سأله أحد الزملاء: من تشجع، الأهلى أم الزمالك؟ فرد قائلاً: من يحمل هموم بلد بأكمله هل يستطيع أن يشجع فريقاً لكرة القدم؟ فهذه النهاية التى وضعها الرئيس لحوارنا معه لم تكن سوى إسدال لستار الست ساعات التى رأينا فيها طاقة أمل تختلط بالكثير من الهم والاهتمام ومعها منا -نحن شباب الصحفيين والإعلاميين- مقاطعة ومناكفة بل ومخاشنة أيضاً، الهمّ بالتحديات والاهتمام بمسارات الملفات المختلفة مرة واحدة وكأنه «سيزيف» بالمعنى الإيجابى للأسطورة، فهنا لا يرفع السيسى الأحجار لقمة الجبل لتسقط مرة أخرى، لكنه يرفعها بنيّة بناء حائط لهذا الوطن نظن أنه جاد فيه بالدرجة التى تجعل أى شخص، حتى المختلفين معه، يقدّر إخلاصه، هناك شىء ما مختلف، هناك شىء ما يبدو فى الأفق، هناك شىء ما تغير، هناك شىء ما يقدم صورة جديدة للحكم، رئيس يدعو شباباً صحفيين وإعلاميين ما بين العشرينات حتى نهاية الثلاثينات ليتحدث إليهم ويسمع منهم وعنهم ولهم، يجلس معهم حوالى 360 دقيقة لم يقطعها سوى الذهاب لأداء الصلاة، فتكون الأحاديث ودية حميمية لم تخلُ من الاختلاف ولم يعكر صفوها حماسة ولم يعوزها مدير للجلسة، فقد كانت خارج إطار الكلفة والتكلف أو الاصطناع والادعاء، الجميع نطق بما أراد بما فيها حتى حقوق المظلومين داخل السجون والتوسع فى الإجراءات الاستثنائية.
الجدران الباردة
عند الدخول إلى القصر الرئاسى فبالتأكيد ستلاحقك نظرات الجنود التى تفحص وجوه القادم من الخارج مع عيون صامتة لا ترى منها سوى نظرة اقتحام كأنها اخترقت جسدك، ورغم الصرامة تشعر بشىء ما يدفعك للسلام عليهم «وليكن السلام عليكم» فيكون الرد بالمثل، بشاشة الضباط فى مدخل القصر تبعث على الراحة، فالكل يقوم بدوره تجاه وجوه جديدة لم تعرف القصر الرئاسى يوماً ولم تزر هذه العتبات، فما بالك لو قال لك أحدهم: ستدخلون القصر من سلم الوزراء. وهناك بأدب جم طلبوا البطاقة قبل أن ندخل بهو القصر، غير أننى نسيتها كما ننسى كثيراً فى هذه الحياة، فعدت إلى سيارتى لأقدمها للضابط فيشكرنى، ثم أدلف إلى داخل القصر لألتقى دليلاً فى كل ممر أو طرقة، ومنها إلى الصالون، حيث الجدران باردة لكنها ليست أكثر برودة من اتساع البهو المؤدى إلى القاعة الملحقة بمكتب الرئيس، لكنها تحمل ملامح العظمة والرقى والحضارة التى لا نريدها فى المبانى فقط بل فى المعانى أيضاً، ومن معانى الاستقبال الحار لطاقم مكتب الرئيس شعرنا بدفء المكان رغم أسقفه العالية وبراحه «الزيادة عن اللزوم». العيون معلقة على لوحات فنية ورخام برّاق ونجف معلق فى سماء الغرفة كظلال من النور أنهى تعلقنا بها نداء «السيد رئيس الجمهورية» ليدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى ومعه مساعدوه وعلى رأسهم اللواء عباس كامل والسفير علاء يوسف.. وليبدأ الحوار الذى سأذكر جوانب منه مع تدخلات من كاتب السطور تمثل رأياً واعتقاداً وتفسيراً لما دار خلال اللقاء.
انت مين وحكايتك إيه؟!
يقولون عنى «انت مين وحكايتك إيه؟»، أقول لهم: «لقد استُدعيت فى مهمة وطنية لإنقاذ هذا الوطن»، ولبيت نداء الشعب، رغم أننى لم أكن أريد، ولذلك لا بد للإعلاميين قبل أن يقولوا الكلمة أن يتدبروا أمرهم، فهناك آلاف وملايين ستلتقط قصصهم فتتحول إلى صدقة جارية أو سيئة»، وقبلها يمهد الرئيس الطريق إلى فكرته عن تشكيل الوعى بالقول: «كلما زاد حجم الطبقة الواعية فى مصر كانت ممانعة الأمة المصرية أقوى ضد أى تهديدات»، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن هذا الدور فى منتهى الأهمية، ومنها انطلق ليكمل أن «وعى المصريين هو الذى دفعهم لقبول قرار رفع الدعم عن الطاقة لأنهم شعروا بالمسئولية تجاه الوطن»، فهذا القرار كان تطبيقه صعباً قبل سنوات، ولم يكن ليقبله المصريون، فوعينا وفهمنا زادا بعد ثورة 25 يناير، وهذا الوعى ظهر مرة أخرى فى 28 نوفمبر، فوعى الناس هو الذى أفشل هذه الدعوات، وكان كالعادة للمرأة المصرية دور كبير. وهنا لا أتحدث عن الصفوة، بل أتحدث عن كتلة الشعب المصرى، مصرنا تعيش فى منطقة مضطربة وتجابه تحديات كبيرة، إذن تحتاج منا إلى وعى، وهذا الوعى يشكله الإعلام، فما سيقوله الإعلام قد يتحول إلى صدقة جارية أو العكس. فالكلمة سلاح ولا بد أن نحارب من أجل مصر بهذا السلاح، فوسائل الحرب الحديثة لن تُسقط مصر لأنها منيعة بوعى شعبها.
أين الرؤية؟
لم يفت الرئيس أن يخيّر الحاضرين بما يريد البدء به، فكان الخيار بين أن يبدأ بالملف الاقتصادى أو الرؤية للدولة المصرية، فطلب منه كاتب السطور أن يبدأ بالرؤية لأنها السؤال الأكثر إلحاحاً فى اللحظة الراهنة، فكانت إجابة الرئيس: «رؤيتنا الاستراتيجية وهدفنا الاستراتيجى الحفاظ على الدولة المصرية»، فخلال الـ40 سنة التى مضت تراجعت مصر وصارت فى خطر عظيم منذ حرب 1967، فمنحى الهبوط بدأ وقتها واستمر لعشرات السنين، ومن ثم كان واجباً أن يكون هذا هو الهدف باستعادة هيبة مؤسسات الدولة والحفاظ عليها حتى لا تسقط الدولة، فهناك أعمدة ونطاقات وأحزمة وروابط ممسكة بهذه الدولة تحافظ على استمرارها وبقائها، وكلما قويت هذه المؤسسات زادت ممانعة الدولة. فقبل عام 1990 كان الاتحاد السوفيتى كياناً قوياً فى مواجهة الغرب والناتو، وعندما اهتز هذا الكيان وذهبت كتله منه إلى الغرب بقيت روسيا وحيدة ولكن استطاعت بمعرفتها وأجهزتها وتقدمها وشعبها أن تحتفظ بهذا الكيان.
سبّابة الرئيس..!
فى جلساتنا مع شباب الثورة بعد 25 يناير طلبنا منهم أن ينشئوا حزباً سياسياً ضماناً ألا يأخذ تيار بعينه أكثر من حقه وحجمه لأننا كنا نريد أن نُجرى انتخابات حقيقية، وكنا متوقعين السيناريو فى ظل غياب قوى منافسة لهذا التيار. وكررنا دائماً أن الجيش ليس ضد الشباب، وهو العمود الباقى فى هذه الدولة، فلا بد أن يقدّر الجميع عواقب سقوط عمود الدولة، وأعمدة الدولة لا ينبغى لها أن تنقص بل من الواجب أن تزيد، وكان لعمود القضاء أيضاً استهداف بحصار الدستورية العليا والتظاهر أمام دار القضاء العالى.
والأمر أيضاً انطبق على الإعلام، عمود الوعى، عند حصار مدينة الإنتاج الإعلامى وذبح العجول أمامها فى رمزية مقيتة، إذن لا بد من استعادة مؤسسات الدولة وقوتها الناعمة فى الإعلام، فسأل كاتب السطور فى مداخلة: «كيف نوازن بين الحفاظ على الدولة واحترام كرامة وحقوق الإنسان؟» فقال مستخدماً سبّابته فى مواجهتى: «حضرتك.. الطريق إلى تحقيق العيش والحرية والعدالة يبدأ بالحفاظ على الإقليم المصرى، فهذه الدولة لو اتهزت هزة كبيرة لن تستطيع تدبير الموارد الأساسية للناس، وكلنا رأينا وضع البلاد وقت الإخوان».
مبارك كان لا بد أن يسقط
«أى حد منصف لبلده لا يمكن أن يرضى عن مبارك ونظامه، فكان أولى به أن يمشى من 15 سنة، وما دام أنه لم يكن قد التحدى يبقى لازم يقول شكراً»، ويكمل السيسى: «الحكم ده لا يرضى ربنا ولا يرضى الناس، وهنا عند الحديث عن براءة مبارك لا يمكن أن نهدر سلطة القانون، فمن الواجب احترامها حتى إن كانت تحقق مصلحة سياسية، فقد جئت بمستشارين لدراسة الحكم فلم نجد سوى النقض لأن الدستور يحظر أى إجراء استثنائى، ولذلك قررنا التكليف بإعداد قانونين أحدهما لحماية ثورتى يناير ويونيو والآخر لحماية المال العام من الفساد من خلال تعديل تشريعى لا يُسقط جرائم المال العام بالتقادم كما هو حادث حالياً، وهنا أقول (الكلام للرئيس) لست محسوباً على أحد ولا يوجد أحد محسوب علىّ، وأنا قلت قبل كده ولا ليّا ولا عليّا»، بعدما أشار أحد الزملاء إلى الأصوات التى تتحدث باسم الرئيس فكان رده قاطعاً: «لن أجامل أحداً على حساب البلد» وزاد باستهجان: «هذه الشخصية -يشير إلى نفسه- ممكن يتحسب عليها حد».
انت مستعجل كده ليه؟!
لكى نحافظ على مصر لا بد أن نحقق معدلات نمو غير مسبوقة حتى إن الأوروبيين فى الزيارة الأخيرة قالوا لى: «انت مستعجل كده ليه؟»، وهنا تواجهنا مشكلة زيادة معدلات المواليد التى وصلت إلى 2.6 مليون سنوياً، وهى الزيادة التى ستلتهم أى معدلات نمو، ولذلك نبحث عن حلول بعيداً عن قوانين إلزامية بتحديد النسل، ولجأنا إلى وضع حلول قابلة للتنفيذ للتعامل مع هذه الأزمة، وبالنسبة لمعدلات النمو، فقد طلبت أن تكون من 6 إلى 7% حتى تكفينا، لأن التقديرات التى جاءتنى قالت: سنصل إلى 4.5% فى عام 2020، وهذا لن يكون فى صالحنا، ولهذا أسرعنا فى تجهيز قوانين الاستثمار لإتاحة الفرصة أمام المستثمرين لمساعدة الاقتصاد للوصول إلى معدلات نمو مناسبة. وهناك جهود تُبذل بمعدلات عمل غير مسبوقة «بس لسه محدش حاسس بيها والناس لسه هتشوف تأثيرها»، ومنها موضوع الإسكان، ونحاول تغطية العجز فى قطاعات الصحة والتعليم والكهرباء حتى نقلل الصيف المقبل من انقطاع التيار الكهربائى.
وفى مداخلة أشار زميل إلى أن مشكلة الجهل والأمية أفضت بنا إلى مشكلات كثيرة، مستعينا بمثال عن صوت إعلامى مثير للجدل، فضحك الرئيس كثيراً ثم قال: لن نستطيع تحقيق نتيجة فى هذا الشأن بدون مشاركة مجتمعية سواء فى ملفات الأمية أو أطفال الشوارع أو غيرها.
ناس بتتجاوز الحد الأقصى!
ونال الفساد نصيباً كبيراً فى حديث الرئيس معنا، فقد اعتبرنا أن الحرب على الفساد مهمة لأى دولة تسعى للبناء، فقال الرئيس: العوز والحاجة دفعا الناس لحل المسألة كل فى مجاله بمعرفته، وكان جزء كبير من هذا الفساد هو الأجور العالية التى تعاملنا معها بموضوع الحد الأقصى والحد الأدنى، فتحديدهما كان محاولة منا للإصلاح، و«عارف إن فيه ناس لسه بتتجاوز الحد الأقصى»، ولكى نحارب الفساد لا بد أن نصل إلى تقدير منضبط من البيانات، وهو ما نعمل عليه لكى نملك بيانات نستطيع من خلالها بيان الخلل، وسنتخلص بقوانين الاستثمار الجديدة من الفساد الذى يعطل الاستثمار، وأنا عارف أن هناك تصريحات تخرج بين الحين والآخر تحدث نوعاً من القلق فيما يخص الفساد.
وقفز بنا الرئيس إلى موضوع قناة السويس بعد أن أشار إليه أحد الحضور، فقال الرئيس: لم نعلن عن المشروع سوى فى نفس اليوم عشان محدش يستهدف المشروع، فمش مطلوب من مصر أنها تنجح، فهناك من هو خارج مصر لا يريد لها النجاح، وهذا المشروع الخاص بازدواج القناة جزء من المشروع الكبير للتنمية فى إقليم قناة السويس، ومن قناة السويس عرج السيسى إلى ميناء دمياط، فذكر أن المشروع معروض منذ 15 عاماً ونحن نعمل على التطوير و«أنا داخل فى كل التفاصيل لدرجة إنى عارف كام ماكينة فى مصر يمكن استغلالها فى التطوير».
انتو أصحاب البلد!
دعا الرئيس إلى تشكيل كيان من شباب الإعلاميين للتعامل مع قضية الإعلام، وقال: «انتو اصحاب البلد وأى واحد فيكم حاسس عنده كفاءة يتقدم»، وتحدث الرئيس عن ميثاق الشرف الإعلامى مكرراً ما ذكره فى بداية حديثه عن سلاح الكلمة وخطورته، وانتقل الحديث بعدها إلى ماسبيرو والإعلام الرسمى، مشيراً إلى أنه كلف صفاء حجازى وعصام الأمير ليضعا تصوراً للتعامل مع هذا الملف وسيتسلم تصوراً بعد 3 أشهر، وقال: أعلم أن ماسبيرو تدهور تماماً ولكنه قبل ذلك كان يقوم بدور مقبول، ولديه إمكانيات كبيرة وبإمكانه العمل بـ1000 أو 2000 شخص فضلاً عن رواتبه التى زادت لتصل إلى 220 مليون جنيه والتى كانت جزءاً من الزيادة العامة فى رواتب الدولة التى وصلت إلى 207 مليارات جنيه بعد أن كانت 70 مليار جنيه قبل 25 يناير. وهنا تدخل كاتب السطور قائلاً: «ماسبيرو» فى الحساب الختامى للدولة كان المؤسسة التى حققت أكبر خسارة بين مؤسسات الدولة بمقدار أكثر من 4 مليارات جنيه فى حين أن لديها ديوناً مستحقة لدى الغير تصل إلى 1.4 مليار جنيه، وأوردت فى حديثى أن «ماسبيرو» طلبت منى كرئيس تحرير «سى بى سى إكسترا» مادة مصورة سجلناها لرئيس الوزراء فى أول زيارة له ولـ8 وزراء للوادى الجديد، فقال الرئيس: «لازم نساعد ماسبيرو، بس أنا مش عارف الوعود اللى اداها الإعلام الخاص للتليفزيون ماتنفذتش ليه».
الأحزاب والألتراس
مناعة الناس هى عمود الحياة السياسية الصحيحة، فنحن نريد أن نكرس لحياة سياسية سليمة دون عنف، ولذلك لا بد أن نشجع السياسيين، ومستعد للجلوس مع كل الأحزاب مرة واتنين، ومستعد أيضاً كدولة إنى أدعم حزباً للشباب من غير ما يكون محسوب عليّا، لأن لديهم الطموح والبراءة، الموضوع خطير والبرلمان الجاى مهم للمصريين، فالممارسة يمكنها أن تعطل مصر ويمكن تهدها، واحنا لسه معندناش إجابة على سؤال: هل ممكن يكون عندنا مصنع أو مكان لإفراز القيادات لمصر. من الأحزاب إلى الرياضة بعد مداخلة طويلة من الزميل كريم رمزى مدير موقع «ياللا كورة» قال الرئيس: لا يمكن أن نملأ الاستادات بالجماهير لأننا خايفين على حياة الناس، وما حدث فى بورسعيد لسه متأثرين بتداعياته حتى اليوم، واحنا خايفين على صورة مصر.
رسائل السيسى
الرئيس ضاق ذرعاً بالإعلام غير المهنى الذى يكرس للانقسام ويهدد لحمة «يناير- يونيو» ويعلن بوضوح أنه ليس هناك من يتحدث باسمه، فضلاً عن تأكيده على إيمانه بالشباب فى كافة المجالات ومن بينها الإعلام. وهذه رسالة موجهة لكل منابر الشتائم الفاقدة لكل معانى الإنسانية والأخلاق والقيم وتأكيد على أن الرئيس التقط خيط الغضب الكامن فى الصدور بعد حكم البراءة لمبارك، وهذه سابقة لم نرها طوال حكم مبارك الذى كان فى واد ونحن فى واد.
كما يعلن السيسى القطيعة مع نظام مبارك ويؤكد أنه لا عودة للوراء بتكراره أمامنا قوله: محدش هيرجع تانى.. مفيش حد مهما كانت قوته هيرجع.. الشعب هيكشفه ويزيد: «الشعب هيمشّى أى حد مش عاجبه».
ومع هذه الرسائل كانت الرسالة التى رد فيها على الصديق محمد فتحى بشأن المظلومين فى السجون، فكان رده بالإشارة إلى كفاءة الجهاز الأمنى وسعيه إلى تدريبه وتأهيله بشكل يقلل الأخطاء، ولفت الرئيس إلى أنه شكل 3 لجان لهذا الشأن، ومنها لجنة زارت السجون من المجلس القومى لحقوق الإنسان، بل وطلب من الحضور إذا أرادوا أن يزوروا أى سجن.
وانتهى الحوار مع الرئيس بعد أن بدأ فى نهار اليوم لينتهى فى مسائه دون أن نشرب «شاى بالياسمين» والطاقة الإيجابية التى أنتجتها ساعات التواصل تنتظر أن تتحول إلى واقع ملموس يبث روحاً جديدة لهذا الجسد المتداعى المنهار على كافة الأصعدة بإشراك الشباب وخلق كوادر جديدة معبرة عن الطموح والبراءة والهمة والإخلاص والإيثار.. وهنا انتهى الكلام وبدأ اختبار الحقيقة!!