تسكنها قبائل ليبية ومات 2 منها بهجرة غير شرعية: «الغرق» اسم على مسمى
منازلها مشيدة على الطراز الليبي ولهم معاملة خاصة في الجوازات
ناصرت عمر المختار ويسكنها قبائل ليبية.. حكاية قرية مات شبابها بصبراته
تعوّد شبابها على السفر إلى ليبيا منذ قديم الأزل، وتقطنها 3 قبائل ليبية شهرية، واشتهروا بمناصرتهم لعمر المُختار جعل أهلها يحصلون على معاملة خاصة في الجوازات الليبية وخصص ختم لهم يحمل حرفي «ص ش»، وتمتد حدودها إلى ليبيا من الناحية الغربية الجنوبية من ناحية «ناقولا» وهناك آثار معسكرات على الحدود ما زالت موجودة حتى الآن، وتوفي اثنان من شبابها خلال هجرة غير شرعية إلى ليبيا.. حكاية قرية نصف فيومية ونص ليبية.
واتشحت قرية «الغرق» التابعة لمركز إطسا بمحافظة الفيوم بعد موت شابين منها هما سعيد عبدالحميد محمد والذي تم العثور على جثمانه ولم يصل إلى مصر بعد بسبب عدم إنهاء الإجراءات، والثاني حسين أحمد سكر والذي لم يتم العثور على جثمانه حتى الآن بينما تعتصر قلوب أسرته ألمًا على عدم توصلهم إلى جثمانه، حيث غرق بهم أحد المراكب بمنطقة صبراتة خلال سفرهم من ليبيا إلى إيطاليا خلال هجرة غير شرعية.
وترتبط «الغرق» ارتباطًا وثيقًا بدولة ليبيا، حيث ساندت عمر المختار في حربه ضد الاحتلال، كما أنّه يوجد طريق منها إلى ليبيا مباشرة من الناحية الغربية الجنوبية بمنطقة «ناقولا» كما أنّه المعسكرات الواقعة هناك ما زالت موجودة حتى الآن منذ أيام عمر المُختار.
وتحتضن قرية الغرق الكثير من الليبيين الذين قدموا إليها رفقة عمر المختار، ثم من جاءوا للعمل والاستقرار بها خلال عهد حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حتى أصبحت مسقط رأس ثلاث قبائل ليبية كبيرة هي "الفوايد" و"الرماج" و"السمالوس".
وعلى الرغم من كون "الغرق" قرية فيومية إلا أنّ منازلها شُيدت على الطراز الليبي، الذي اعتمد على أن يكون واسعًا ومكوّن من طابق واحد ويعتمد في أثاثه على "القعدات العربية فقط" وليس "الانتريهات ولا الصالونات"، فيما تنتشر السيارات التي تحمل لوحات معدنية ليبية بالقرية.
وبينما يعيش أحفاد الليبيين الذين سكنوا تلك القرية بها حتى الآن فقد آثر عدد منهم الاستمرار في القرية والعمل في الاستيراد والتصدير من وإلى ليبيا، فيما قرر آخرون السفر إلى ليبيا والاستقرار بها.
وتحوّلت القرية إلى سوق مفتوح لدولة ليبيا حيث يوجد بها كل المنتجات الليبية "من الإبرة للصاروخ" واشتهرت بذلك حتى أصبح يأتي إليها القاصي والداني ممن يرغب في شراء أي شئ ليبي، كما أنّهم يرتدون الجلباب الليبي يعلوه "الجاكيت والعمامة الليبية".
وكانت السلطات الليبية تهتم بأهالي قرية الغرق وتعاملهم معاملة خاصة حتى مرحلة قبل الثورة، حيث منحوهم بطاقة تحمل حرفي "ص ش " أي صحراء شرقية وكانوا يدخلون ويخرجون من ليبيا بكل سهولة ويُسر، حتى بلغ عدد العاملين بها من شباب القرية ما يقرب من 30 ألف شخص.