«هوكنج».. أذكى علماء الفيزياء الذى انتصر على المرض بـ«الحب»
هوكنج
تصفه الأوساط العلمية على مستوى العالم بأنه أذكى عالم فيزياء بعد «أينشتين».. إنه ستيفن هوكنج، الذى تجاوز الثالثة والسبعين، لن يستطيع إطفاء الشمع وغناء «هابى بيرث داى تو يو»، لأنه لا يستطيع تحريك شفتيه ويتنفس من خلال شق فى القصبة الهوائية، لن يستطيع أن يتحرك إلى حيث المائدة التى عليها التورتة إلا على كرسى متحرك.
أخبره الأطباء عام 1963، عندما اكتشفوا مرض التصلب العضلى الجانبى الذى يلتهم أعصابه ويشل عضلاته بالتدريج وكأنه فأر يقرض حبلاً مهترئاً، أنه لن يعيش أكثر من بضعة أشهر وعلى أكثر تقدير متفائل سيعيش سنتين، ولكنه بعزيمة حب الحياة المنتجة الفعالة عاش نصف قرن بعدها، وما زال ينتج ويضيف إلى العلم وهو على هذه الحالة من الشلل والضمور، ويكتشف ويحلم من على هذا الكرسى المتحرك الضيق الصامت، لم يعش سوى 5 فى المائة ممن أصيبوا بنفس مرض هوكنج لأكثر من عشرة أعوام، حصل هوكنج على 12 درجة فخرية ووسام الفروسية برتبة قائد، وفى 2009 مُنح وسام الحرية الرئاسى، وهو أعلى جائزة تُمنح لمدنى فى الولايات المتحدة، وقد بدأت أعراض المرض تظهر لدى هوكنج قبيل بلوغه الحادية والعشرين من عمره، وكانت بسيطة فى بادئ الأمر، ولكن تفاقمت حالته بعد ذلك، وقد كان تشخيص إصابته بالمرض صدمة مروعة، ولكنه أصبح حافز نجاحه فيما بعد، يقول هوكنج: «مع هالة الغموض التى اكتنفت مستقبلى، وجدت نفسى أستمتع بحياتى أكثر من ذى قبل. وكان ذلك شيئاً مفاجئاً لى»، ويضيف: «بدأت أحقق تقدماً فى أبحاثى، وارتبطت بفتاة تُدعى جين واليد بعدما قابلتها فى فترة تشخيص حالتى الصحية. وكان ذلك نقطة تحول فى حياتى، إذ منحتنى سبباً أحياً من أجله»، وحتى عام 1974 تمكن هوكنج وزوجته من التعامل مع مرضه دون الحاجة لمساعدة خارجية، وأنجب منها ثلاثة أطفال. سمع وولت ولتوسز، خبير كومبيوتر فى كاليفورنيا، عن محنة هوكنج، فأرسل إليه برنامج كمبيوتر يطلق عليه «إكواليزر» Equalizer». وساعده البرنامج على اختيار الكلمات من قوائم تظهر على شاشة يتحكم فيها من خلال زر فى يده، قامت شركة أنتل للمعالجات والنظم الرقمية بتطوير نظام حاسوب خاص متصل بكرسيه يستطيع هوكنج به التحكم فى حركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكترونياً وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينيه.