ساب المدرسة ومسك المقشة ولسه بيحلم بـ«الدكتور إسلام»
إسلام أثناء عمله بنظافة الشارع
تحت حرارة الشمس الحارقة، يتصبّب على جبهته الصغيرة العرق، يقف الطفل «إسلام» بشارع خاتم المرسلين بالجيزة، ممسكاً بالمقشة التى يؤدى بها عمله رغم آثار الجروح على كفيه، 10 سنوات، إجمالى عمر «إسلام عيسوى أحمد»، لم يقضِ منها إلا 7 سنوات كأى طفل عادى، يلعب ويلهو، حتى توفى والده، تاركاً الطفل الصغير، وأمه المريضة التى تشقى على شقيقاته البنات اللاتى لم تتجاوز أعمارهن 3 أعوام، فلم يجد أمامه إلا جمع القمامة، وسيلة للبقاء هو وأسرته على قيد الحياة.
ينفق على أمه المريضة وشقيقاته الثلاث
يخرج «إسلام» فى السادسة صباحاً دون أن يوقظ البقية من منزله البسيط بالجيزة، يحمل مقشة بطول قامته، ويخرج إلى الشارع ينظف الأرصفة، لكن قبل عامين فقط، بدأ عامل النظافة الصغير يفطن إلى مخارجها ومداخلها بحكم عمله الذى يتحصّل منه على 30 جنيهاً يومياً كيومية ثابتة ينفق بها على أسرته: «أنا راجل البيت دلوقتى، ومفيش حد هيصرف على اخواتى وأمى غيرى من بعد أبويا، علشان كده قررت أنزل وأشتغل من عرقى، وفلوسى تبقى حلال».
رغم الظروف الصعبة التى يعيش فيها «إسلام» بعد وفاة الأب، وخروجه من المدرسة يلبى مصاريف أسرته، فإن أمنيته الوحيدة المرتبطة بالبالطو الأبيض لا تزال عالقة بأذهانه: «اتنازلت عن المدرسة، لأن مصاريفها أمى مش هتقدر تتحملها من بعد أبويا لوحدها، لكن لسه باحلم أبقى دكتور، وتحديداً دكتور بيطرى مشهور وأعالج حيوانات الشارع، لأنهم بيصعبوا عليا وباحبهم جداً، ومش معنى أنى اشتغلت زبال يبقى حلمى يروح، عندى أمل أن هيجى يوم ويتحقق وأبقى دكتور كبير الناس كلها تعرفنى». حلم الطفل الصغير يبدو بعيد المنال وسط ظروفه الحالية التى لا يهون منها إلا حضن أمه «أميرة» الذى يرتمى فيه بعد نهاية عمله مساء كل يوم: «أمى عندها المرض الوحش، السرطان، هى الوحيدة اللى بتهون عليا تعبى وحلمى اللى ضاع بخروجى من المدرسة، باشتغل علشان أصرف عليها وعلى اخواتى البنات، وأحسن حاجة إنها بتدعى لى كل يوم».