صحف إسرائيلية: ثورة جديدة في مصر قريبا.. وقيادات "الإخوان" تلقوا تعليما علمانيا
رؤيتان متناقضتان نسبيا لفوز مرشح جماعة الإخوان محمد مرسي بالرئاسة، وتأثيره المحتمل على الملفات الداخلية في مصر والعلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة، الأولى للسفير الإسرائيلي الأسبق لدى مصر تسيفي مزئيل الذي اعتبر فوز مرسي بداية لسيطرة الإسلام وتطبيق الشريعة وتدهور العلاقات بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن، والثانية لميرا تسيروف الباحثة في مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل أبيب، التي ترى أن نجاح مرسي مرهون بتبني سياسات مقبولة لجميع المصريين بمن فيهم الليبراليين والعلمانيين.
السفير مزئيل توقع في مقال بموقع "واللا" الإخباري أن تكون أولى خطوات مرسي هي السعي لإلغاء قرار المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان، حيث أعلن رغبته في أداء اليمين أمام البرلمان، رافضا أداءه أمام المحكمة الدستورية، وعند إعادة البرلمان سيحرص على وضع دستور إسلامي يستند إلى أحكام الشريعة الإسلامية.
وعن احتمال استمرار الصراع بين المجلس العسكري والإخوان توقع مزئيل أن يسعى مرسي لإضعاف سيطرة كبار الجنرالات على الجيش بإحالتهم إلى التقاعد، بمن فيهم المشير طنطاوي، وتعيين شخصيات تنتمي للإخوان في مناصب قيادية بالجيش حتى يخضع له، بما يتيح له السيطرة على الجيش واستكمال عملية السيطرة على مراكز القوة في مصر، وربما تستغرق تلك العملية فترة من الوقت.
وأضاف مزئيل أن الجيش خسر المعركة مع الإخوان بعد الإطاحة بالرئيس مبارك، وفشل في التوصل إلى حل وسط معها، حيث لم تقدم الولايات المتحدة دعما للجيش وهي مسؤولة جزئيا عن خسارة معركته مع الإخوان، فبات معزولا وتعرض لهجوم من الجماعة، ووقف الثوار الشباب الذين يشعرون بخيبة أمل وغضب من قرارات المجلس إلى جانبها.
وأشار مزئيل إلى أن الإخوان المسلمين سيسعون إلى تطبيق الشريعة تدريجيا، وتوقع أن تؤدي حالة عدم الاستقرار في الفترة القريبة إلى اندلاع ثورة جديدة، وشكك السفير الأسبق في تعهدات مرسي بالاستقالة من الجماعة وتشكيل حكومة ائتلافية موسعة، بقوله إنه "قد يفعل ذلك، ولكن يجب ألا ننسى أن مرسي يتبنى أيديولوجيات الجماعة وينتمي إلى المجموعة الأكثر تشددا داخل الجماعة".
ويعتقد مزئيل أن رئيس الوزراء الذي سيعمل تحت رئاسة مرسي سيكون من الجماعة، فمن الصعب أن يوافق أحد من خارجها على أن يكون لعبة في يد الإخوان.
وعن مستقبل التعاون بين الولايات المتحدة ومصر توقع مزئيل أن تتأثر العلاقات في عهد مرسي، استبعد أن تظل مصر تحت حكم الإخوان حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب وإيران، واستبعد مزئيل أيضا أن يحل رئيس وزراء إسرائيل ضيفا على المقر الرئاسي لمرسي قريبا، بل توقع تدهور العلاقات بين البلدين في الشهور المقبلة، وفيما يتعلق بمعاهدة السلام توقع مزئيل ألا تقوم الجماعة بتجميد المعاهدة على الفور، بل ستحاول تقليص الحوار بين البلدين إلى الحد الأدنى، وتفتح الحدود مع غزة لمرور البضائع، وعندها ستمر الأسلحة من فوق الأرض وليس عبر الأنفاق، وأعرب السفير الإسرائيلي عن أمله في ألا تضطر إسرائيل إلى دخول سيناء بعد وصول الإخوان إلى سدة الحكم، رغم يقينه أن الجماعة ستسمح لحماس بتنظيم صفوفها داخل سيناء، وأنها ستختار طريق تشجيع "الإرهاب" وليس الدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل.
أما د.ميرا تسيروف من مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل أبيب فقدمت وجهة نظر أكثر تفاؤلا في صحيفة جيروزاليم بوست، وقالت إن خطاب مرسي بالتأكيد إسلامي متشدد، لكن هناك دائما فجوة بين ما يقوله وما يفعله في الواقع، ولكي ينجح سياسيا واقتصاديا سيضطر إلى تبني سياسات مقبولة لجميع المصريين بمن فيهم الليبراليون والعلمانيون، وإذا فعل ذلك سينجح في توحيد مصر والخروج بها من المستنقع الاجتماعي والاقتصادي، ومرسي "نظريا" قادر على تحقيق النجاح، لكن بشرط أن يتعاون مع المجلس العسكري والأطراف الأخرى، وألا يصبح أسيرا لفكر جماعة الإخوان المسلمين، وأشارت تسيروف إلى خطاب مرسي الأسبوع الماضي الذي قال فيه إنه سيكون رئيسا لكل المصريين، حيث لم يتضمن الخطاب أي إشارة إلى الشريعة الإسلامية بل قال إنه يؤيد إقامة دولة مدنية.
وأضافت الباحثة في جامعة تل أبيب "على الرغم من أيديولوجية الإخوان كانت دائما أسلمة المجتمع والحياة العامة في مصر، إلا أن الواقع سيجبر مرسي على أن يتخذ مسارا مختلفا، واستبعدت أن يؤدي فوز مرسي بالرئاسة إلى أن تصبح مصر مثل إيران، فهناك اختلاف كبير بين مصر وإيران"، فمعظم قيادات الإخوان المسلمين تلقوا تعليما علمانيا، بينما الخلفية الثقافية لقادة إيران فدينية تماما، ومرسي نفسه حاصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة أمريكية وهذا أمر مهم للغاية".