شتان بين رجل بدأ مشواره متصعلكاً على حد وصفه، وبين الرجل ذاته الذى وصل به مشواره إلى مرتبة الزعامة على حد وصف جمهوره، وبين الوصفين، الصعلكة والزعامة
كثيراً ما يظلم قطاع من الجمهور فن الكوميديا باعتباره درجة ثانية من الفنون، مفضلين عليه التراجيدى والميلودراما على الرغم من كونها فروعاً رئيسية للدراما بكل أشكال
كل المقارنات فى تاريخ الفنان الكبير عادل إمام، ستنتصر فيها السينما باكتساح سواء على مستوى غزارة الإنتاج وتنوعه، أو على مستوى ما فجرته من طاقات تمثيلية
«صدق الممثل فى أدائه، وإخلاصه لفنه وجمهوره»، وصفة مضمونة لنجاح أى مبدع واستمراره على القمة، وربما هى أهم عوامل نجاح الفنان عادل إمام
أنا من أشد المعجبين بعادل إمام، الفنان العملاق الذى عرفته فى بداية مشواره الفنى والذى أرجو أن يظل لسنوات كثيرة قادمة
أتذكر جيداً تلك الرحلة، كانت إلى مدينة برشلونة، وفى أحد أيامها كنت داخل الاستاد، قبل ٣٠ دقيقة تقريباً من مباراة لنادى برشلونة فى بطولة الدورى الإسبانى
اتصل مرة بمنزل أحد الصحفيين فى التسعينات من القرن الماضى على التليفون الأرضى، حيث لم يكن التليفون المحمول وقتها هو السائد
عبر مشواره الفنى الطويل الذى بدأه فى الستينات، سريعاً ما تميز الفنان عادل إمام بأسلوبه الفريد، فبالأداء الكوميدى والدرامى
تُرى من أين أبدأ رحلة كتابة عن عادل إمام؟هل من الكوميديا التى أضحكت ملايين العرب لأجيال متعاقبة،أم من مقاومته للظلم والتطرف التى أضاءت فى قلوب جمهوره شعلة الأمل
لن أنسى ذلك اليوم، حين دعانى الكاتب الكبير الراحل، إدريس على إلى السينما، عام 2010، حيث وقفنا أمام اللافتات، ووقع اختيارنا على فيلم «زهايمر» لعادل إمام
لماذا هو الألفا فى كل العصور؟ أين تكمن براعته تحديداً؟ هل كانت هبة إلهية أم عملاً دؤوباً أو كليهما؟ كيف أجاد الاختيار بذكاء وشجاعة.. وكيف أدمن النجاح؟
يعتبر عادل إمام بالفعل «الزعيم» أو كما يطلق عليه جمهوره العريض «زعيم الفن»، أو «حريف الفن»، وهو ليس فناناً فحسب، وإنما شخص وطنى فى المقام الأول
شمس الزناتى.. الأفوكاتو.. الحريف.. المشبوه.. الغول.. الزعيم.. الإنسان يعيش مرة واحدة.. حب فى الزنزانة.. طيور الظلام.. النمر والأنثى.. الإرهاب والكباب
هذا تعبير مبالغ فيه، بالطبع، مثل الكثير من التعبيرات المبالغ فيها التى يوصف بها هؤلاء الاستثنائيون، الذين ينبغون فى مجالهم ويتفوقون على أقرانهم ونظرائهم
كنت فى زيارة للشقيقة تونس وخلال دعوة كريمة للعشاء فى منزل مطربة مشهورة جلست بجانبى شقيقة الفنانة وخطيبها. ظلت الشابة الرقيقة طوال الوقت تسألنى عن عادل إمام