تحقيقات النيابة فى غرق طفل المعادى: الحضانة دون ترخيص
حصلت «الوطن» على تفاصيل تحقيقات نيابة المعادى برئاسة المستشار أحمد عز الدين، فى واقعة غرق طفل عمره عامان داخل حوض سباحة فى حضانة «إنفرتى الخاصة»، وتبين من التحقيقات أن الحضانة تزاول نشاطها دون الحصول على ترخيص من الجهات المختصة، وإخطار التأمينات الاجتماعية، والعمالة بها غير مدربة على رعاية الأطفال، خاصة حديثى الولادة والذين لم تتجاوز أعمارهم الثلاثة أعوام، ما تسبب فى وفاة الطفل يوسف عمر، البالغ من العمر عامين غرقاً داخل حوض سباحة بلاستيكى بحديقة الحضانة.
«الوطن» انتقلت إلى مكان الحضانة، وتبين أنها مغلقة بالشمع الأحمر تنفيذاً لقرار النيابة، وأنها عبارة عن فيللا مكونة من طابقين و«روف»، مساحتها تقترب من 1000 متر، وقال أحد الجيران الذى رفض ذكر اسمه إنه سمع صرخات إحدى المشرفات بالحضانة وعندما نزل وجد والد الطفل فى حالة سيئة بسبب عثوره على نجله جثة هامدة داخل حوض السباحة، وأن الأب أسرع بانتشال نجله من هذا الحوض واحتضنه وظل يبكى حتى حضرت الشرطة وأخطرت النيابة بالواقعة.
كما انتقلت «الوطن» إلى منزل أسرة الطفل فى منطقة جاردن سيتى، ولم نتمكن من لقاء الأب أو الأم بسبب عدم وجود أى منهما بالمنزل، وقال أحد أقارب الطفل، إن المشرفين على الحضانة تسببوا فى وفاة يوسف بسبب عدم تفريغ المياه من حوض السباحة، وأنهم لم ينتبهوا لسقوط الطفل داخل الحوض إلا بعد مرور قرابة ساعة، وعندما اكتشفوا الواقعة عثروا على الطفل جثة هامدة.
وأوضحت التحقيقات التى أشرف عليها المستشار طارق أبوزيد، المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة، أن والدى الطفل ألحقاه بتلك الحضانة منذ قرابة 4 أشهر، وأن أداء مشرفة الأطفال ومدير الحضانة ومالكها شابه الإهمال فى رعاية الأطفال والاعتناء بهم.
وأضافت أن الطفل المجنى عليه اتجه إلى حوض السباحة الموجود بالحضانة دون وجود إشراف أو رعاية أو متابعة فسقط داخله، وتوفى غرقاً نتيجة إهمال المسئولين عن تلك الحضانة إهمالاً جسيماً فى رعايتهم للأطفال، وأنهم لم ينتبهوا لسقوط الطفل فى حوض السباحة، وظلوا يبحثون عنه إلى أن اكتشفوا غرقه فى الحوض.
واستمعت النيابة لأقوال مالك الحضانة، ويدعى سيد.ع، 48 سنة الذى أقر أنه أنشأ الحضانة منذ عدة سنوات دون الحصول على أى تراخيص من الجهات المختصة، وأنه ليس الوحيد الذى يعمل دون الحصول على تراخيص، وهذا شأن عشرات دور رعاية الأطفال أو «الحضانات»، ونفى وجوده داخل مبنى الحضانة فى يوم وفاة الطفل يوسف، وأنه عرف بالواقعة عن طريق المشرفة عن طريق الهاتف المحمول، موضحاً أنه ليس مسئولاً عن تلك الواقعة وأنها مسئولية مديرة الحضانة والمشرفة.
من جانبها، حاولت مديرة الحضانة التنصل من الجريمة وإلقاء المسئولية على المشرفة، حيث قالت فى تحقيقات النيابة إنها كانت تعتقد أن الطفل مع المشرفة، وإنها فوجئت بالواقعة عندما سمعت صراخ الأخيرة عقب عثورها على الطفل جثة هامدة فى الحوض، وإن مسئولية متابعة الطفل ورعايته تخص المشرفة.
أما المشرفة «صفاء.أ» فقالت إنها كانت موجودة داخل الغرفة المخصصة لتلقى الدروس، لتعليم الأطفال، وكانت تعتقد أن يوسف بصحبة المديرة، عندما اختفى لمدة 20 دقيقة، وعندما أسرعت للبحث عنه فى فناء الحضانة عثرت عليه جثة هامدة فى حوض السباحة.
ووجهت النيابة للمتهمين الثلاثة، مالك الحضانة والمديرة والمشرفة، تهمة الإهمال وإدارة دار رعاية أطفال دون الحصول على تراخيص من الجهات المختصة، وقررت حبس المتهمين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.