مدير مركز الدراسات التركية: تركيا ستدفع ثمن دعم «داعش» و«النصرة»
قال الدكتور محمد عبدالقادر، مدير مركز الدراسات السياسية التركية، والخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تركيا ستكون الملاذ الأخير لقيادات الإخوان، ورمزاً إقليمياً للتنظيم، واصفاً قرار «الدوحة» بمغادرة 7 من القيادات الإخوانية بأنه «مناورة قطرية». وأضاف فى حوار لـ«الوطن»، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد استقطاباً إقليمياً بين مصر والإمارات والسعودية من جهة، وتركيا من جهة أخرى، ومصر تعتمد على التحرك النشط على كل المحاور، وتسعى لملء الفراغ السياسى الموجود فى المنطقة، واستعادة دورها الإقليمى، متوقعاً أن تدفع تركيا ثمن دعمها لـ«داعش»، و«النصرة»، خاصة بعد تشكيل تحالف دولى لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام.. وإلى نص الحوار:
■ كيف تقرأ الموقف التركى بعد إعلان رجب طيب أردوغان، ترحيبه باستضافة قيادات الإخوان؟
- الأتراك سيشكلون ما أشبه بقاعة اجتماعات إقليمية ومؤتمرات منعقدة بشكل دائم فى تركيا، ووجود الإخوان فى لندن سيواجه مشكلات كبيرة، وستكون أنقرة ملاذهم الأخير، وأردوغان صرح أثناء انتخابات الرئاسة التى فاز فيها، بأنه سيدعمهم وعلى عهده مع الإخوان كما كان فى الماضى، لكن المعادلة التركية رسخت وجود أردوغان، وعلينا التذكر بمشاهد الاحتفال بتنصيب داود أوغلو برئاسة الوزراء، وكان على رأس الحضور الدكتور عمرو دراج، القيادى الإخوانى، وأول زيارة للرئيس التركى ووزير خارجيته، كانت إلى قطر الداعمة للتنظيم.
وأعتقد أن خروج العناصر الإخوانية من قطر كان بالتنسيق مع تركيا، وهى مناورة تستهدف التعاطى مع الضغوط الخليجية مع الحفاظ على الدعم المادى والسياسى للإخوان، وكل الأماكن المتوقع أن ينتقل إليها القيادات الإخوانية مثل ماليزيا، غير مرجحة، لأنهم يحتاجون لمركز إقليمى يستطيعون من خلاله الحشد والتعبئة للعناصر الموجودة فى مصر، وهذا المركز سيكون فى أنقرة.
■ وكيف يمكن أن تواجه مصر هذا المخطط التركى؟
- هناك استقطاب إقليمى بين مصر والإمارات والسعودية من جهة، وتركيا من جهة أخرى، وهو قائم على استقطاب قطر، وكل طرف يريد أن يبعد الدوحة عن الآخر، بناءً على اتجاهين داخل العائلة الحاكمة فى قطر، الاتجاه الأول دعم الإسلاميين، والثانى أنه لا فائدة من ذلك على المواطن القطرى، والدور المصرى لديه ملفات يتحرك فيها باستقلالية، وملفات ينسق مع الآخرين بشأنها، ومصر تعتمد على التحرك النشط على كل المحاور، وتسعى لملء الفراغ السياسى الموجود فى المنطقة، ولا تريد تصعيد الأمر لمستوى الحرب الإعلامية، بل تحجيمها من خلال سياسات على الأرض، وتركيا فعلت ذلك من قبل فى ملفات العراق وسوريا وليبيا، الآن مصر تحاول إعادة ذلك وهى تريد مواجهة تركيا ليس من خلال الحرب الإعلامية بل السياسات على الأرض، لأن تصاعد أهمية الدور التركى كان نتيجة تراجع الدور المصرى، ورأينا المنهج المصرى الجديد القائم على التحرك النشط من خلال انخراطها فى جميع الملفات المتعلقة بالعرب والشرق الأوسط، وطرح مبادرات تعيد الدور المهم والحيوى، وهذا كان واضحاً فى أزمة غزة الأخيرة.
■ وما توقعاتك لتحركات تركيا خلال الفترة المقبلة؟
- تركيا من المرجح أن تُصعّد مع مصر كل فترة، وهو أمر يرتبط بمواجهتها لتحديات إقليمية، لأنها داعم لتنظيم داعش، وجماعة النصرة، وسيكون لها رد فعل من التحالف الدولى الذى جرى تشكيله لمواجهة هذه الجماعات، وربما تدفع ثمن ذلك، وسيؤثر هذا على معدلات السياحة والنمو فيها، وارتفاع معدل التضخم وانخفاض قيمة العملة.
وأعتقد أن المنطقة ستشهد توازنات ترتبط بمحاولات تركيا لإعادة دورها، ومساعى مصر لملء الفراغ، وهذا سيؤدى لارتفاع التوتر، إلى أن يثبت كل طرف وجهة نظره فى قضايا المنطقة، ومصر ستنجح فى النهاية بحكم عروبتها وثقلها وعمقها التاريخى وعلاقاتها القوية.
ملف خاص
تركيا تفتح أبوابها لـ«مطاريد الإخوان»
سياسيون: «أردوغان» ينفّذ سياسات أمريكا لتهديد الأمن القومى العربى
رئيس «ابن خلدون»: قطر طالبت تركيا باستضافة «قيادات الإخوان» مقابل مساعدات كبيرة
حديقة ومتحف وشارع باسم «أسماء».. «تعيشى وتفتكرى يا تركيا»