العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا..بدأت باحتلال وانتهت باستقرار وتعاون
يزور المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، فرنسا غدًا، لعقد مباحثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وعدد من المسؤولين، ويرافقه وزيري الصناعة والتجارة والتعاون الدولي، لبحث عدد من القضايا الخاصة بمصر ومنطقة الشرق الأوسط.
لم تكن تلك الزيارة الأولى من نوعها على المستوى الرسمي، بل سبقها زيارات عدة، آخرها زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لفرنسا في نوفمبر الماضي.
ترصد "الوطن" العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا:
بدأت العلاقات بين مصر وفرنسا منذ قرون عديدة، واهتمام فرنسا بمصر ليس جديدًا، فمنذ بدء الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م وحتى الآن، تربط البلدين علاقات وطيدة.
لم تختلف ثورة 25 ينايرعن الثورة الفرنسية، حيث تشابهت أهداف الثورتين، فكلتاهما كانت تسعى للقضاء على الفساد والتخلص من الوضع الاقتصادي السيء.
توترت العلاقة بين مصر وفرنسا، في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فمعارضة ناصر احتلال فرنسا للجزائر، وتأميم قناة السويس، كانت كلها أسباب أشعلت التوتر بين البلدين، حيث اعتبرت فرنسا "التأميم" عمل عدائي ضد مصالحها هي وانجلترا، وكانت معارضة مصر احتلال فرنسا للجزائر، تعطيلا لمصالح فرنسا في الجزائر، حيث كانت فرنسا وانجلترا أكبر دولتين مساهمتين في شركة قناة السويس.
عادت العلاقات لطبيعتها بين مصر وفرنسا في أبريل 1963، وفي عام 1965 أصبحت اللغة الفرنسية لغة أولى في المدارس، مثلها مثل اللغة الإنجليزية، وفي العام نفسه استقبلت باريس المشير عبدالحكيم عامر، وكانت هذه أول زيارة مصرية رسمية لرجل دولة مصري منذ 38 عامًا، وأعلن خلال اللقاء الجنرال ديجول، أن ما حدث من توتر في العلاقات بين بلاده ومصر، يعد غيومًا من الماضي، مضيفًا أن باريس ومصر فتحتا صفحة جديدة في علاقاتهما، كما أصدر ناصر قرارا بإلغاء تهمة التجسس ضد دبلوماسيين فرنسيين.
كانت العلاقات في عهد السادات بين مصر وفرنسا جيدة جدًا، حيث كانت تقوم على الصداقة حسب وصفه لها في مؤتمر صحفي في قصر المارينيه عام 1976، حيث كانت تربطه علاقات وطيدة بالرئيس الفرنسي "ديستان"، ووقع الرئيسان إعلان القاهرة، الذي يعد معاهدة صداقة بينهم، وأعلن السادات حينها، استعداده للتوقيع على أي اتفاقية مع فرنسا، تصب في صالح البلدين.
رغم اختلاف تكوين الشخصية بين مبارك وبين الرئيس الفرنسي "ميتران"، إلا أن علاقات حميمة جمعت بينهم، قبل وصول أيًا منهم لسدة الحكم، فميرتان أديب تغذى على الثقافة الكلاسيكية، ومبارك رجل جيش، فكان ميتران سكرتير أول للحزب الاشتراكي، بينما كان مبارك نائبًا لرئيس الجمهورية، وفي عام 1982 استقبل القاهرة الرئيس الفرنسي بحفاوة كبيرة، وأصبحت فرنسا المورد الثاني لمصر بعد أمريكا، ونشأت العديد من العلاقات الصناعية والتجارية بينهم.