دعوات لتأهيل المدرسين بعد واقعة اعتداء معلم على طالب بالإسكندرية
منظمات حقوقية تطالب بتأهيل المدرسين بعد «واقعة الإسكندرية»
سيطرت حالة من الغضب على رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقطع فيديو يشير إلى قيام معلم بضرب طالب بإحدى مدارس الإسكندرية، بطريقة وحشية وسط محاولة الطالب تفادي الضرب الموجه إليه، واعتبر حقوقيون أن الواقعة تستوجب المعاقبة على التعامل بهذه الطريقة مع طفل، بدلًا من القيام بالدور التربوي للمعلم.
وزارة التربية والتعليم من جانبها، أصدرت قرارًا باستبعاد المعلم من المدرسة لحين انتهاء التحقيقات بالشؤون القانونية بإدارة شرق الإسكندرية التعليمية، مؤكدة أنه جارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة.
«البدوي»: يجب إخضاع معلمي المرحلتين الإعدادية والثانوية للتدريب واختبار ثباتهم الانفعالي
وقال محمود البدوي، خبير حقوق وتشريعات الطفل، إن هذه واقعة فردية، يسأل عنها المدرس الذي قام بهذا السلوك الهمجي غير المتحضر والذي يسيئ إليه شخصيًا، على حد قوله، مؤكدا أن هذا الأمر لا ينسحب على وزارة التربية والتعليم التي تؤكد مرارًا وتكرارًا على منع الضرب وهو ما تبلور في صورة عدد من التوجيهات الوزارية المتتالية من عدد من الوزراء المتعاقبين.
وأكد «البدوي» لـ«الوطن» أن تلك الواقعة تكشف الغطاء عن أنه هناك عدد محدود من المدرسين يتمتعون بنوع من الجهل بطرق التعامل التربوي السليم مع الأطفال، وخصوصًا بمراحل المراهقة، والتي تشهد العديد من التحولات النفسية والتغيرات لدى الطلاب وبخاصة بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، بحسب قوله.
وطالب بإخضاع مدرسي هاتين المرحلتين إلى نوع من التدريب المناسب الذي يؤهلهم للتعامل التربوي والسلوكي السليم مع الطلاب، فضلاً عن إخضاع هؤلاء المدرسين أيضًا إلى قياسات نفسية دورية على الأقل نصف سنوية يكون غرضها الأساسي هو قياس مدى الثبات الانفعالي لدى المدرس حتى لا نُفاجئ في إحدى المرات بسقوط أحد الطلبة صريع تلك الممارسات العنيفة والتي لا يمكن أن تصدر عن مربي فاضل في مكان مخصص للتعليم وبناء شخصية الأجيال التي ستحمل مسؤولية الوطن في المستقبل.
«زيادة»: استمرار هذه الممارسات يهدد منظومة تطوير التعليم
وقالت داليا زيادة، مدير ومؤسس المركز المصري لدراسات الديمقراطية الحرة، إن "مشكلتنا الكبيرة هي مشكلة تأهيل الكوادر التي تتعامل مع الجمهور بشكل مباشر، وعلى رأسها المعلمين"، مشيرة إلى أن عدد كبير من المعلمين غير مدربين على قواعد مهنتهم، و"هذا ما يجعلنا نرى المهازل المتكررة".
وأضافت «داليا» لـ«الوطن»: «هذا الأمر يذكرنا بحديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، في بداية فترته الرئاسية الثانية، حين أكد على ضرورة وضع استراتيجية لبناء الإنسان»، مؤكدة أن بناء الكوادر سواء في التعليم أو النقل أوالصحة وغيرها من القطاعات يجب أن يكون الأولوية القصوى للدولة بكل قطاعاتها.
وأشارت إلى أن هذه الممارسات الخاطئة التي نراها من حين لآخر تهدد العمل على بناء العنصر البشري لبناء وتطوير المنظومة التعليمية، محذرة من هذه الثغرة التي ستفسد -لو استمرت- التطوير الذي تقوم به الدولة، وعبرت عن استيائها من استمرار وجود هذه الممارسات بقولها: «لا يجب أن نربي أطفالنا على قبول الانكسار وإهانة كرامتهم».
«فوقي»: «شقاوة العيال» معروفة ولا يجب التعامل معهم بهذا الشكل العنيف
وقال أحمد فوقي، رئيس مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان، إن انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يصدر صورة سلبية جدا عن أوضاع التعليم في مصر، ومدى العنف الذي يمارسه المعلمون غير المؤهلين على التعامل مع الأطفال.
وأضاف لـ«الوطن» أن هذه الممارسات ينتج عنها أجيال من المُعقدين نفسيًا، في الوقت الذي ننادي فيه بإعادة بناء الإنسان.
وأشار إلى ضرورة واهمية تأهيل المُدرسين، وتدريبهم على طرق التعامل مع الأطفال في هذا السن، منوهًا أن المدرسة مكان للتنشئة يجب أن يتعلم فيها الأطفال القيم الطيبة، ولا يجب أن تتحول مسرحًا للمارسة العنف.
وأكد أن «شقاوة العيال معروفة، ولكن لا يجب التعامل معهم بهذا الشكل العنيف، وكذلك لا يجب أن تمر الواقعة مرورًا عاديًا، لضمان عدم تكرارها».