رمضان.. موسم الفول والتمر الهندى والحلويات والباعة: «طب يا ريت السنة كلها رمضان»
«محمود» و«محمد» أمام عربة الفول
مع بداية الشهر الكريم، ظهرت من جديد الطقوس الرمضانية المعتادة لتتزين بها شوارع المحروسة، موسم جديد يبدأه بعض الباعة، عربات مختلفة الأشكال والمضمون تفصل بين العمارة والأخرى، نداءات وأصوات مَن يسمعها يعرف عن بُعد ما تبيعه العربة، كلما اقتربت ساعة الإفطار أو السحور يقبل الزبائن عليها غير متأففين من الزحام، فلا أحد يتصور أن يمر الشهر من دون أن يتناول فول السحور أو يشرب «التمر الهندى والسوبيا والخروب» ويحلّى فمه بـ«صوابع زينب وبلح الشام».
مهنة ورثاها أباً عن جد، قررا العمل بها على الرغم من إكمالهما لدراستهما الجامعية، فمنذ سنوات طويلة، يقف محمود ومحمد حسن أمام «قدرة الفول» التى تتصاعد منها الأبخرة الساخنة: «رمضان هو الموسم الحقيقى بتاعنا»، فبداية من خمسينات القرن الماضى وعربة فول وفلافل «عم حسن» لم تتحرك من مكانها بشارع السودان: «أنا وأخويا خريجين جامعات لكن إحنا قررنا نشتغل فى كار العيلة، لأن لينا زبون».
من الثامنة بعد الإفطار وحتى الثالثة فجراً، يبيع «محمود» الفول الساخن مع البطاطس والطعمية والباذنجان المخلل لزبائنه: «لو الناس بتاكل فول طول السنة، فزباين رمضان بيكونوا مختلفين وكتير ومن كل الطبقات وبياخدوا كل يوم للسحور».
«النظافة هى أكتر حاجة بتميزنى» كلمات عبدالله ربيع، الذى يقف أمام عربته الزجاجية فى ميدان الكيت كات، يتخذ مكاناً بالقرب من بائع للفوانيس ليجذب الأنظار إليه: «يا ريت السنة كلها رمضان بقالى 3 سنين على الحال ده ببيع حلويات، فى الأول اختارت المكان عشان ألفت نظر الناس، لكن دلوقتى بقى ليا زبون».
بحسب «عبدالله»، إغلاق كافة جوانب عربته بالزجاج أهم ما يميزه عن غيره من الباعة، ليحمى ما بداخلها من صوانٍ تحمل أصنافاً مختلفة من الحلويات بين بلح الشام والزلابية والبسبوسة والكنافة والقطايف: «عندى ميزان وببيع الكيلو بـ26 جنيه وأهى ماشية».
وبالقرب من ميدان العتبة، يقف بعربته المحملة بأباريق العصائر، منادياً على المارة: «التمر الهندى والسوبيا بـ2 ونص والبرتقال بـ3 ونص وتعالى بص»، محمد كيلانى، شاب عشرينى، لم ينتظر وظيفة بمؤهله فى الخدمة الاجتماعية، فمنذ 7 سنوات نزح من سوهاج إلى القاهرة، وقرر الوقوف ليبيع العصائر الرمضانية المميزة: «الشغلانة أول ما بدأت فيها من 7 سنين كانت مجزية، لكن دلوقتى كل حاجة غليت، وما بقتش بتكسب قوى».