الأحزاب المدنية تؤكد تجاهل مرسى لها فى مشاورات الحكومة
أكدت غالبية الأحزاب المدنية أن أياً من الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، أو جماعة الإخوان المسلمين، لم يتشاورا معهم بشأن الحكومة الجديدة، سواء لمعرفة ترشيحاتهم لها، أو لدعوتهم للمشاركة فيها، وأوضحت قيادات فى أحزاب «الوفد والتجمع والمصريين الأحرار» أنها ستتجه فى الغالب إلى صفوف المعارضة، إما حفاظاً على اسمها فى ظل أعباء المرحلة، أو للاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة، فى حين أبدى «المصرى الديمقراطى» و«الوسط» استعدادهما للمشاركة إذا وجهت لهما الدعوة.
وقال حسام الخولى، سكرتير مساعد حزب الوفد، إن جماعة الإخوان المسلمين، أو الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، لم يعرضا على الحزب تولى أى حقائب وزارية فى الحكومة الجديدة، كما أن الوفد لم يرشح أحداً، لافتاً إلى أن الجميع يتخيل أن الأحزاب ستسارع للمشاركة فى الحكومة الجديدة، وهو ما يخالف الواقع؛ لأن هناك عبئا ثقيلا عليها.
وأضاف أن الشخصيات المحترمة التى تعمل بجد، وتعى الأمور جيداً، لن تقبل المشاركة بسهولة، والوفد لن يغامر بقبول أى منصب، دون أن يعرف مهامه وصلاحياته بشكل واضح، وسيستمر فى موقع المقيم والمعارض لأداء الحكومة إذا لم يشارك فيها، موضحاً أن الأحزاب التى تخشى على مكانتها واسمها لن توافق على الانضمام للحكومة وستأخذ صف المعارضة.
وقال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، إن الإخوان لم يطلبوا من الحزب أى ترشيحات للحكومة، ولو طلبوا لن يقبل الحزب بالمشاركة؛ لأن هناك اختلافات كبيرة وجذرية فى التوجهات الفكرية، و«التجمع» لن يقبل بمناصب صورية، الهدف منها استكمال حكومة يرأسها مكتب الإرشاد.
وأضاف أن الحزب سيشارك مع عدد من الأحزاب المدنية الأخرى فى تشكيل جبهة قوية، تتحد من أجل بناء دولة مدنية حقيقية، ولمواجهة جميع محاولات التقليل من حقوق الإنسان والعبادة والإبداع والفكر.
وقال أحمد خيرى، المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، إن الدكتور مرسى، لم يتشاور معهم حول تشكيل الحكومة، ولو من باب التعرف على ترشيحاتهم لها، لافتاً إلى أن الإخوان لن يقوموا بذلك، وإن حدث فسيناقش الحزب الأمر مع مكتبه التنفيذى، ولكن الاتجاه العام سيذهب إلى عدم المشاركة، والاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة، وتشكيل قوى حقيقية تسعى لبناء جبهة معارضة تقدم رؤية بديلة للرؤية الحالية، مؤكداً أن الأحزاب المدنية ومنها «المصريين الأحرار» ستركز فى الفترة المقبلة على الشارع وتكوين كوادر حقيقية بالتوافق مع القوى الأخرى وتحقيق أكبر مساحة للتفاهم فيما بينها.
من جانبه قال عماد جاد، عضو المكتب السياسى للحزب «المصرى الديمقراطى الاجتماعى»، إن رئيس الجمهورية إذا اتصل بالحزب ليناقش معه ترشيحاته بشأن الحكومة القادمة فلا يوجد ما يدعو لرفض المشاركة.
مضيفاً أن قبولهم المشاركة أو الإحجام عنها هو فى النهاية يعتمد على الذى سيشكل الحكومة، وما هى أطرافها وصلاحياتها وطبيعة المهام المكلفة بها. مؤكداً أن الحكومة إذا لم تكن ائتلافية، كما وعد الدكتور مرسى قبل توليه رئاسة البلاد، فإن «المصرى الديمقراطى» سيفضل اتخاذ جبهة المعارضة.
وتوقع طارق الملط، المتحدث الرسمى لحزب الوسط، أن يجرى الاتصال بالحزب خلال الأيام المقبلة للتشاور حول تشكيل الحكومة الجديدة أو المشاركة فيها، لافتاً إلى أن «الوسط» لا يمانع على الإطلاق، لكنه لن يطلبها، أو يسعى إليها.