجر فى قلوب الملايين من سوء فى الإدارة، وتجاهل متعمد من المسئولين والقائمين على صنع القرار السياسى. الجميع يترقب 30 يونيو، ذلك التاريخ الذى حفره الملايين فى أذهانهم وقت أن تولى الدكتور محمد مرسى الحكم وصارت لجماعة الإخوان المسلمين اليد الطولى فى الدولة.
قرابة العام مرت على حكم الإخوان ولا يزال المواطنون يعانون أشد المعاناة، ما بين أكوام القمامة المتراكمة فى كل مكان، مروراً بانقطاعات الكهرباء المتكررة، وأزمات متواصلة حول نقص المواد البترولية، وارتفاع غير مسبوق فى أسعار السلع والخضراوات، ثم مطالبات فئوية لم يحسب حسابها.
30 يونيو هو الموعد المنتظر، هو طاقة الأمل الجديدة لملايين يئسوا من رحمة مدعين باسم الدين، اتجهت أنظارهم نحو القوات المسلحة يبحثون عن دعمها للملايين الذين خرجوا مطالبين بسقوط حكم المرشد وجماعته، تأتى الاستجابة فى اليوم الأول من شهر يوليو، حيث يصدر أول بيان للقوات المسلحة، يدعو كل الأطراف لتحمل المسئولية، ويحذر من خطر شديد على الأمن القومى إذا ما استمر الوضع، 48 ساعة تمنحها القوات المسلحة للمسئولين لاتخاذ اللازم من أجل تلبية احتياجات ومطالب الملايين الذين خرجوا فى تظاهرات 30 يونيو.
عقارب الساعة تسير ببطء نحو ذلك التاريخ الذى انتظره الملايين لمعرفة ما ستقوم به القوات المسلحة، جماعة الإخوان المسلمين تتحدث عن مساندة الجيش للرئيس، شكوك كثيرة تفرضها «الجماعة» حول المشهد، لكن الثالث من يوليو يأتى قاطعاً لتلك الشكوك بوقوف القوات المسلحة جنباً إلى جنب المواطنين، تحمى إرادتهم وتسعى لتحقيق مطالبهم.