خبراء استراتيجيون: "القيادة الموحدة بسيناء".. قانون "على ورق"
تزايدت حدة العمليات الإرهابية منذ قيام ثورة 30 يونيو عام 2013، تنوعت بين التفجيرات والاغتيالات لكن الجماعات المتطرفة كان لديها الرغبة في السيطرة على محافظات دون غيرها وهي سيناء بشمالها وجنوبها، وبعد حادث سيناء، الذي راح ضحيته 31 جنديًا.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أواخر شهر يناير من العام الجاري، قانون لمكافحة الإرهاب خاص بسيناء فقط، وهو "قانون القيادة الموحدة" الذي كان الهدف منه توحيد الجيشين الثاني والثالث في مواجهة العناصر الإرهابية بسيناء بقيادة الفريق أسامة عسكر، ويعتبر هذا القرار هو الأخطر من نوعه في مواجهة الإرهاب.
وقال اللواء نبيل أبو النجا الخبير الاستراتيجي، إن التطور في العمليات الإرهابية التي تحدث الآن في سيناء تحتاج معالجة مختلفة طبقًا للواقع غير قانون القيادة الموحدة، لمنع تكرارها ومراجعة القرارات العسكرية والمعلومات الاستخباراتية عن الجماعات المسلحة والبدو، موضحًا أن المشكلة لا تكمن في قيادة عسكرية موحدة بل أن المشكلة الأساسية التي تحول دون السيطرة على الإرهاب هي إغلاق الأنفاق.
وأضاف أبو النجا، أن قانون القيادة الموحدة يوحد بين الجيشين وبين القوات البرية والبحرية والجوية والأجهزة الاستخباراتية والأمن الوطني، مما يجعل جميع المعلومات تصب في قناة واحدة، لكننا نحتاج إلى إضافة مواد تنص على إغلاق الأنفاق التي تمرر الأسلحة من خلالها، والدخول في حرب عصابات لأن حرب العصابات لم يتم السيطرة عليها إلا بنفس الطريقة.
وكشف أن هناك بعض الأفراد من القبائل يعطوا معلومات عن الأمن لتلك الجماعات المسلحة مما يساعدهم في تنفيذ عملياتهم الإرهابية بدقة، لذلك ينبغي على كافة الأجهزة الأمنية الوصول لمن يقوم بإعطاء معلومات عن الجنود ويساعدهم، دون أن يقوم الأمن بقتل أحد من القبائل لأن هذا يساعد في نشر الكراهية بين القبائل والجيش.
ومن جانبه قال جمال أبو ذكري، الخبير الاستراتيجي ووكيل جهاز الأمن الوطني الأسبق، أن القانون يساهم بشكل كبير في التصدي للعمليات الإرهابية لأنه يساعد على اتحاد كافة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في مواجهة الإرهاب بسيناء، لكن القانون يحتاج بجانبه تحرك فعلى على أرض الواقع لإغلاق الانفاق ومعرفة من ينقل المعلومات الاستخباراتية لجماعة أنصار بيت المقدس.
وأضاف أبو ذكري، أن النقطة التي تعد الأخطر في سيناء هي الجانب الشمالي يقع على الحدود مع قطاع غزة، لذلك يلزم إصدار قانون بجانب قانون القيادة الموحدة للتحرك لإغلاق الأنفاق كلها دون وضع مصلحة أيد دولة أو جماعة أخرى في الاعتبار، فالأهم هو مصلحة البلد في الوقت الراهن حتى لا يسقط مزيد من الضحايا في سيناء.
وشدد على ضرورة حدوث مواجهة صريحة مع العناصر الإرهابية لأن قواتنا إذا لم تقاتلهم بشكل صريح وطريقة مباشرة سيزداد عددهم ويصعب السيطرة عليهم بعد ذلك.
يذكر أن إرهابيين استهدفوا صباح اليوم، 5 أكمنة للجيش في الشيخ زويد بقذائف الهاون و"آر بي جي"، ما أسفر عن سقوط 10 ضحايا من الجيش بين شهيد ومصاب، فيما اشتبكت القوات معهم وصفت 22 إرهابيا.