مجتمع عمرانى متكامل: شبكة طرق خارجية وداخلية.. و5 مدارس و13 حضانة و7 وحدات صحية..ومجمع تجارى يضم 6 منافذ و230 محلاً
مدرسة للمرحلة الإعدادية ضمن 5 مدارس لجميع مراحل التعليم قبل الجامعى
لم يقتصر الإنجاز الكبير على بناء آلاف الوحدات السكنية الآمنة لينتقل إليها أهالى العشوائيات والمناطق الخطرة، لكنه شمل إنشاء وتشييد مجتمع عمرانى متكامل، لتصبح مدينة «تحيا مصر» صالحة للحياة الطبيعية والمتكاملة فى اليوم الأول من انتقال الأهالى إلى هناك، سواء من توفير بنية تحتية تتعلق بمياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء وشبكة الطرق الخارجية والداخلية، أو خدمات أساسية تتعلق بالصحة والتعليم والأمن وغيرها من الخدمات. تبدو المدينة من الخارج كأنها واحد من الأحياء المتميزة الموجودة بالقاهرة الجديدة والمدن التى تعلنها شركات الإسكان والتعمير. الوضع من الداخل يؤكد هذه الحقيقة تماماً، حيث تتمتع بكل الخدمات، فمن شارع رئيسى يصل عرضه إلى 70 متراً، إلى شوارع داخلية عرضها يتراوح بين 40 و50 متراً، تفصل بين العمارات المستوية عند الطابق السادس بعد الطابق الأرضى، على رأس كل عمارة عمود إنارة، وتتوزع بين أطراف المدينة 5 مدارس، مدرستان تعليم أساسى ابتدائى وإعدادى، وأخرى ثانوى، وأخرى تجريبية، وأخرى تعليم صناعى، و13 حضانة، و7 وحدات صحية، ووحدة مطافئ، ومكتب بريد، وفى منتصف المدينة مجمع تجارى ضخم يضم 6 منافذ واسعة، إضافة إلى مجموعات حضانة لتعليم الأطفال، ووحدات صحية. «التوجه نحو بناء مجتمع عمرانى متكامل، كان هو الهدف الرئيسى منذ لحظة وضع التصميم الهندسى للمشروع، ولم يكن الهدف مقتصراً على بناء وحدات سكنية صالحة للعيش فقط على أن يستنزف أهلها خدمات الأحياء المجاورة»، يقول الدكتور رجب مجاهد، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة بنها، المشرف العام على مشروع مدينة «تحيا مصر»، مؤكداً أنه لم يتم التعامل مع المدينة منذ بادئ الأمر على أنها مجرد «مأوى» للسكان الذين تنتظرهم، لكن وُضعت الدراسات لبناء مجتمع متكامل يوفر حياة كريمة وآدمية ويتمتع ببنية تحتية شاملة ويتضمن على جميع الخدمات. يضيف: «وضعنا فى مخططنا كافة المرافق اللازمة لإقامة حياة، فصممنا شبكة صرف صحى كاملة، وشبكة كهرباء تجعل المنطقة لا تعرف الظلام أبداً، وأيضاً قمنا بإدخال الغاز الطبيعى إلى كافة الوحدات السكنية، وصممنا شبكة طرق تقوم على مستويين، المستوى الأول شبكة طرق خارجية من خلال طريق دائرى حول المدينة أطلقنا عليه الطريق 100، مربوط بمحور الشهيد، ومحور المشير، والطريق 9 الرئيسى فى المقطم، إضافة إلى مخارج ومداخل للمدينة، أما شبكة الطرق الداخلية فتم تصميمها وتنفيذها على أحدث مستوى لتكون آمنة وتوفر شكلاً جمالياً أيضاً».
«مجاهد»: خططنا لبناء «حياة كاملة» وليس وحدات سكنية فقط.. وتوفير شركتَى «صيانة» و«أمن» حتى لا تتحول المدينة إلى «عشوائيات جديدة»
أشكال البنية التحتية التى تم توفيرها، والخدمات الأساسية اللازمة للحياة، لم تكن وحدها كل ما فى الأمر، لكن كذلك تم تنفيذ أفكار من شأنها أن تزيد من إعمار المدينة سريعاً، وتحافظ على الصورة الجمالية، وأيضاً توفر عشرات فرص العمل الداخلية، يوضح «مجاهد»: «قررنا ألا يكون الطابق الأول من جميع العمارات فى المدينة سكنياً، لكنه طابق تجارى، وبالتالى وفّرنا 230 محلاً تجارياً بالأدوار الأرضية، هذه المحلات يمكن تشغليها فى شكل منافذ بيع صغيرة أو مهن مختلفة يعمل فيها الأهالى، وبالتالى نكون وفّرنا فرصة عمل، وأيضاً حافظنا على شكل العمارات، ورفعنا مستوى التعمير، لأن هذا الكم من المحلات وعمليات البيع والشراء والمهن التى ستتوافر من شأنها أن تجعل المدينة تحقق ما يشبه الاكتفاء الذاتى، بمعنى أنها تعمل وتأكل وتشرب وتبيع من داخلها». «مجاهد» الذى كان يرتدى «كاب» أزرق اللون، ويقف فى منطقة ظل بجوار إحدى العمارات بالقرب من الميدان الذى يتوسط المدينة يتابع الاستعدادات النهائية لافتتاح المدينة، أوضح أن المهمة لم تنته عند هذا الحد، فهناك جزء آخر يتعلق بما بعد البناء وتسكين الأهالى، وهو إدارة وصيانة المدينة، يضيف: «تم بالفعل تخصيص شركة لصيانة وإدارة المشروع، لتتولى عملية الصيانة والتنظيم للمدينة وكى لا تتحول إلى عشوائيات جديدة بمرور الوقت، هذا تحدٍّ خطير وتخوُّف مشروع، وقررنا أن نواجهه من خلال هذه الشركة التى سيكون منوطاً بها كل أعمال الصيانة والتنظيم والإدارة، إضافة إلى عنصر الأمن والحراسة حتى تكون الحياة بالداخل آمنة بالفعل، وهناك عملية ضبط وربط للأمور ومكافحة أى تصرف أو سلوك مخالف على الفور»، يشير «مجاهد» إلى أن الوحدات السكنية ستقدم للأهالى بالمجان، ولن يكون هناك إلا اشتراكات رمزية خاصة بأعمال الصيانة والأمن والحراسة فقط.
«الطريق 100» يربط المدينة بمحورى «الشهيد» و«المشير» وشارع «9» الرئيسى بالمقطم.. ومركز دراسات «هندسة شبرا» الجندى المجهول
انتهت مرحلتان، وتتبقى المرحلة الثالثة التى بدأ فيها العمل بالفعل، إلا أن كبير الفريق الهندسى الذى يضم 16 مهندساً، يبدو كأنه يلتقط أنفاسه سعيداً بما تحقق على أرض الواقع: «نحن الآن لا نقدم وحدة سكنية لأسرة فقيرة، لكننا نقدم الوحدة والمياه والكهرباء والغاز والصرف الصحى والتعليم ما قبل الجامعى بجميع مراحله والرعاية الصحية والأمن والحراسة، حتى دور العبادة لم نغفل هذا الأمر، وقمنا ببناء مسجد وكنيسة، وهما تحت أعمال البناء والتشطيب حالياً، وتوفير مخبز كبير سيتم بناؤه ضمن المرحلة الثالثة بطاقة إنتاج 2 مليون رغيف خبز فى اليوم الواحد». ذوو الاحتياجات الخاصة تم مراعاتهم أيضاً ضمن التخطيط، حيث ضمت الطرق الداخلية ومداخل العمارات ممرات مخصصة لهم تم تصميمها بصورة جمالية وملائمة لمساعدتهم على الحركة لاسيما فى ظل المرتفعات المختلفة للموقع. يشير «مجاهد»، الأستاذ بكلية هندسة شبرا، المشرف العام على المشروع، إلى أن مركز الدراسات بكلية هندسة شبرا جامعة بنها كان هو «الجندى المجهول»، مضيفاً: «قدّم لنا دراسات متخصصة وجماعية، وكانت الاستشارة الفنية تقدم من أرض الموقع، وليس من المكاتب، وهو ما أخرج فى النهاية هذا الإنجاز بهذه الصورة المتكاملة والشاملة التى تحقق مفهوم الحياة أكثر من مفهوم السكن وحده»، يختتم «مجاهد» حديثه بتوجيه رسالة إلى جميع المصريين قائلاً: «هذه هى فلوسكم اللى وضعتوها فى صندوق تحيا مصر، الفلوس جت من الشعب المصرى وراحت للمستحقين من هذا الشعب».