السيدات يسيطرن على «سوق الترجمان»: الرجالة رجعوا الشارع
بائعات فى سوق الترجمان
عادت مشكلة الباعة الجائلين إلى الظهور مجدّداً، بعد سنوات قليلة من إخلائهم من الشوارع الرئيسية والميادين فى القاهرة، أرض الترجمان التى خصّصتها محافظة القاهرة لتكون سوقاً رسمية لهم، خلت من الباعة، إلا السيدات اللاتى أكدن أن الباعة الرجال عادوا إلى الشوارع، فى ظل الإقبال الضعيف على السوق البعيدة عن حركة المارة.
أمام الأكشاك الخالية المتهالكة، جلست «أم إسلام»، وعلى وجهها علامات حزن وغضب، فكل ما باعته من أول اليوم وحتى قُرب المغرب، طقم أكواب سعره 35 جنيهاً: «مفيش فى الترجمان إلا كام ست، اللى هما لا حول ولا قوة، لا عارفين يبيعوا جوّه ولا عارفين يطلعوا بره، إحنا مش حمل شيل وحط وبهدلة». قبل الترجمان، كانت «أم إسلام» تبيع بضاعتها أمام دار القضاء العالى: «ماقدرش أنزل دلوقتى، وبرضه محدش بيجى هنا، لأن كله قفل، هو ذنبى إنى ملتزمة وقاعدة فى المكان اللى خصّصته المحافظة؟»، مؤكدة أنها تنفق على 5 أيتام: «عليا 16 ألف جنيه للتجار، مش عارفة أسدّد، وخايفة أتحبس، ومش عارفة أعمل إيه». عالية سيد، بائعة أخرى فى «الترجمان»، أكدت أنها كانت تقف أمام دار القضاء العالى، وبعد إقامة السوق التزمت بالوقوف فيها، لكنها من يومها لم تعد تبيع شيئاً: «طول ما إحنا كام ست، الزبون هيضرب مشوار وييجى لنا ليه، لكن لو البياعين كلهم فتحوا الأكشاك تانى، والبضاعة اتنوّعت، الزبون هييجى».
حنان ماضى، بائعة الأحذية، تعانى أيضاً من وقف الحال: «البياعين رجعوا تانى الزاوية والإسعاف ورمسيس، وإحنا كام ست بضاعتنا محدودة، محدش هيدخل لنا»، بينما شكت محاسن سعد، من تراكم الديون عليها، بسبب وقف الحال: «الحال هنا بقى صعب قوى، علينا ديون وأقساط، ياريت الحكومة ترجّع البياعين تانى».