محلل سياسي عراقي لـ"الوطن": إيران والعراق أهدافهما مشتركة ضد "داعش"
محلل سياسي عراقي لـ"الوطن": إيران والعراق أهدافهما مشتركة ضد "داعش"
أرشيفية
التقى الوفد الرسمي لوزارة الدفاع الإيرانية برئاسة اللواء قاسم تقي زادة، والذي يزور بغداد حاليا، بوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي بمكتبه، وبحث معه دعم إيران للعراق في حربه ضد "داعش".
ومن جانبه، قال المحلل السياسي العراقي غسان حمدان، إنه منذ وقت ظهور "داعش" في العراق كانت إيران هي الدولة الوحيدة التي قامت بمحاربة هذا التنظيم الإرهابي بصورة حقيقية وعلى مستوى شامل، واستطاعت أن تتدارك البنى التحتية المهمة المتهالكة من القوى الإنسانية، وفي الشهور الأخيرة استطاع الدعم الإيراني لجيشي العراق وسوريا أن يلعب دورًا في نجاحهما منقطع النظير بعد انسحابهما أمام الجماعات الإرهابية، لكن ضعف بنية جيش العراق أتاح لـ"داعش" الفرصة حتى تستفيد من هذا الضعف وتضم مدنًا جديدة إلى سيطرتها بسهولة لتقترب أكثر من بغداد.
وأضاف حمدان، الذي كان يعمل في إيران لمدة 25 عاما، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، "للعراق وإيران في الحرب على داعش أهداف مشتركة، لأن احتلال المدن العراقية يهدد أمن إيران الجارة، حيث استطاع هذا التنظيم أن يصل إلى الحدود الإيرانية، فسيحتمل أن يخلق الفوضى في المناطق الإيرانية، والتدخل الإيراني السريع لنجدة العراق هو مسألة استراتيجية، وقدرات إيران الأمنية والدفاعية والاستخباراتية متفوقة ومثالية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وتمكنت هذه القدرات من الحفاظ على نظام بشار الأسد خلال السنوات الأخيرة على الرغم من كل الهجمات على سوريا، لكن في هذا الشأن لا يجب أن نقلل من قوة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى".
وتابع حمدان "مع هذا كله برزت في الآونة الأخيرة اختلافات سياسية داخل العراق، ما فرض آثارها على قادة الحشد الشعبي، مثالا على ذلك الاحتجاجات الشعبية طالبت بتغيير رئيس القضاء العراقي، ولكننا نرى زيارة وفد الحشد الشعبي وفيلق بدر لرئيس القضاء ودعمهم له في مقابل الاحتجاجات الشعبية، كما أن ورود أنباء عن إعادة تنصيب نوري المالكي نائبًا لرئيس الجمهورية جعل بعض قادة الحشد يتراجعون ويهددون بالانسحاب وعدم مواصلة الهجوم ضد تنظيم داعش، ولا ننسى أن قوات الحشد الشعبي لم تنجح في طرد الإرهابيين من الفلوجة والموصل، وقد توقف تقدمهم، فضلا عن تقدم داعش الجديد باتجاه منطقة بيجي الذي استعادها الحشد الشعبي منهم، وعلى كل حال سيكون اللقاء بين العراقيين والإيرانيين من أجل التنسيق وتنفيذ خطط حربية جديدة لاستعادة المدن المحتلة".
وأكد حمدان أن الحشد الشعبي أو الحشد الوطني معروف باعتباره قوات عسكرية شعبية تابعة للمؤسسات الأمنية العراقية، وتشكل من أفراد الشعب الذين تلقوا تدريبات عسكرية، كما أنه انضم إلى هذا الحشد جماعات المقاومة الإسلامية ومن ضمنها فيلق بدر الذي له سابقة حربية، وعصائب أهل الحق وكتائب السلام التابعة لتيار الصدر، وكتائب حزب الله العراقي وغيرها، وكذلك يحضر عشائر السنة في محافظتي صلاح الدين ونينوى، قائد الحشد الشعبي هو نفسه القائد العام للقوات المسلحة العراقية أي رئيس وزراء العراق، لكن هذه القوات لا يمكنها أن تنشط على مستوى واسع بدون دعم ومساندة إيران، وإيران تساعد هذه القوات من الناحية الاستشارية والتخطيط، وهذه المساعدة منذ البداية بالتنسيق مع الحكومة العراقية وعلى رأسها القائد العام للقوات المسلحة، إلا أن وسائل الإعلام مثل الجزيرة ظلمت هذه القوات بألقاب وأطلقت عليها ألقابا غير صحيحة، في حين أن الحشد تشكل من أجل الدفاع عن أعراض الناس والأراضي العراقية".
وأوضح حمدان أن "هناك عدة جهات مسيطرة على التراب العراقي، حيث إن الأكراد الذين يحاولون الانفصال من جهة ويحاولون قطع مناطق أخرى غنية بالنفط كمدينة خانقين فضلا عن منطقة كركوك التركمانية، وأيضا جماعة داعش الإرهابية التي نجحت باحتلال مدينة موصل ومدن أخرى في الغرب العراقي بفضل خيانة جهات معروفة، وهي الآن تسيطر على أجزاء لا يستهان بها، وفي المقابل هناك الميليشات العسكرية التابعة للأحزاب الدينية الحاكمة وأيضًا قوات الحشد الشعبي الذي يحارب داعش ونجح في استعادة بعض الأراضي المحتلة".
وأضاف المحلل السياسي العراقي "لا ننسى دور قوات البيشمركة الكردية التي تساعد الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي من جهة في محاربة عصابة داعش، ومحاولاتها المكررة لضم بعض المناطق المتنازع عليها مع الحكومة العراقية من جهة أخرى، وهناك الجيش العراقي الذي ينخره الفساد كباقي المؤسسات الحكومية الأخرى، حيث تم اكتشاف وجود عناصر فضائية فيه، وهو المصطلح الرائج لأعضاء غير موجودين يستلمون رواتب، فضلًا عن انسحابهم المخزي من الموصل والرمادي والفلوجة وتكريت وتسليمها لداعش بدلا عن المواجهة، في حين أن الجيش العراقي الحديث تم تأسيسه من قبل الولايات المتحدة وهو مسلح جيدًا وتم تدريبه جيدًا أيضًا، إلا أن الجيش يفتقد إلى ذلك الحماس لمحاربة داعش، ونجاح العصابة الإجرامية في احتلال المدن يثبت ذلك".