"سواحل دمياط".. من أبرز البؤر التكفيرية فى مصر
الشيخ عوض الحطاب
قرية "سواحل دمياط"، تعد أبرز البؤر التكفيرية في مصر، خرج منها مؤسس "التوقف والتباين" عقب إعدام والده بصحبة الإخواني سيد قطب، في القضية الشهيرة بتنظيم عام 1965، بالإضافة إلى اثنين آخرين ذهبا إلى سوريا، لم يعد أحدهم، حيث قتل هناك.
ومحافظة دمياط، شهدت نشاطًا كبيرًا للتنظيمات التكفيرية منذ زمن بعيد، وخرج منها مؤسس جماعة "التوقف والتباين" الذي خرج في حقبة الستينيات، واستفحل في السبعينيات، وشهد نشاطًا موسعًا فترة الثمانينيات، ومع ازدياد معدلات الفقر والتهميش الذي عانى منه مواطنو تلك القرية، تمكن مؤسسوا التنظيم من استعطاف شباب القرية واستمالتهم، وعقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، تمكنت أجهزة الأمن بدمياط من ضبط 5 خلايا تكفيرية من التنظيم، سافرت للتدريب إلى سوريا وليبيا.
وبحسب الشيخ عوض الحطاب، عضو جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، ومسئول الجماعة السابق في دمياط، الذي قال لـ"الوطن": "هناك عدة قرى كانت موطن للتكفيريين منذ فترة طويلة، منها قرى السواحل بكفر البطيخ، وقرية التوفيقية بكفرسعد، وكذلك كفر شحاتة بكفر سعد"، مضيفًا أن التكفيريين ظهروا في دمياط منذ الستينيات، وكان قائدهم وقتها علي عبدالفتاح الذي ألقي القبض عليه في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، بتهمة الانضمام لجماعة الإخوان عام 1965، تراجع بعدها تمامًا عن أفكاره، واستكمل مسيرته شقيقه عبدالفتاح أبو إسماعيل، الذي ألقي القبض عليه هو الآخر، وسجن مع شقيقه، لكنه لم يتراجع عن تشدده وأعدم بالفعل مع سيد قطب في قضية تنظيم 1965.
واستطرد الحطاب، قائلًا: "جاء نجيب أبو إسماعيل نجل عبدالفتاح الذي أعدم مع سيد قطب، ليستكمل مسيرة والده في العنف والتطرف وألقي القبض عليه مؤخرًا عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، لتزعمه خلية السواحل التكفيرية البالغ عددها 8 عناصر، مضيفًا أنه بلغ عدد التكفيريين في دمياط نحو 500 عنصر حتى عام 1995، تقلص عددهم بعدها نظرًا للمراجعات الفكرية".
وفجر الحطاب كارثة لـ"الوطن" وقال: "هناك شخص يدعى كمال كنيته أبو عمر كان أحد تكفيري السواحل، سافر في السبعينيات لسوريا بدعوى الجهاد وقتل هناك قبل فترة وشخص آخر يدعى "عمر. ص" يعد أحد تكفيري السواحل سافر العراق في أواخر الثمانينيات، وانقطعت أخباره عقب ذلك".
ويروي الحطاب، واقعة شهيرة لعناصر التنظيم التكفيري حينما نشطوا في بداية التسعينيات وحرقوا 3 أكشاك خبز بمنطقة الشهابية، بعدما تحالفت جماعة التكفير والهجرة برئاسة "محمد. ا" مع "الجماعة الإسلامية" برئاسة "أحمد. ا" للضغط على أجهزة الأمن وكسر هيبة الدولة أمام المواطنين، وألقى جهاز أمن الدولة، وقتها القبض على كلًا من "محمد. ا و"أحمد. ا" و"هاشم. ب"، وأحيلوا للمحاكمة ليتم تبرئتهم عقب ذلك.
من ناحيته قال الشيخ تامر فايد، سكرتير عام اتحاد الجمعيات الإسلامية بدمياط لـ"الوطن"، إنه لم يتجاوز عدد التكفيرين بدمياط 250 عنصرًا، من ضمنهم نجيب أبو إسماعيل الذي يعد أهم رموزهم، مشيرًا لعدم وجود أي نشاط لهم قبل ثورة 25 يناير إلا في التسعينيات، عندما كانوا يتجمهرون بمساجد بعينها للصلاة".
"الوطن" علمت تفاصيل عن حياة الرجل الثاني في تنظيم داعش "محمد عبدالكريم، 29 عامًا"، صاحب ورشة ألوميتال، حاصل على بكالوريس تجارة، الرجل الثاني في أول خلية لتنظيم "داعش" في مصر، ألقت أجهزة الأمن القبض عليه ضمن خلية مكونة من 12 عنصرًا يقودها حمدي فتوح بن مدينة كفر البطيخ، وشارك في تظاهرات الإخوان في دمياط قبل إلقاء القبض عليه عام 2014.
والدا محمد انفصلوا قبل أعوام، وتزوجت والدته منى مصطفى، الشيخ عمار عبدالفتاح، الرجل الثاني في تنظيم التوقف والتباين الذي ألقت أجهزة الأمن القبض عليه أكثر من مرة ويعد من عتاة التكفيريين بحسب ما أعلنت أجهزة الأمن فيما تزوج والده بسيدة تدعى "س. ف" وسافر إثنين من أقاربها ويدعى "أحمد. ف"، ومصطفى. ف"، للجهاد في سوريا وأنضما لـ"جبهة النصرة" ثم لتنظيم "داعش" وقتل مصطفى في إحدى معاركهم وألقت أجهزة الأمن القبض على محمد عبدالكريم عام 2008 وحتى عام 2010 بتهمة الانضمام للسلفية الجهادية وظل طوال تلك الفترة بسجن العقرب، وبحسب أهالي مسقط رأسه بكفر البطيخ، فمحمد كان يعيش في عزلة عن الجميع ويرفض الاختلاط بأحد وأنضم للسلفيين قبل سنوات.
وبحسب ما أفادت مصادر أمنية لـ"الوطن"، فقد تمكنت مديرية أمن دمياط بالاشتراك مع جهاز الأمن الوطني من إجهاض كافة المخططات الإرهابية للتنظيمات التكفيرية، وضبط 5 خلايا إرهابية عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، أولهم خلية "نجيب أبو إسماعيل" المكونة من 8 عناصر والتي ضبطت عام 2013، ومن بين تلك الخلايا أحدهم قامت بالهجوم الإرهابي على استراحة مدير الأمن العام الماضي، وتمكنت القوات من ضبط الخلية المكونة من 3 عناصر، بخلاف ضبط 4 عناصر تكفيرية على فترات متباعدة أحدهم ضبط عقب وصوله الأراضي المصرية قادمًا من سوريا، عقب تلقيه التدريبات و وآخرهم تم تصفيته عقب اشتباكات دامية مع أجهزة الأمن وضبط بحيازته كمية هائلة من الأسلحة ويعد المتهم الرئيسي في واقعة زرع قنبلة أمام محل خمور مملوك لقبطي بمدينة رأس البر.