«السلفية الجهادية» فى الإسكندرية تتحول من العمل المسلح إلى الاختلاط بالمجتمع
فيما يُعدّ تحوُّلاً جديداً فى فكر وعقيدة التيار السلفى الجهادى، التى ترتكز على العمل المسلح والجهاد، اتجهت بعض فصائله إلى الاختلاط بالمجتمع ومحاولة التغيير الداخلى، فى المرحلة الحالية، وأطلقت جمعية أنصار الشريعة بالإسكندرية المنتسبة إلى التيار السابق، حملة خيرية تحت عنون «مشروع حياة كريمة للرعاية المتكاملة للفقير والمسكين والأرملة واليتيم»، تضمّنت وقفة لعدد من أعضاء الجمعية، أمام مسجد يحيى باشا، لتعريف المارة بمشروعهم، رافعين «صناديق» لجمع التبرُّعات، ولافتات تحث المواطنين على المساهمة فى إنجاح حملتهم من خلال المساعدات العينية والمالية، وارتدى أعضاء الجمعية زيّاً موحّداً كتبوا عليه من الخلف (إن الحكم إلا لله) وأسفلها «أنصار الشريعة فى مصر».
وأقامت الجمعية، معرضاً للملابس، فى منطقة مرغم بالإسكندرية، تحت شعار «معرض ملابس حياة كريمة» توافد عليه عدد كبير من أهالى الإسكندرية، فيما أعلنت الجمعية، إطلاق سلسلة من الدورات الشرعية، تحت مسمى «فهم الواقع من خلال الدورات الشرعية».
وقال سيد أبوخضرة، رئيس الجمعية، فى مقطع فيديو على موقع «أنصار الشريعة»، إن الهدف من الدورات هو الدفع بالمجتمع المسلم ليكون أكثر فعالية مع الواقع، وتعريفه بأنه مستهدف، وتوعيته بطريقة توظيف المعلومات والمعطيات فى حياته، مضيفاً: «نريد أن نقدّم المعلومة الوظيفية، وليس المادة فقط، باعتبارها كتاباً لا بد أن يُحفظ فى العقول وفقط، وأى معلومة غير قابلة للتوظيف فهى غير قابلة للطرح فى الدورات». وضرب «أبوخضرة» مثالاً على ذلك بقوله: «عندما نقول إن الديمقراطية شركٌ، فهذا استناداً إلى قوله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ)، ولا بد أن تفهم المعلومة الكلية أولاً، ثم تنزلها على صور جزئية كثيرة».
وشدّد «أبوخضرة»، على أهمية «مادة أصول الفقه»، لما لها من مميزات كبرى، وتابع: «ستعرفك بطريقة جيدة للتحاور مع الآخرين بطريقة علمية، فهم يخلطون بين الثوابت والمتغيّرات، ولا يجب أن نحاورهم دون منهج علمى مستقى من القرآن والسنة».
فى المقابل، كان هارون زيلين، الباحث فى معهد واشنطن، القريب من دوائر صنع القرار الأمريكى، قد حذّر من تحوّل جمعية «أنصار الشريعة»، للعمل الدعوى والخيرى، واتجاهها إلى الإصلاح الداخلى، متوقعاً أن تلاقى دعوتها صدى، فى حالة انحسار شعبية التيار السلفى التقليدى، وتنظيم الإخوان.