لماذا غاب دور جامعة الدول العربية في الأزمة القطرية؟
جامعة الدول العربية
لم تتدخل جامعة الدول العربية في شأن الدول العربية المقاطعة لقطر بشكل واضح، وذلك بعدما أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة أن الأزمة مع قطر "حساسة للغاية وتتطلب أن يقوم الإخوة في الخليج بالتعامل معها، وهذا هو الموقف الذي تبنته الجامعة".
وأضاف أبو الغيط، خلال مؤتمره الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في العاصمة الروسية موسكو، أن هناك تحرك من قبل الكويت وعمان والجامعة العربية تجاه حل الأزمة بشكل مبكر، ربما في اليوم الأول لانطلاق الأزمة، والجامعة تبنت التحرك الكويتي كأداة لتحقيق انفراجة في الموقف، مؤكدًا أن ميثاق الجامعة يحتم علينا التحرك في القضايا حال طلب الأطراف تدخلنا.
من جانبه، يقول الدكتور طارق فهمي، استاذ السياسة العامة والخبير في الشؤون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن، وكما لفت أبو الغيط إلى مدى حساسيتها، جامعة الدول العربية معطلة نسبيا حاليا بسبب التحرك الكويتي، موضحا أن الأمين العام للجامعة قد أشار لهذا وقال إن هناك دولة من الدول الأعضاء تقوم بتلك الواسطة خلال تلك الفترة، إلا أن الفترة المقبلة ستشهد تحركا من الجامعة.
وأضاف فهمي، في تصريح لـ"الوطن" أن ترك جامعة الدول العربية للدول الأربع لتحديد مصيرها هو السبب الأهم لعدم تدخل الجامعة بشكل مباشر لتعمل كوسيط في حل الأزمة، موضحا أن دول مجلس التعاون فقط لها حق التحرك داخل مجلس التعاون الخليجي إما بتجميد أو وقف عضوية قطر وهو الأمر الذي لا يحتاج لدور من جامعة الدول العربية.
وأكد الخبير في الشئون السياسية أن تحرك جامعة الدول العربية مرهون بحدثين، الأول هو أن تطلب دولة الأردن وهي الدولة المستضيفة لاجتماعات الجامعة بالتحرك وعقد اجتماع عادي أو مصغر للوقوف على آخر الأوضاع أو طلب أحد الدول الأعضاء من الجامعة التدخل لحل الأزمة وهو الأمر الذي لم يحدث حتى اللحظة، مشيرا إلى أن دور الأردن تجاه الأزمة يعتبر مراوغا حتى الآن.