بعيدا عن السياسة.. مواطنون بسطاء لمعوا في 2018
السيسي يتوسط السيدتان المتبرعتان لصندوق "تحيا مصر"
رغم بساطتهم وبعدهم عن السياسة أو المناصب المهمة، وأنهم لا ينتمون للشخصيات البارزة في المجتمع، أو لأصحاب الثروات الضخمة، ولكنهم برزوا بقوة بين الصحف والمواقع الإلكترونية وبالبلاد، وفرضوا نفسهم بشدة وسط الأحداث المتزاحمة، التي شهدها عام 2018، لينال بعضهم تكريما مميزا من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وشهد عام 2018 الذي أوشك على الانتهاء، ظهور عدد من المواطنين البسطاء الذين لمعوا وجذبوا الأنظار بشدة، من بينهم السيدة عصمت أحمد إبراهيم حمودة، البالغة من العمر 100 عام، والدة شهيدين فقدتهما في أثناء تأدية خدمتهما في الجيش المصري، والتي طلبت مصافحة الرئيس أثناء حضورها الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، بمارس الماضي، ليسارع السيسي بتلبية رغبتها ومصافحتها بينما تجلس على كرسيها المتحرك.
اهتم السيسي بالجانب الإنساني منذ بداية حكمه للبلاد، وحرص على تشجيع أصحاب اللمسات البسيطة المميزة في المجتمع، لذلك استقبل بود شديد داخل قصر الاتحادية، بمارس الماضي، سيدات محمد إسماعيل عامر، وفتحية محمد إسماعيل السيد، السيدتان اللتان تبرعتا بمقتنياتهم الذهبية لصندوق "تحيا مصر" لصالح "حساب تنمية سيناء"، وقبل الرئيس رؤوسهن تقديرًا منه لموقفهن الوطني.
وفي 23 فبراير الماضي، خلال لقائه أهالي طلاب أكاديمية الشرطة، قبل رأس والدة طالب، كما حمل طفلة صغيرة وقبلها.
وبينما ناشدت المواطنين العاديين بمساعدتها لتحقيق حلمها، لم تعتقد أن ذلك سريعا ما سيتحقق وستلتقي رئيس الجمهورية في نوفمبر الماضي، حيث استقبل السيسي بقصر الاتحادية مروة العبد، سائقة التروسيكل بقرية البعيرات بالأقصر، حيث أعرب عن حرصه على الالتقاء بها شخصيا بالنظر إلى مثابرتها الحثيثة لتحقيق واقع أفضل لها ولأسرتها، وأنها تعتبر نموذجا مُشرفا لشباب مصر كافة، وقدوة يحتذى بها لجميع المصريين في الكفاح والعطاء والإصرار.
كما تحدث الرئيس معها بشأن ما يمكن توفيره لها من احتياجات، لتحسين ظروف أسرتها المعيشية، حيث وجه في هذا الصدد بتلبية كافة طلباتها ومساعدتها على ما تقوم به من أعمال.
ورغم ظهورها عبر شاشات التلفزيون العام الماضي، إلا أن 2018 كان مميزا بالنسبة لها، حيث التقت سائقة الميكروباص "نحمده"، الرئيس خلال تفقده لعدد من المشروعات بالعاصمة الإدارية، الشهر الجاري، حيث طلب من موكبه توقيفها لمصافحتها كونها سيدة تقود واستمع لمطالبها، قائلة إنها استخرجت ترخيص السيارة التي أهداها لها الرئيس عبدالفتاح السيسي في نفس يوم استلامها، وتركيب النمر الخاصة بها "أجرة القاهرة" الساعة الـ7 مساء، مضيفة "مصدقتش نفسي مين أنا".
وأضافت، خلال استضافتها ببرنامج "كلام بنات"، المذاع على فضائية "تن"، أنها عندما طلبت من الرئيس عبدالفتاح السيسي "الميكروباص"، طلبت منه أن يكون هناك ضامن لها، إلا أنه أهداها لها وأمر أن تكون النمر أجرة: "كان حلم حياتي وعمره ما كان هيتحقق".
وفي اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، في 3 ديسمبر من كل عام، فوجئ مشاهدو فضائية "الغد" الإماراتية، بتقديم أول فتاة مصابة بمتلازمة داون لبرنامج القناة الصباحي، وهي رحمة خالد حسين، لتشارك في تقديم برنامج صباحي تكريما لها، ولتحقق حلمها في أن تصبح مذيعة.
حلم الإذاعة أيضا كان يراوض رضوى حسن، إلا أن فقدانها لبصرها كانت تعتقد أنه سيكون عائقا لها، ولكنها بالفعل تمكنت من تحقيق هدفها وانضمت لأسرة برنامج "السفيرة عزيزة" على شاشة "دى أم سي" الفضائية، في فبراير الماضي، ثم أدارت جلسة "تقليص الفجوة بين الجنسين في سوق العمل"، في منتدى شباب العالم الماضي، بحضور السيدة انتصار السيسي، قرينة الرئيس، والتي أشادت بها، ثم كرمها السيسي لاحقا.
ورغم كونهم بائعين "على باب الله"، لم يتخيلوا يوما أن يجذبوا الأضواء أو يصبحوا حديث الصحف والمواقع الإلكترونية، لبساطتهم الشديدة وكونهم بائعين "على باب الله"، إلا أن ذلك ما حدث بالفعل للبعض، حيث برزت مطلع الشهر الجاري، سعاد حسن متولي، والمعروفة إعلاميا باسم "بائعة البرسيم"، حيث اعتدى عليها بالضرب موظف بالوحدة المحلية بكفر منصور بطوخ، ليقرر سريعا رئيس مدينة طوخ إيقاف هذا الموظف، وعقب ذلك استقبل المهندس محمد خيري رئيس مدينة ومركز طوخ، البائعة وقبَّل رأسها وطمأنها بأن حقها لن يضيع وأن الموظف أحيل للتحقيق ونُقل لديوان مجلس مدينة طوخ، مؤكدا لها أنه لن يقبل بأي تجاوز من أي موظف مهما كان وأن حق المواطن محفوظ مهما كانت الظروف.
لم تكن تلك هي الواقعة الأولى مؤخرا، حيث إنه نوفمبر الماضي، وفي لفتة إنسانية مميزة، أعاد المقدم بمرافق أسوان عاطف عبدالله، "فرشة عيش" لبائعة كبيرة السن، كانت تبيع الخبز بعد أن شاهدها تبكي أثناء حملة للإزالة ورفع الإشغالات بمنطقة السيل بأسوان، وبادر بتقبيل رأسها ويدها، مؤكدا أنهم لا يسعون لإيذاء ومضايقة أحد.
وفي نوفمبر أيضا، تعرضت كريمة حمدان، الشهيرة بـ"بائعة الجرجير" للاعتداء، حيث انتشرت واقعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تجلس بجوار بضاعتها الملقاة على الأرض، ومطاردتها خلال حملة لإزالة الإشغالات من الطريق، وهي تبكي وتتوسل لرئيس الوحدة المحلية للسماح لها بالانصراف، ما أثار موجة من الغضب والتأثر بشدة.
وعلى الفور، أصدرت محافظ دمياط منال عوض، قرارا بنقل رئيس الوحدة المحلية في مدينة رأس البر من منصبه، وتعيين قائم بأعماله، بينما أسندت إليه بدلا من ذلك إدارة المواقف بالمحافظة ضمن حركة تغييرات محدودة شملت قيادات محلية أخرى، كما استقبلت بائعة الخضراوات في مكتبها، وقدمت لها أسفها البالغ، واستنكارها للواقعة، وقررت تشكيل لجنة لاختيار مكان ملائم لمزاولة نشاطها التجاري، مشددة على أنه لن يتم التهاون في استرداد حقها وكرامتها بالقانون.