وصية «قلاوون» لـ«عم صالح»: المستشفى للفقراء فقط
يجلس عم «صالح» على أحد الكراسى المتهالكة أمام باب المستشفى، سعيداً بوظيفته التى ورثها عن عائلته، وهى تفقد شكل المرضى القادمين لمعرفة هل يستحقون العلاج أم لا، فإذا كانوا فقراء يحجز لهم تذكرة، أما إذا كانوا أغنياء فيخبرهم بأنهم ليس لهم مكان، فمستشفى «قلاوون» للفقراء فقط.
حكاية عم «صالح» مع مستشفى «قلاوون» بدأت منذ الصغر، حيث كان يستمع إلى حكايات والده وجده عن تاريخ المستشفى الذى كانا يعملان فيه، فالسلطان قلاوون هو من بنى ذلك المستشفى المتخصص فى الرمد والأسنان لأهالى الجمالية عام 1299، ولا ينسى عم «صالح» كلمات والده: «لا تنسى يا ابنى وظيفتنا هى وصية من وصايا السلطان قلاوون الذى أمر بتخصيص مشفاه للفقراء فقط».
منذ ذلك الحين يعمل عم «صالح» فى حراسة المستشفى وفى تننفيذ وصية والده ووصية السلطان قلاوون فى أن يظل المستشفى مكاناً لعلاج الفقراء فقط وبأسعار رمزية، ومع ذلك فهو من أنظف وأرقى المستشفيات على مستوى الجمهورية فى مستوى الرعاية الصحية، فالأطباء الذين يعملون به هم الأفضل فى تخصصاتهم، بل إنه يشهد مجىء أطباء من الدول الأجنبية للكشف على المرضى.
علامات غضب واستنكار ترتسم على ملامح عم «صالح» وهو يقول: «ده كان دافع للأغنياء والمرضى المقتدرين إنهم ييجوا ياخدوا علاج الفقراء، إنما على مين أنا واقف ليهم بالمرصاد».
ينظر عم «صالح» بفخر إلى المستشفى الذى لم يتأثر بتغير الحال بعد الثورة كثيراً، فسعر الكشف ارتفع من نصف جنيه للتذكرة إلى جنيه للرمد، و3 للأسنان.