الفول بالمجان للأبطال الشجعان.. الأهالى يحتفلون:«العباسية رجعت سالمة لينا»
ساعات قليلة فصلت بين أصوات صُراخ الآلاف وانتشار سحب الدخان وسط روائح الغاز وآثار الدماء على الأرض وتهاوى المصابين واعتقال المئات، وأنباء عن فُقدان رفاق الكفاح، وبين أنغام موسيقى صاخبة لإحدى أغانى «نانسى عجرم» تراقص عليها المئات من أهالى حى العباسية يتخللهم جنود من الجيش ببياداتهم العسكرية وزيهم «الكاكى»، يتمايلون فرحًا بالانتصار الذى حققوه جراء «تحرير ميدان العباسية» من قبضة الداعين لـ«مليونية النهاية». فبعد مرور أقل من 10 أيام على الذكرى الثلاثين لتحرير سيناء، احتفل أهالى الحى بتحرير ميدانهم ممن أوقفوا عجلة الرزق فى المنطقة لمدة تجاوزت 4أيام، الاحتفال الذى بدا كأنه انتصار عسكرى على «أعداء الوطن» يراه الأهالى تعويضاً عن ليالى الذعر التى عاشوها.
وسط أحد مطاعم الفول بشارع السوق المتفرع من ميدان العباسية، جلس المجند «عصام عيد» ورفيق سلاحه «محمود حسين»، يتناولان الإفطار المجانى الذى أهداه لهما أهالى العباسية تقديرًا لجهودهما فى تحرير المنطقة من «المخربين»، على حد تعبيرهما، «طبعا مينفعش آخد منهم فلوس» يتحدث محمد يونس من أمام «قدرة الفول» داخل مطعمه رافضًا الحصول على أى مقابل مادى من جنود الجيش.
«أول مرة أعرف أنام من 4 أيام»، قالها «أحمد صلاح» بارتياح من داخل أحد مقاهى الإنترنت، على أطراف العباسية، «أحمد» الذى يطالب المجلس العسكرى بسرعة تسليم السلطة كان يرى فى فض الاعتصام الحل الأمثل لمشكلته بعدما فقد ثلاثة من أعز أصدقائه فى الأحداث الدامية التى شهدها الحى.
شارع السوق، الذى فقد أكثر من شاب تربى داخله، أشهرهم «قطة»، الذى قتل برصاصة غادرة فى الرأس، تعامل مع الجنود كأصحاب فضل فى الأخذ بالثأر لذويهم، فبينما يسير جنديان داخل «السوق»، بتباهٍ وثقة فى النفس، تتعالى الأصوات مناشدة إياهم بالجلوس معهم «اتفضل يا دفعة».. «ربنا يحميكم لمصر يا رجالة».. «فتحتوا بيوتنا تانى».