منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يسعى المتربصون بمصر وبالرئيس عبدالفتاح السيسي تصيد الأخطاء في محاولة للمزايدة على مصر وعلى مواقف السيد الرئيس تجاه القضية الفلسطينية، لإدراك هؤلاء حقيقة ارتباط القضية الفلسطينية بوجدان الشعب المصري، وتأثيرها المباشر في الشارع، إلا أن ما حدث أصابهم بصدمة أعجزت ألسنتهم عن الحديث، ليقفوا في موقف المتفرج الصامت.
وجاءت مواقف الرئيس عبدالفتاح السيسي معبرة عن موقف الشارع المصري وكل مواطن بسيط حريص على أمن بلده في المقام الأول، وبجانبه حريص كل الحرص على مصالح الأشقاء في فلسطين مقدما لهم كل الدعم الممكن والمتاح.. بل أكثر من ذلك، فجاءت تحركات السيد الرئيس على مختلف الأصعدة لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، دليلا حقيقيا لا يقبل النقاش على أن الرئيس السيسي واحد من أبناء الشعب المصري المخلصين، يشعر بما نشعر به ويعبر بكل صدق عما نريد أن نعبر عنه.
وبعيدا عن المواقف السياسية الواضحة للسيد الرئيس منذ بداية الحرب على غزة والتي جاءت جلها في صالح وقف العدوان وحماية المدنيين، جاءت تعليمات الرئيس السيسي واضحة بتقديم كل الدعم اللازم للأشقاء في فلسطين، يبدأ أولا من مصر فجرى تجهيز كل القوافل الإغاثية اللازمة لدعم الأشقاء في قطاع غزة المحاصر، ثم تخصيص مطار العريش لاستقبال أي مساعدات قادمة من الدول الشقيقة والصديقة لتقديم الدعم لأهالي غزة.
وجاء الموقف الأخير بشأن معبر رفح الدولي والفاصل بين مصر وقطاع غزة ليجعل كل العالم الحر يقف مقدما التعظيم لموقف مصر والقيادة المصرية، والتي رفضت عبور الرعايا الأمريكان من المعبر دون غيرهم، في وقت لم تدخل فيه المساعدات الإغاثية للقطاع بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي، فكان القرار المصري الرافض لتخصيص المعبر لعبور الأجانب فقط، ليعود الرعايا الأمريكان من حيث أتوا بعد انتظار طويل أمام المعبر دون استجابة من الجانب المصري.
هذا الموقف المشرف من مصر يجبر السلطات الإسرائيلية على الإذعان للمطالب المصرية بتسهيل إدخال المساعدات إلى الأشقاء في غزة، وهو ما كانت إسرائيل نحاول تأخيره بقدر الإمكان للضغط على الجانب الفلسطيني وعلى المقاومة الفلسطينية من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لديها من اليوم الأول للمعارك الدائرة بين الجانبين.
الرفض المصري لعبور الرعايا الأجانب لن يكون ورقة ضغط على الإسرائليون وحدهم بل هو ورقة ضغط قوية على المجتمع الدولي كله لغير مواقفه المتزمتة تجاه الأبرياء من الشعب الفلسطيني، والذين باتوا بلا طعام وبلا مأوى في ظل الحصار المطبق الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي عليهم، انتقاما من المقاومة الفلسطينية التي كبدتهم خسائر فادحة لم يخسروها منذ السادس من أكتنوبر عام 1973 على يد الجيش المصري في حرب الكرامة، حرب استرداد سيناء.