مقياس النيل بالكرنك.. ابتكار مصري قديم لتحديد ارتفاع منسوب المياه
مقياس النيل بالكرنك
تتزامن هذه الأيام مع ذكرى فيضان النيل في مصر القديمة، والذي يبدأ منتصف شهر أغسطس الجاري، وحتى أواخر شهر سبتمبر المقبل، إذ برع المصريون القدماء في شتى أنواع الفنون والعلوم، وسجل معبد الكرنك بالأقصر، العديد من النقوش التي تحوي علومًا فلكية وهندسية، منها مقياس النيل الذي كان يستخدم قديمًا في قياس فيضان النيل ونسب ارتفاع المياه في النهر.
تسجيل ارتفاعات منسوب مياه نهر
وفي هذا السياق أوضح الطيب غريب، مدير معابد الكرنك، أنه في الواجهة الغربية لمرسى مجموعة معابد الكرنك وأسفل الكوبري الخشبي المؤدي إلى داخل المعبد توجد مجموعة من النقوش المهمة، وهي تسجيل لارتفاعات منسوب مياه نهر النيل خلال أسرات متعددة تبدأ من عصر الأسرة الثانية والعشرين وحتى عصر الأسرة السادسة والعشرين.
تحديد قيمة الضرائب والرسوم المفروضة
وأضاف «غريب» في حديثه للوطن، أن مجموعة من الملوك سجلوا أسماءهم ومستوى ارتفاع مياه نهر النيل خلال عهودهم، وكان هذا الأمر مهم جدًا في مصر القديمة، لتحديد قيمة الضرائب والرسوم المفروضة على الفلاحين، بسبب استخدام المياه للزراعة.
أضخم مصد ورصيف حجري في تاريخ الحضارة المصرية القديمة
وتابع: كان هناك تنبؤات بمستوى الفيضان كل عام، حتى يجري اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لمواجهته كل عام؛ ومنها تعلية السدود والمصدات المائية التي كانت تشيد من الحجر، لكسر حدة دخول المياه إلى المعابد، إذ كشفت البعثة المصرية بين الأعوام 2003 - وعام 2010 عن أضخم مصد ورصيف حجري في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، وهو أمام مجموعة معابد الكرنك بطول تجاوز 360 مترًا وعرضه حوالي مترين وعمق 6 أمتار.