عبدالرحمن "كعب داير" على المستشفيات.. "لا يأكل ولا يدخل الحمام"
الطفل المريض
مأساة حقيقة تعيشها أسرة الطفل عبدالرحمن مصطفى، البالغ من العمر عامين و7 أشهر، فمنذ ولادته ولم يهدأ بال الأم ولم تر عينها النوم ولم تترك طبيب أو مستشفى إلا وترددت عليها لم تكن تعلم يوما ما أن حياتها ستنقلب رأسًا على عقب فنجلها لا يأكل كباقي الأطفال ولا يدخل دورة المياه.
تروي هناء زكريا، 30 عامًا، والدة الطفل عبدالرحمن مصطفى، لـ"الوطن" مأساة نجلها قائلًا "خلال فترة حملي كنت تعبانة في والدته ففي الشهر الثامن حدث انفجار في كيس المياه وتم حجزي لفترة في المستشفى التخصصي بدمياط وأصبت بميكروب في الدم وطوال فترة الحمل لم يقل لي الأطباء سوي -الجنين ضعيف- وإذا به يولد وزنه 3 كيلوجرامات، وولدته في منتصف الشهر التاسع وطلق الولادة توقف فجأة".
وتتابع هناء: "قال لي الطبيب مش هينفع تولديه قيصري دون ابداء الأسباب"، ولم يقول لي أحد " نجلك مصاب بشيء وإلا كنت سقطته قبل استكمال فترة الحمل"، وحينما ولد كان طفلي لا يبكي ولا يتنفس ودخل الحضّانة وحينها قال لي الأطباء "نجلك بيطلع حاجات غريبة من بطنه و مش نافع يتنفس دون أجهزة التنفس الصناعي"، وظل 10 أيام على المحاليل في الحضانة وبعد ذلك طالبنا الأطباء بنقل الطفل لمستشفي طوارئ المنصورة لعدم تبرزه وهناك رفضوه لعدم وجود مكان في المستشفى وتوجهت به لطبيب خاص وقال لي حينها "طفلك مصاب بإنسداد في القولون"، وأجريت الفحوصات اللازمة وطلبوا إجراء عملية استئصال جزء من القولون وبالفعل أجريت له العملية وكان عمره شهر حينذاك واثناء فحص الطبيب الطفل تبين عدم وجود الخصية الشمال في مكانها الطبيعي ووجودها في بطنه، وتم إجراء جراحة لتثبيتها في مكانها الطبيعي وتبين حاجته لإجراء عملية إحلال سفلي للتبرز".
وتستطرد هناء قائلة فوجئت فيما بعد بأن عظام القفص الصدري لنجلي معوج بالإضافة لكونه أكثر عرضة للإصابة بإلتهاب رئوي وإلتهاب القولون ملتهب بصفة مستمرة وكلما تناول لبن يستفرغ وحينما بلغ 9 أشهر فوجئت به لايتحرك ولا يجلس وتوجهت به للمركز الطبي العالمي وهناك طالبني الأطباء بإجراء كشف طبي على مخ وأعصاب له وتم إجراء رسم مخ ورنين مغناطيسي وأشعة مقطعية فتبين إصابته بضمور في المخ أيضًا وهنا أصيبت بصاعقة ولم أكن أصدق ذلك، وبت أجري له جلسات علاج طبيعي ولكن بحاجة لمتخصصين تخاطب وتأهيل وهم موجودين في القاهرة فحسب أما في مسقط رأسنا دمياط فليسوا بمتخصصين ونظرا لظروفنا المادية الصعبة فلم اتمكن من إجراء جلسات التأهيل لكونها مكلفة وتجرى في القاهرة".
وتضيف هناء، يوما تلو الآخر اكتشفت عدم تمكن نجلي من تناول الطعام وأجريت أشعة باريوم له فتبين أن معدته مقلوبة مصاب بـ"عيب خلقي" ورغم بلوغ نجلي عامين و7 أشهر حاليًا لا يأكل أي شيء وعايش فحسب على تناول اللبن والزبادي والعصائر وأحيانا بمنع عنه اللبن لالتهاب القولون وطالبني الأطباء بضرورة إجراء توصيله خارجية "خرطوم" ليتناول الطعام منه لعدم إمكانية إجراء تدخل جراحي حيث قالوا لي "نجلك معدته مقسومة وبها تليف فلا تعمل"، وبت أبكي ليل نهار وحاسة بأبني بيضيع مني ولم أعد اتوقف عن البكاء مطالبة بأي طبيب يمكنه التدخل ومساعدتها بالتدخل والعلاج متابعة: "نفسي أشوف ابني يأكل ويدخل دورة المياه زي أي طفل طبيعي ضمور المخ وربنا يتولاه أما موضوع معدته فمش عارفة أعمل إيه"، وتابعت: "ومن يرى نجلي يقول عنده 6 أشهر مش عامين وسبع أشهر".
وتختتم هناء قائلة: "تعبت أنا ووالده تعبنا لف وبهدلة لم أترك مستشفى حكومي أو طبيب خاص إلا وتوجهت له أملي في ربنا كبير نفسي أي طبيب يجد إمكانية التدخل الطبيعي بمساعدته".