خبير العلوم العسكرية: هناك مخطط «تركى - قطرى» لاستهداف أفريقيا والشرق الأوسط
اللواء سيد غنيم
حذر اللواء سيد غنيم، خبير العلوم العسكرية والأستاذ الزائر بأكاديمية دفاع حلف «الناتو» فى العاصمة الإيطالية روما، من وجود مخطط «تركى - قطرى» لاستهداف أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، خاصةً بعد اجتماع رؤساء أركان الجيوش «التركى، القطرى، السودانى» .
«غنيم» لـ«الوطن»: «أردوغان» يحاول دعم «الدوحة» فى مواجهة الدول المقاطعة لها
وأضاف «غنيم» فى حوار لـ«الوطن» أن تركيا قد تنشئ قاعدة عسكرية لها فى جزيرة «سواكن» السودانية، وستكون هذه القاعدة «شوكة» فى ظهر المملكة العربية السعودية، واستفزازاً لمصر، حيث إن القاعدة العسكرية قد تمثل تهديداً لحركة الملاحة الوافدة لقناة السويس. وإلى نص الحوار:
كيف ترى الوجود «القطرى - التركى» داخل قارة أفريقيا؟
- أتصور أن الهدف من تحركات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الأخيرة، 4 دول، هى ليبيا، ومصر، وتونس، والسعودية، حيث إن ليبيا لديها حدود برية طويلة مع السودان وتشاد وتونس، وهى تعد حالياً مسرحاً واسعاً للإرهاب والصراعات المسلحة على السلطة والثروات، وبما يجعلها أهم وأكثر بؤر الصراع خطورة لتصدير الإرهاب والمخاطر الجسيمة لكل من مصر وتونس من جانب، ودول جنوب أوروبا من جانب آخر.
وكيف ترى نفوذ تركيا وقطر فى الأزمة الليبية حالياً؟
- تشكل قطر وتركيا معاً معسكراً تقلص نفوذه نسبياً فى الأزمة الليبية الحالية، أمام منافسه «المصرى - الإماراتى» الداعم للجيش الوطنى الليبى، بقيادة المشير خليفة حفتر، فى الوقت الذى تشارك فيه مصر بدور مهم ضمن دول المقاطعة أمام قطر، فضلاً عن رفض مصر لسياسات الحكومات المارقة بشكل عام فى المنطقة، وهو الأمر الذى تؤيده بشدة دولتا تركيا وقطر.
ولماذا زار أردوغان دولة «تشاد» تحديداً؟
- نظراً لدورها الملحوظ على المستوى القارى؛ فهى منضمة لتجمع دول الساحل والصحراء، كما أنها عضو «مراقب» بجامعة الدول العربية كخطوة لضمها للجامعة مستقبلاً، وسبق أن أعلنت تشاد رسمياً احتجاجها على تدخل دولة قطر السافر فى شئون تشاد الداخلية، بما يدعم الإرهاب، ويزعزع استقرار البلاد، وهنا قد تكون زيارة أردوغان لها للقيام بدور «حمامة السلام» بين قطر وتشاد، وربما بسبب ظروف تشاد الاقتصادية الحالية، والتلويح بدعم قطرى مفتوح مستقبلاً لتبديل دور تشاد المنتظر، خاصةً نحو ليبيا.
القاعدة العسكرية التركية فى السودان «شوكة» فى ظهر السعودية واستفزاز واضح لمصر
وماذا عن زيارة أردوغان لتونس؟
- هى «مغازلة» للمعارضة الإسلامية هناك، حيث يدعم أردوغان موقف هذه المعارضة المستقبلى فى البلاد، كما يحاول إيجاد مفاتيح للأزمة الليبية من جهة الغرب، خاصةً أن هناك جهوداً جارية حالياً لحل الأزمة الليبية بمبادرة تونسية، بعد انتهاء صلاحية «اتفاق الصخيرات» الموقع عليه فى المغرب.
وما هدف التوسع العسكرى التركى بإنشاء قواعد عسكرية لها فى قطر والصومال؟
- هى تهدف للعودة للسيطرة والنفوذ العثمانى؛ فهو حلم تركى قديم، خاصةً أن علاقات تركيا بقطر متميزة وذات مصالح مشتركة، حيث أتمت تركيا إنشاء وتعبئة أول قاعدة عسكرية لها فى الدوحة المطلة على الخليج العربى مع حلول منتصف العام الماضى، وبعدها مباشرة وتحديداً فى أكتوبر افتتحت تركيا قاعدتها العسكرية فى مقديشيو المطلة على خليج باب المندب.
وهل من الممكن إنشاء قاعدة عسكرية تركية بالسودان؟
- ارتباطاً بتصريح إبراهيم الغندور، وزير الخارجية السودانى، بأن «الترتيبات العسكرية مع تركيا ممكنة»؛ فليس من المستبعد حال عزم أنقرة إنشاء قاعدة عسكرية فى السودان، وربما ستكون فى جزيرة سواكن بالقرب من بورسودان، وستكون بدعم مادى قطرى وبما يحقق تهديداً وليس مجرد ضغط على المدن الرئيسية غرب السعودية كشوكة فى الظهر، وكذلك ستكون هذه القاعدة استفزازاً واضحاً لمصر، نتيجة للتهديد الأقرب لها فى اتجاه قناة السويس.
وما هدف قطر من دعم التوسع التركى فى أفريقيا؟
- كل ما سبق يصب فى المصالح التركية القطرية المشتركة والمتزايدة، التى تستهدف حماية الأمن القومى لتركيا وضمان نفوذها أمام مساعى انفصال الأكراد، كما أنه يدعم موقف قطر أمام دول المقاطعة بالضغط المستمر على السعودية والإمارات ومصر، فضلاً عن تأمين المصالح التركية القطرية المشتركة، التى تستهدف الثروات فى الأراضى الليبية، ومحاولات فرض الحكم الإسلامى فى دول المنطقة.