تعرف على قول النبي: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس"
تعرف على "النعمتين" الذي حذرنا النبي من التفريط فيهما
صورة أرشيفية
العاقل هو الذي يستغل وقته بشكل منظم ومثالي ولا يسمح للصغائر أن تشغله وتستحوذ على عمره، وليس هناك عاقل يبذر وقته ويضيع ساعاته لأنه في حقيقة الأمر يقتل حياته، وقال الحسن البصري: "يا بن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك".
وهذا ما حذرنا منه رسولنا الكريم (صل الله عليه وسلم)، في حديثه الشريف الذي ورد في كتاب فتح البارئ لشرح صحيح البخاري، قال: "عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ (صلَّ الله عليه وسلم): نعمتانِ مغْبُونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصِّحَّة والفراغ"، رواه البخاري.
يخبرنا النبي، في هذا الحديث الشريف، عن نعمتين من أجلِّ النِّعم التي وهبنا الله تعالى، ألا وهما نعمة الصحة التي بها يستطيع الإنسان أداء الأعمال الهامة، ونعمة الفراغ التي يستطيع الإنسان ملأها بكل مفيد.
ومع أن هاتين النعمتين متاحتان لكثير من الناس، إلا أن التفريط فيهما سمةٌ بارزةٌ لكثيرٍ من البشر، ولو أنهم عرفوا أهمية هذه النعم وعملوا على توظيفها فيما أراده الله تعالى، لزادت نِسبُ النجاح والتميز بين أفراد المجتمع.
النعمة الأولى وهي الصحة، لا ينتبه لها المرء غالبا إلا عند السقم، فالعاقل من اغتنمها وسخّرها للعمل بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة.
أما النعمة الثانية وهي الفراغ، حيث إن الوقت أتاحه الله تعالى للعبد ليعمل فيه قبل أن يعمل الوقت فيه، فكلُّ يومٍ يمرُّ يأخذ يوما من عمر ابن آدم، ويقول عمر بن عبدالعزيز: "إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما"، وهنا نرى ونتعلم من الحديث الشريف قيمة الوقت وإدراك نعمة الصحة التي وهيها الله تعالى لنا.