ركاب المترو: «الخط الثالث» وفر الوقت والتكلفة في المواصلات العادية
محطات مترو الخط الثالث الجديدة تخدم مناطق حيوية وقريبة
«حبيبة»: «رحمني من التحويلة فى العتبة.. وبقيت أوصل أسهل وأسرع.. وبادفع 40 جنيه بس كل 3 شهور».. و«نور الهدى»: التذكرة بـ6 جنيهات مقابل حوالى 20 فى المواصلات
يستيقظون مبكراً فى الساعات الأولى من الصباح، حتى إن كانت مواعيد العمل أو الدراسة متأخرة، فهناك ما يقرُب من ساعتين أو أكثر تستغرقها رحلتهم فى المواصلات اليومية، سواء «الأوتوبيسات أو الميكروباصات» المتشابهة فى مستوى الخدمة غير المرغوب فيها، من حيث التأخير أو السعر أو عدم توفير سُبل الراحة، هكذا كانت حياة ركاب المترو، خاصة الخط الثالث المعروف بالخط الأخضر، قبل إضافة محطات جديدة.
«حبيبة خالد»، طالبة بجامعة القاهرة، تقطن فى مدينة نصر، وهى من مستخدمى الخط الثالث، إذ تستيقظ مبكراً لاستقلال المترو من كلية البنات حتى محطة جامعة القاهرة، وتمر خلال رحلتها بمحطة العتبة التبادلية لاستقلال الخط الثانى المتّجه إلى المنيب: «التحويلة صعبة جداً فى الزحمة وعدد السلالم كتير».
استفادت «حبيبة»، حسب روايتها لـ«الوطن»، من المحطات الجديدة التى تم تشغيلها تجريبياً بالركاب خلال الأيام القليلة الماضية، مثل محطة مترو جامعة القاهرة وبولاق الدكرور والتوفيقية وجامعة الدول العربية ووادى النيل، فى استقلال القطار من كلية البنات حتى محطة مترو جامعة القاهرة مباشرة دون الحاجة إلى أى تحويلة: «بصراحة وفّر عليّا جهد كبير جداً جداً».
ثمة فروق واضحة بين وسيلة المترو والمواصلات العادية اليومية، وضّحتها «حبيبة»، أولها أن المترو يوفر اشتراكات للطلاب: «بادفع 40 جنيه كل 3 شهور، وده أوفر ليّا بكتير من أى مواصلات»، مؤكدة أن المترو يوفّر لها مزايا أخرى لا توفّرها المواصلات العادية التى تستغرق ما يقرُب من ساعتين، من حيث النظافة والتكييف واللوحات الإرشادية لتوضيح كل تفاصيل الرحلة من حيث الوقت والمسار، وأخيراً يستغرق أقل من نصف الزمن المطلوب لاستقلال المواصلات.
«نور الهدى محمد»، طالبة بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، القاطنة بزهراء مدينة نصر، تروى تجربتها قبل المترو: «كنت باصحى الساعة 6 الصبح علشان أوصل المحاضرة الساعة 9، وباخد حوالى 3 مواصلات لحد ما أوصل للكلية»، واصفة رحلتها بـ«المرهقة والصعبة من حيث الوقت والتكلفة والمجهود». تستقل «نور الهدى» الخط الثالث للمترو من محطة كلية البنات أو أرض المعارض إلى محطة صفاء حجازى: «المترو أسهل بكتير، اختصر الوقت ووفّر الجهد والتكلفة التى لا تُقارن بتكلفة المواصلات العادية فالتذكرة بـ6 جنيهات مقابل حوالى 20 فى المواصلات العادية».
ميزة أخرى حققها الخط الثالث لـ«نور الهدى»، تتمثل فى خدمة المحطات لمناطق حيوية وخدمية: «ممكن أنزل فى أى محطة لشراء احتياجاتى من أى منطقة أرغب فيها بسهولة، خاصة أن المحطات تخدم مناطق حيوية وقريبة من بعضها البعض».
أما «هبة سعد» فتقيم فى منطقة أرض اللواء، وتستغرق ما يقرب من ساعتين للوصول إلى مصر الجديدة بالمواصلات العادية، مقابل وقت أقل فى المترو: «فكرة إنى أروح مشوار عن طريق المترو بشكل عام بتوفر ليّا حاجات كتير، خاصة الخط الثالث»، مشيدة بنظافته، فضلاً عن توفير مزايا كثيرة كالأمن وجودة الخدمة المقدّمة لجمهور الركاب.
تتكلف «هبة» فى المواصلات اليومية ضعف تذكرة المترو التى لا تتجاوز 6 جنيهات لمنطقة واحدة: «بالنسبة ليّا حد يقول لى أروح مكان معين، أول حاجة باسأل عليها المكان ده ليه مترو ولّا لأ».
أما «شيماء على» فدائماً ما تُفضل المترو على المواصلات: «بناتى بيستقلوا المترو من محطة القومية حتى الزمالك بجوار مدرستهم، وهو إنجاز كبير بالنسبة ليّا ولهم ويعتبر وسيلة آمنة»، مؤكدة أنه يوفر سهولة التنقل إلى أماكن كثيرة وبعيدة أيضاً: «ميزة الخط الثالث مش بتكون فيه زحمة»، مشيدة بتوفير اللوحات الإرشادية بالمحطات وهى واضحة وسهلة.
وقال الدكتور عبدالله أبوخضرة، أستاذ الطرق والنقل بجامعة بنى سويف، إنّ توفير وسيلة مترو فى مناطق حيوية وذات كثافة سكانية عالية أمر له انعكاسات إيجابية متنوعة، خاصة أنه وسيلة نقل سريعة وآمنة وذكية وخضراء، فتجذب أكبر عدد من الركاب: «وهو ما حدث بتشغيل محطات جديدة فى بولاق الدكرور وجامعة الدول العربية».
وأضاف «أبوخضرة» لـ«الوطن» أن الدولة سعت فى الفترة الأخيرة لتوفير وسائل نقل جماعية متنوعة لتتبادل الخدمة مع بعضها البعض، مثل المترو والمونوريل والقطار الكهربائى الخفيف، وأخيراً القطار الكهربائى السريع، منوهاً بأن أعمال تنفيذ المرحلة الأخيرة بالخط الثالث للمترو تأتى ضمن خطة الدولة للتوسّع فى وسائل النقل الذكى الصديق للبيئة، موضحاً أن المشروع يخدم مناطق ذات كثافة سكانية عالية، فضلاً عن خدمة طلاب جامعة القاهرة.
من جانبها، أكدت الدكتورة داليا يونس، وكيل كلية النقل الدولى واللوجيستيات، أن شبكة المترو حالياً أصبحت تغطى القاهرة الكبرى من خلال 3 خطوط رئيسية، فأصبح من الممكن لأى راكب التنقل به، من محطة جامعة القاهرة إلى عدلى منصور أو محور روض الفرج بسهولة عبر الخط الثالث، بجانب أعمال التطوير التى تُجرى للخطين الأول والثانى.
وقالت «داليا» إن المترو دائماً ما يحقّق مزايا وآثاراً إيجابية متنوعة بجانب تكلفته المنخفضة، مقارنة بالمواصلات، إذ يحافظ على البنية التحتية من الطرق والكبارى بجذب أصحاب السيارات الخاصة لاستقلال المترو، مشيدة بالمزايا التى يوفّرها الخط الثالث، الذى نُفّذ وفق المواصفات والمعايير العالمية.