اليوم الثانى لاعتصام «التحرير»: الشرطة تفشل فى اقتحام الميدان.. وجدار خرسانى جديد بـ«قصر العينى»
اشتدت الاشتباكات بين قوات الأمن المركزى والمتظاهرين، مع الليلة الثانية للاعتصام المفتوح للقوى السياسية المدنية بالتحرير، احتجاجاً على الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى مؤخراً، بعد فشل الشرطة لليوم الثانى على التوالى فى اقتحام الميدان لتفريق المحتجين.
وتصاعدت حدة الاشتباكات لتشمل شوارع «قصر العينى، ومحمد محمود، ومحيط مسجد عمر مكرم»، بالقنابل الغازية وطلقات الخرطوش فى اليوم السادس على التوالى، فى الوقت الذى نشبت فيه اشتباكات بين المعتصمين وبعضهم البعض بسبب رفضهم لوجود أى عناصر «فلولية» حسب وصفهم، بينما ظهر فى الاعتصام عدد من الرموز السياسية.
وتوافد على الميدان مساء أمس الأول مسيرات عديدة من شوارع وسط البلد، مرددين هتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»، وسط دعوة المواطنين للمشاركة فى المليونية التصعيدية المقررة غداً ضد الإعلان الدستورى، فى الوقت الذى كثفت فيه الشرطة المتمركزة أمام مجلس الشورى من إلقاء القنابل المسيلة للدموع فى شارع قصر العينى على المتظاهرين الذين انتشروا بطول الشارع، بينما كانت الأمور أكثر استقراراً بشارع محمد محمود بسبب قلة أعداد المحتجين.
وتعرض سامح عاشور نقيب المحامين لموقف حرج، أثناء وجوده بالميدان بصحبة عدد من المحامين، بعد أن ردد المعتصمون هتافات، «الميدان بيقول.. مش عايزين فلول»، و«اطلع برة»، وحاول عدد من الموجودين الاشتباك معه، مما دفعه للمغادرة مسرعاً.
وهدم عدد من المعتصمين خيمة حزب «المؤتمر»، الموجودة داخل صينية الميدان الكبرى، بدعوى أنه ينتمى لنظام الرئيس السابق حسنى مبارك ولا مكان له بالتحرير، مما دفع أنصار الحزب للهروب من الميدان خوفاً من تعرضهم للأذى.
وتزايدت موجة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، واستقبل المستشفى الميدانى الموجود على مدخل شارع طلعت حرب حتى الـ11 مساء السبت قرابة الـ300 مصاب بحالات الاختناق جراء القنابل الغازية، فضلاً عن إصابات بجروح قطعية من طلقات الخرطوش.
وبحلول منتصف الليل، حاولت قوات الأمن المركزى اقتحام ميدان التحرير وسط قصف كثيف للقنابل الغازية بـ4 مدرعات من أمام المجمع العلمى، ووصلت حتى مجمع التحرير، إلا أن المتظاهرين أجبروها على التراجع مجدداً بسبب الإلقاء المتتالى للحجارة وزجاجات المولوتوف.
وطالت المستشفى الميدانى بكنيسة قصر الدوبارة آثار الاشتباكات، وأدى تسرب آثار القنابل الغازية لإصابة الموجودين بالاختناق، وهرول عدد كبير من المعتصمين خارج خيامهم بسبب آثار الغاز التى غطت الميدان بأكمله.
وقال أعضاء التيار الشعبى الموجودين بالتحرير، إن الشرطة تكثف من إلقاء القنابل رغبةً فى فض الاعتصام خوفاً على مصير نظام «مرسى»، حال استمراره حتى مليونية الثلاثاء، وأكد أن الاعتصام لن ينتهى إلا بتراجع الرئيس عن قراراته الباطلة «شعبياً وقانونياً».
وفى الـ2 صباحاً، انتقلت الاشتباكات لجبهة جديدة بشارع مسجد عمر مكرم فى محيط السفارة الأمريكية، بعد أن حاول محتجون الوصول لمجلس الشورى من ناحية شارع عبدالقادر حمزة، قبل أن ترد عليهم الشرطة بوابل من القنابل الغازية وطلقات الخرطوش، فى الوقت الذى استمرت فيه الاشتباكات بشكل مكثف فى شارع قصر العينى.
وظهر فى هذه الأثناء عدد من الرموز السياسية المدنية مثل «منال الطيبى» الناشطة النوبية والعضو السابق بالجمعية التأسيسية للدستور، ونبيل زكى عضو المجلس الرئاسى لحزب التجمع، بأرجاء الميدان لحث المعتصمين على الاستمرار لحين إسقاط الإعلان الدستورى.
وفى الـ6 صباحاً، حاولت قوات الشرطة مجدداً اقتحام التحرير، بعد أن ألقت القنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف، ووصلت بمدرعاتها حتى مطلع شارع قصر العينى من ناحية التحرير مما أدى لفرار المتظاهرين إلى شارع طلعت حرب، ليظهر فى الأفق وجود عدد من مجندى القوات المسلحة شرعوا فى بناء جدار خرسانى جديد تحديداً عند المجمع العلمى، قبل أن تنتقل بؤرة الاشتباكات إلى محيط مسجد عمر مكرم.