خبراء: مصر والصين متشابهان في التحديات وخطوات الإصلاح
ندوة حزب المحافظين
أكد عدد من الخبراء أن مصر والصين متشابهان في التحديات التي واجهتهما، واتخاذ خطوات الإصلاح، وخصوصًا في بداية حكم الرئيسين عبدالفتاح السيسي وشي جينغ بينغ.
جاء ذلك، خلال ندوة عقدها حزب المحافظين، مساء الأربعاء، لمناقشة تحديات بناء الدولة أمام الرئيسيين المصري والصيني، وأبرز الإنجازات التي تحققت، وكيفية وآليات رفع مستوى العلاقات بين مصر والصين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وقال الدكتور خالد فهمي، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن دولتي مصر والصين متشابهتان في كثير من الأمور فهما من الدول النامية، ولكن الصين نجحت في اتخاذ خطوات سريعة في مجالات التنمية، وحققت تقدم سريع خلال وقت قليل.
وأضاف فهمي، أن التحديات كثيرة أمام الدولتين ومنها المساحة الجغرافية وتهديدات دول الجوار، إضافة إلى الأطماع والمطاعم الغربية وغيرها من التحديات، مشيرًا إلى أنها تتشابة في قوتها العسكرية والعمل على تطويرها.
وأكدت الدكتورة نادية حلمي، خبيرة الشؤون الصينية ومدير وحدة الدراسات الآسيوية، إن هناك تشابه كبير بين شعارات الرئيسين المصري والصيني، فالرئيس الصينى بدأ فترة حكمه بشعار الحلم الصيني والرئيس المصري بدأ بشعار تحيا مصر بهدف تحقيق التنمية المحلية والدولية.
وأضافت حلمي، أن التحديات التي واجهت الرئيسين متشابهة أيضًا ومنها التحدي المتعلق بمحاربة الفساد في أركان الدولة من كبار وصغار الفاسدين، مشيرة إلى أن الصين اتخذت خطوات عملية في مكافحة الفساد من خلال تأسيس مجلس أعلى لمكافحة الأرهاب، وفي مصر نجحت الرقابة الإدارية في كشف العديد من قضايا الفساد خلال الفترة الماضية.
وتابعت أن إدماج الشباب في العملية السياسية هو أحد التحديات التي اهتم بها الرئيسين السيسي وشي جينغ بينغ، وكان للرئيس الصينى فى بداية حكمة كلمة تؤكد ضرورة تجديد الشباب في الأمة الصينية، وأيضًا الرئيس السيسي حريص على عقد مؤتمرات للشباب كل عدة أشهر ويؤكد دائمًا أن ذراع الأمل هو الشباب.
وأشارت حلمي، إلى أن مكافحة الإرهاب أحد التحديات التي اهتم بها الرئيسين، فكل عام يقع حوالي 200 ألف حادث جماهيري، لذلك أصدرت الهيئة التشريعية فى الصين قانون لمكافحة الإرهاب مكون من 262 مادة لايوجد من بينها أي تعريفات مطاطة، وأنشأت الصين هيئة استخبارات وطنية، وذلك لتسهيل تبادل المعلومات لوقف العمليات الارهابية قبل أن تحدث، مطالبة بإنشاء هيئة مماثلة لها فى مصر لمواجهة الإرهاب.
وأكدت أن الفقر والقضاء على العشوائيات وتوسيع الرقعة الزراعية والاهتمام بالموهبين من القضايا المهمة للجانبين، مشيرة إلى أن تطوير التعليم من أهم التحديات، فدولة الصين بها أكثر من 3 آلاف جامعة ساعدت في تطوير التعليم، ولكن يوجد فجوة كبيرة في مصر بين التعليم وما يحتاجه سوق العمل.
وقال الدكتور كريم العمدة، رئيس الجنة الاقتصادية بحزب المحافظين، إن التجربة الاقتصادية الصينية رائدة فهي تسمي بـ"العملاق الصيني"، وتعتبر بلغة الأرقام هي المستوى الثاني في عالم الاقتصاد بعد الولايات المتحدة الأمريكية وتعتبر رقم واحد عالميًا في حسابات القوة الشرائية.
وأضاف "العمدة"، أن الصين تعتبر ثاني أكبر دولة مستورد ومصدر في العالم، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية الصينية في مجال الاقتصاد بها تشابها كبير، فالرئيس عبدالفتاح السيسي يسعى دائمًا أن يكون هناك نهضة صناعية وهو ما ظهر خلال زيارته لبكين عام 2014.
وتابع أن الصين تبحث عن منصات تجارية لها بأفريقيا، واتخذت من مصر منصة تجارية لها، فالتجربة الصناعية في الصين أخذت وقتها الكافي للنمو، وكذلك في مصر هي في بداية مراحلها حاليًا، فمصر تريد من الصين صناعة وتوطيد للتكنولوجيا، والصين تريد من مصر أن تكون نافذة لها على العالم.
وأوضح "العمدة"، أن الصين دشنت عددًا من المناطق الساحلية الاقتصادية وهكذا مصر اتجهت للمناطق الجديدة في المدن والمحافظات المختلفة، كما أن هناك قطاع كبير في العاصمة الإدارية ومنطقة العلمين بها شركات صينية تعمل في مجال الاقتصاد، مشيرا إلى أن الصين تعلمت من تجارب الغرب واستفادت من سلبيات الغرب وتريد أن يكون في تبادل للمكاسب مع دول أفريقيا.
وأكد أن الإجراءات التي تقوم بها الصين من أجل النمو الاقتصادي تشبه الإجراءات نفسها التي تسعى مصر لتنفيذها حاليًا، فمصر اتجهت لتنمية مناطقها الصناعية، ويمكن أن نطلق على 2018 عام المدن الصناعية، فهناك 13 مجمع صناعي أغلبهم في الصعيد الصين لديها 10 مصانع منهم، كما اتجهت مصر نحو المناطق الاقتصادية والمناطق الحرة التي تم إنشاءها في نوبيع والمنيا.