اثنين البصخة في "أسبوع الآلام"..صلاة المسيحيين على مزامير الملك داوود
الروائح الذكية تنبعث من المباخر، تملأ الفراغات بين المصلين، يصطدم دخانها بصلبان السعف التى ترفعها النساء المتشحات بأغطية رأس مسدلة على أكتافهن، قداس السعف الذى بدأ فى السابعة، تشارك فيه «ميرنا»، 23 عاماً، متأخرة، فى سترة خفيفة تلائم الأجواء الربيعية.
اثنين البصخة:
على طرقات الباب تخرج الأم «أنجيل» لاستقبال جارتها «هدى»، التى جاءت لتهنئتها بالعيد، عادة لم تنقطع عنها السيدة المسلمة منذ سكنت إلى جوار الأسرة الأرثوذكسية «ومن زمان كمان كانت أمى بتهنى جيراننا بأيام أعيادهم، من حد السعف لخميس العهد والجمعة العظيمة وعيد القيامة» تقول السيدة المسلمة.
العلاقات بين الأسرتين المسيحية والمسلمة دائمة، بحسب كلتيهما، حيث تقول «أنجيل»: «دى حاجة مش غريبة علينا، زمان كان فيه ست بتحتفل معانا فى الجمعة العظيمة، ومعروف بين المسلمين والمسيحيين تكحيل عيون الأطفال الصغيرة بالكحل، ومن زمان فى بلدنا فى الأقصر والعيال الصغيرة بيلعبوا سوا بالسعف يوم الحد فى أول أيام أسبوع الآلام».
ورغم حرص الأم على صيامها إلا أنها بحسب ما تصف نفسها وأسرتها «مش بنتشدد»، مردفة: «يعنى ممكن لو جيبنا فينو مدهون من فوق بالبيض ناكله عادى».
يواظب «أبانوب» على صلوات البصخة فى وقتيها «صباحاً: بين السابعة والحادية عشرة، والمسائية: بين الساعتين السادسة والتاسعة مساءً على وجه التقريب»، يحفظ مكانه فى مقابلة الأب قسيس الكنيسة، لكنه يحضر تلك الصلوات دون ارتداء ثياب الشموسية.
البصخة، هى الصلاة التى يمارسها المسيحيون فى مواقيت محددة «باكر، والساعة الثالثة والساعة السادسة والساعة التاسعة، والساعة الحادية عشرة»، مرتين فى كل يوم، فى الصباح والمساء، وتشتمل صلوات البصخة، بحسب ما يقول «أبانوب»: على «نبوءات من العهد القديم، التوراة، بمجىء المسيح وإنكاره وصلبه، وفى كل يوم من أيام الأسبوع بنقرأ جزء من الأنجيل والنبوءات اللى بتتناسب مع الأحداث اللى حصلت فى اليوم ده من الأسبوع على أيام المسيح، وبعدها بنلحن مزامير من مزامير الملك داوود».
لكل دوره فى صلوات البصخة وحدوده، فالأب القسيس، يتولى تلاوة كل الآيات التى فيها طلبات «دعوات» أو مناشدة للسماء، فيما يعهد «رئيس الشمامشة»» بالآيات التى تخاطب الشعب «المصلين»، ويقود الشمامسة المصلين فى بقية الآيات والمزامير.