ما ينوب "عبد المحسن" في التوصيلة "إلا شرايح ومسامير"
بكرسي متحرك، تجوب به زوجته بين المستشفيات، بحثَا عن "مفاصل سيراميك"، فتجعله الصدمة يصمت حين يعرف أنها غير متوفرة وغالية الثمن إذا وجدت، تمر عليه لحظات، ثم يتذكر "عبد المحسن أمام" ما حدث له، حينما كان في طريقه يقوم بتوصيل بضائع من القاهرة إلى السويس، فانقلبت به العربة في حادث مروع، جعله ملازمًا لكرسيه، وذهبت وظيفة السائق التي كانت تعينه على إطعام أطفاله.
"لقيت مقطورة بتخبط العربية من ورا، واتقلبت بيا على الطريق، لغاية ما اترميت منها عالأرض" لحظات كلما تذكرها يصبح اليأس حليفه، فصاحب الـ45 عامًا، كان لا يملك دخلًا لأسرته إلا هذا العمل، فقبل عامين وبعد هذا الحادث مباشرة ذهب إلى مستشفى السويس الذي عالجت الكسور وقام بتركيب شرائح ومسامير، حتى يتم الشفاء منها وبعدها يقوم بتركيب المفاصل التي يحتاجها، فتردد على أكثر من مكان لتلقي العلاج، وقام بتركيب مفصل تنظيف في مستشفى الحسين الجامعي، بتكلفة 6200 جنيه قاموا بتجميعهم من سكان منطقتهم في الجمالية حارة الشرفا، كما أنه توجَّه إلى معهد ناصر الذي أخبره أن هذه المفاصل سوف تساعده على الحركة بدون كرسي متحرك، ولكنها غير متوفرة في الوقت الحالي وغالية الثمن، "ركِّبت مفصل التنضيف لأن المسامير والشرايح اللي كنت مركبهم وقعوا، لكن المفصل في رجلي بقاله سنة ونص، محتاج أعمل عملية تركيب المفاصل السيراميك عشان أقدر أشتغل وأصرف على عيالى اللى فى إعدادى واللى فى ثانوي".