الصحف التركية: الرئاسة "هدية مسمومة" للإخوان إذا لم يساندهم "العسكري"
قالت صحيفة تودايز زمان- أكثر الصحف التركية اهتماما بالشأن المصري- إن كل القوى داخل وخارج مصر، التي كانت تخشى من فوز شفيق باعتباره نهاية لثورات الربيع العربي، ابتهجت بوصول مرسى للرئاسة، وجدد هذا الفوز الأمل لدى المعارضة السورية لإسقاط نظام الأسد.
وأضافت الصحيفة، في عدد اليوم، "لكن هناك ملايين من المصريين والقوى الغربية التي تنظر لفوز مرشح الإخوان بعدم الارتياح، فحلم الجماعة بقيام دولة إسلامية في أكبر دولة عربية مثير لقلق البعض، وكثير من شباب الثورة لم يسعد بوصول مرسي للرئاسة على حساب مرشحيهم الذين خرجوا من الجولة الأولى"، وأشارت الصحيفة إلى أن "أنصار شفيق هتفوا بعد إعلان النتيجة .. بعتنا يا مشير".
واعتبرت الصحيفة أن تأكيد مرسى على احترامه لتعهدات مصر الدولية، "رسالة طمأنة للمجلس العسكري بقدر ما هو طمأنة لإسرائيل، إذ دون اتفاقية السلام ستتوقف المعونات الأمريكية التي تتدفق علي الجيش المصري"، وذكرت أن "الكل يدرك في مصر أنه لا بديل أمام مرسى عن تقاسم السلطة مع العسكريين".
ونقلت الصحيفة عن مصادر بالجماعة أن "المفاوضات قائمة على قدم وساق مع جنرالات الجيش، فمرسى ومن وراءه يدركون أنه دون تعاون الجيش وأجهزة "الدولة العميقة"، أى مؤسسات النظام القديم، فإن الإخوان سيكونون قد قبلوا "هدية مسمومة"، أي رئاسة شكلية، لا تضمن لهم سوى غضب الشعب وسخطه عليهم لأنهم فشلوا في تحقيق مطالبهم".
وفي الصحيفة نفسها، عبر جمال أونالي، الكاتب المتخصص في الشأن المصري، عن تفاؤله بمستقبل مصر، مؤكدا أن "إمكانية التوافق في مصر الآن بين كل القوى أكبر مما كانت عليها في تركيا التي مرت بظروف مشابهة لمصر".
ورأى أونالي- المتحمس لوصول الإخوان للحكم، قياسا على تجربة أردوغان في تركيا، أن "كثير من المخاوف الموجودة فى الشارع المصري لا تبدو واقعية، فالإخوان رغم عيوبهم ليسوا جماعة متشددة، وشبابهم راغب في الانفتاح على العالم"، متوقعا أن "يزيح هؤلاء الشباب قادتهم المتشددين داخل الجماعة قريبا، كما أن العلمانيين والليبراليين ومعهم العسكريون في مصر على عكس تركيا، أكثر تدينا وأقل رفضا لدور الدين، وأكثر حداثة ورغبة في التوافق من نظرائهم الأتراك".
فيما تساءلت صحيفة "حريات ديلي نيوز" عن مدى قدرة مرسى للاستقلال عن جماعة الإخوان "وهم من صاغوا خطابه الأول".