كان نفسه يبقى ضابط.. تفاصيل مقتل «سيف دونجا» في الإسماعيلية
الشرطة تضبط المتهم.. والنيابة تصرح بدفن الطفل المتوفى بعد تشريحه
المجني عليه سيف
إن كنت من سكان حي الأسرة بالإسماعيلية، أو طالبا بمدرسة مكة المكرمة، فلا بد أنك تعرف الطفل سيف عبدالونيس، صاحب الروح الفكاهية والمليء بالحيوية وحب الحياة، الذي كان يحلم بالالتحاق بكلية الشرطة اقتداءً بوالده.
لم يكمل «سيف» عامه الـ16، ولقي مصرعه، أمس، طعنا على يد طالب آخر، بسبب خلاف بسيط حرم والديه وشقيقته الوحيدة «سلمى» من صحبته، رغم تأكيد شهود العيان أن الخلاف لم يكن معه بالأساس.
ابن موت
سيف محمد عبدالونيس، صاحب الـ16 ربيعا، أو كما يُطلق عليه أقرانه "سيف دونجا" الطالب بالصف الأول الثانوي بمدرسة مكة المكرمة، كان يحلم بالالتحاق بكلية الشرطة كوالده، انتهى الدرس الخاص به في تمام الساعة 5 من مساء أمس الثلاثاء، في المدرسة نفسها الواقعة بمنطقة الدائري، وقف أمام المدرسة مع أقرانه يتحدثون ويضحكون ويتبادلون الصور بهواتفهم.. لكنها كانت الصور الأخيرة لـ«سيف»، فبعد دقائق ستحدث مجزرة يروح هو ضحيتها، دون ذنب أو جريرة.
مشاجرة
حدث شد وجذب بين زملاء «سيف» وآخر يُدعى «أحمد» بالقرب من سنتر الدروس، استدعى الأخير فيها عددا من زملاءه، واحتد النقاش بينهم، حتى تمكن «سيف» من إنهاء المشكلة بينهم وتهدئة الطرفين، فهدأت الأمور قليلا، حتى عاد «أحمد» مجددا إلى مكان الحادث ومعه آخرين، وانقض على «سيف» وعاجله بطعنة في الرقبة باستخدام سلاح أبيض كان بحوزته، فسقط المجني عليه مضرجا في دمائه، وبدأ نزيف دمه الذي انتهى بوفاته.
المستشفى التخصصي
نقلته سيارة إسعاف إلى المستشفى التخصصي، وبدأ الأطباء يسابقون الزمن يتمنون إيقاف النزيف وإنقاذ حياة الطفل بينما شبح الموت يحوم حوله.
ووصلت والدة الضحية إلى المستشفى، ورأت نجلها مضرجا في دمه والأطباء يحاولون إسعافه، إلا أن الموت اختطفه،. وصعدت روح «سيف» إلى بارئها تشكو غدرا لاقته، وليلحق بجدته التي فارقت الحياة قبله بـ60 يوما فقط.
تحقيقات وتحريات
وتلقت أجهزة أمن الإسماعيلية، بلاغا بالحادث، فور وقوعه، وانتقلت إلى مكان الحادث وسألت شهود العيان، ثم انتقلت للمستشفى، حتى تم إخطارهم بوفاة «سيف»، وتم إخطار النيابة العامة التي انتقلت وأمرت بتشريح الجثة لبيان سبب وكيفية الوفاة، كما طلبت تحريات المباحث حول الواقعة، ونجحت الشرطة في تحديد هوية القاتل ومكان تواجده بعد تنفيذ جريمته، وألقت القبض عليه، وتم عرضه على النيابة العامة التي تباشر التحقيق معه.
المتهم
شقيقة «سيف»
ونفى مصدر مقرب من الأسرة ما تردد عن سبب المشاجرة وهو دفاع «سيف» عن شقيقته بسبب تعرضها للمعاكسة، مؤكدا أن شقيقته كانت في درس خاص بها أثناء الجريمة، ولم تكن حاضرة وقت وقوعها، وتم إبلاغها بالحادث، حيث لحقت بشقيقها في المستشفى، وألقت النظرة الأخيرة على جثمانه هناك.
ونشرت مئات الحسابات على «فيس بوك» صور المجني عليه، والمتهم أيضا، يدعون للأول بالرحمة، ويطالبون بالقصاص من الثاني.