علماء نفس: الإرهابيون شخصيات "سيكوباتية" يسعدهم لون الدم
«تتبلد مشاعرهم مع تكرار عملياتهم الإرهابية، يبتسمون عندما يشاهدون دماء ضحاياهم، وقليل منهم من يشعر بتأنيب الضمير»، هذه بعض الأعراض النفسية التى تظهر على من يقوم بالعمليات الإرهابية وفقاً للأطباء النفسيين. يقول الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق، إن من يقدم على زرع قنابل التخريب يكون لديه اعتقاد راسخ بأنه يقوم بعمل بطولى، وبالتالى لا يشعر بتأنيب الضمير أو أى مشاكل نفسية، كما يكون لديه اعتقاد راسخ بأن المستهدفين من هذه القنابل يستحقون الموت، فلا يحرك سقوط أبرياء لديه أى شىء فى الأنا العليا نظراً لتبريره الدائم «إيه اللى وداهم هناك؟»، مضيفاً: ما دام هناك مناهج تربوية وسلوك مجتمعى يحرض على العنف، فإنه سيؤدى إلى استمرار الانفجارات واستمرار الحرب ضد الإرهاب لأجيال متعاقبة. ويقول الدكتور أنور الإتربى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن القنابل والانفجارات مع تكرارها تسبب التبلد فى المشاعر والعواطف لدى من يقوم بها، حيث من الممكن أن تتسبب هذه الانفجارات فى الأرق والاكتئاب وتكرار شريط سينمائى يدور فى عقول الإرهابيين فى البداية، لكن مع تكرارها تزول هذه الأمراض المؤقتة. مضيفاً: هؤلاء الإرهابيون يعتقدون أنهم يخوضون حرباً عقائدية، حيث خضعوا لعملية غسيل مخ منظم، ومن ثم أصبح ارتكاب أى من الأفعال الدنيئة متاحاً ومبرراً لهم ويصاحبه ابتسامة.
ويشير «الإتربى» إلى أنهم ينتهجون نفسية تنظيم «داعش» فى القتل وتبلد المشاعر وعدم الشعور بتأنيب الضمير، ويربون أبناءهم على هذا النهج حيث يزرعون داخلهم أنهم خضعوا للظلم، وبالتالى فإن أى عمل انتقامى ضد من ظلمهم هو عمل بطولى. لافتاً إلى أن الخطر الأكبر يكون فى النشء الذى يتولون تربيته، حيث ينتج عن التربية خروج أجيال جديدة من الإرهابيين الذين يتربى فى داخلهم الشعور الدائم بالظلم من الحكومة والمجتمع، وبالتالى ينتهزون أية فرصة وينتقمون ولا يهمهم سقوط أطفال أو أبرياء، فهم دائماً يجدون السبب والمبرر الذى يجعلهم لا يشعرون بتأنيب الضمير أو تأثير الأنا العليا عليهم، وبالتالى لا يوجد لديهم أدنى إحساس من سقوط الضحايا. ويضيف: الإرهابيون يشعرون بالسعادة عندما يشاهدون دماء ضحاياهم، والحل النفسى يجب تركيزه على الأطفال الصغار، حتى يتم تحريرهم مما زرعه هؤلاء فى نفوسهم من الشعور الدائم بالظلم والرغبة فى الانتقام.
ويقول الدكتور ماهر الضبع، أستاذ الطب النفسى بالجامعة الأمريكية، إنه بعد تنفيذ العمليات الإرهابية لا يشعر المنفذون بأى نوع من الندم لأن الغالبية العظمى منهم تربوا على اعتبار المجتمع سيئاً، وبالتالى فإن شخصياتهم تكون «سيكوباتية» عدوانية للمجتمع. مضيفاً: الإرهابيون يعتبرون المجتمع كله سيئاً وبالتالى يستحق الانتقام، وسقوط ضحايا أو أبرياء من المجتمع يجعلهم يشعرون بأنهم يستحقون ما حدث.