يوم كامل من المتعة فى أحضان الطبيعة.. وبـ«10 جنيه بس»
مدخل محمية وادى دجلة
على بعد 5 دقائق من «زهراء المعادى»، فى محافظة القاهرة، تقع محمية وادى دجلة، التى سيفتتح بها المشروع.. بالاقتراب من بوابة «المحمية»، يستقبلك أحد عامليها مرتدياً زياً رسمياً عليه شعار «حماية الطبيعة»، بابتسامة يسألك عن فترة مكوثك فى «الوادى»، ليعطيك إحدى تذكرتين، سواء بـ3 جنيهات للاستمتاع بـ«وادى دجلة» ليوم كامل حتى مغيب الشمس، أو بـ10 جنيهات حال رغبتك بـ«التخييم»، والاستمتاع بمشاهدة النجوم، والصحراء، وهو ما يسميه عاملو المحمية «الاستمتاع برخص التراب».
ويؤكد الدكتور بكر محمد بكر، مدير «وادى دجلة»، الذى اصطحبنا فى جولة بـ«المحمية»، أنها تعتبر متنفساً غائباً عن ذهن الكثير من المصريين، خصوصاً أهالى محافظة القاهرة الذين يبلغ تعدادهم قرابة الـ20 مليون فرد، حيث يزور المحمية قرابة 50 ألف زائر سنوياً، ثلثهم تقريباً من الأجانب العاملين بمصر، إذ يجدون بها الراحة النفسية، وتجدد نشاطهم، لافتاً إلى أنها «أرض بكر»، جميلة، ما تزال على فطرتها الأولى، ما يؤدى للاستمتاع بها.
مدير المحمية: لدينا «بقايا شلالات» وأخدود وكهوف ولا خوف من الزواحف أو الحيوانات
أضاف مدير «وادى دجلة»، لـ«الوطن»، أن المكان يتميز بجودة هوائه، ونقائه، ومشاهد الصخور، والجبال الجمالية، فضلاً عن كونه مكاناً على فطرته، لا يوجد به شبكات إلكترونية، أو كهرباء للعمل، مع وجود دورتى مياه تخدم زواره، مشيراً إلى أن التطوير سيضاعف أعداد زوار المحمية خلال المرحلة المقبلة. وأشار «بكر» إلى أن محميته تقع فى مدخل الصحراء الشرقية المصرية، ويعتبر أحد أهم الأودية فى مدخل الصحراء بطول قرابة 30 كيلومتراً، وبداخله صخور حجر جيرى ترسبت فى البيئة البحرية بالمنطقة منذ 60 مليون عام، حيث كان البحر المتوسط يصل إلى تلك المنطقة.
وباستمرار السير فى «المحمية»، نجد ما يشبه المسارات على جبال «الوادى»، ويقول مدير «وادى دجلة» إنها مسارات للدراجات الجبلية، بطول 23 كيلومتراً، ويهوى الكثيرون العمل عليها، مشيراً إلى أن الاتحاد المصرى للدراجات سينظم «رالى» للدراجات الجبلية على مستوى أفريقيا خلال المرحلة المقبلة، وهو أول رالى على هذا المستوى ينظم فى «المحمية»، والتى تعتبر من أهم أماكن ممارسة رياضة الدراجات الجبلية فى مصر.
ولفت «بكر» إلى أن المحمية تستقبل الكثير من طلاب المدارس والجامعات، حيث تعتبر بالنسبة لهم «معملاً مفتوحاً»، لدراسة الطبقات الجيولوجية، والحفريات الموجودة فى هذا المكان، والنباتات، والحيوانات داخل الوادى، مشيراً إلى أنها من الموارد المهمة للتعليم البيئى، بأن يأتى الشباب أو الطلاب للتعود على الصحراء والاستمتاع بها. وأشار إلى أن «الكشافة» أحد العناصر الذين يوجدون فى المحمية بصفة شبه مستمرة، بالإضافة لرياضة الجرى، وتنظيم مسابقات بها لمسافات طويلة، فضلاً عن التعاون مع شركات متخصصة لتسلق الجبال بشكل آمن.
«بكر»: الوادى يمنح زواره المتعة والهدوء والاستجمام.. والزيارة بـ3 جنيهات والتخييم بـ«10».. وسنفتتح منطقة ألعاب طبيعية
وبتجاوز كيلومتر من «الوادى»، يشير «بكر» لإحدى المناطق الواسعة، والقريبة من الجبل على الحافة الشرقية للوادى، ويقول إنه سيتم افتتاح «منطقة ألعاب»، فى تلك المنطقة قريباً، والتى ستتضمن شباكاً لتسلق الجبال بشكل آمن، و«السيجا» بالطوب، وكذلك ألعاب أخرى سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة. ولفت إلى علامات موجودة على جانبى الوادى، وقال إنه سيتم نشر علامات إرشادية لطريق المحمية فى المناطق القريبة منها لإرشاد الراغبين فى الوصول إليها، وأماكن التحرك المسموح بها، فضلاً عن الاستمتاع بمشاهدة النجوم مساءً.
وعن إمكانية النوم فى مكان صحراوى مفتوح، قال «بكر»: «طبيعة الوادى تعطيه الخصوصية»، وعن مخاطر الزواحف، قال: «نختار أماكن آمنة منها ونحدد لهم أماكن يلتزمون بها، ولا يوجد بها خطورة، وهنا يستمتع الزائر». وشدد على أن هناك مناطق طبيعية خلابة يمكن للزائرين أن يشاهدوها، مثل «الشلالات»، أو الأخدود الموجود فى نهاية المحمية الطبيعية، موضحاً أن السيول القديمة تركت فى تلك المناطق ما يشبه الشلالات، مع وجود مركز للزوار يعطى شكلاً جمالياً.
وأشار إلى وجود كهوف داخل الجبال، وأحياناً تسكنها الخفافيش أو لا تسكنها، موضحاً أن الأماكن التى يوجد بها خفافيش غير آمنة، وأخرى قد تكون أكثر أماناً. وأوضح أن إدارة المحمية توفر حراساً للمحمية الطبيعية لضمان عدم دخول أى خارج على القانون للموجودين بالمحمية، كما أنه لا يسمح بدخول أى مخيمين ليلاً، مع وجود أنشطة للتخييم، وشوى اللحوم، وغيرها من الفعاليات، مشيراً إلى أنه سيتم الترويج بشكل موسع عن المحمية، ومناخ الإثارة، والمغامرة الذى يعيشه زوارها، مع عدم الإضرار بالموارد الطبيعية فيها بعد الانتهاء من تطويرها. وأوضح أن تطوير المحمية يأتى لخدمة الزوار، وأنه سيتم توزيع مطبوعات على الزوار لتحديد أماكن الأنشطة داخل المحمية، وطبيعتها، وخريطة لما هو مطلوب منه.
وطالب مدير المحمية بضرورة عدم ترك أى مخلفات خلف زوار المحمية، أو أن يأخذوا أى شىء من مكوناتها، وعدم الكتابة على الصخور، لأن البعض عمد لذلك خلال الفترة الماضية. وتشير بيانات قطاع حماية الطبيعة فى وزارة البيئة، الذى يرأسه المهندس أحمد سلامة، إلى أن «الوادى» يعيش به العديد من الكائنات الحية، مثل الغزلان، والتياتل (نوع من الكباش البرية)، والأرانب الجبلية، والثعلب الأحمر، والخفافيش، وأنواع من الزواحف، و12 نوعاً من الطيور، وكذلك 64 نوعاً من النباتات الطبية والرعوية، والتى تستخدم فى الوقود.