"بي بي سي".. شبكة التحريض ضد مصر
شبكة بى بى سى الإخبارية
على مدار 6 سنوات، تحولت شبكة «بى بى سى» البريطانية من رمز للحيادية والمهنية فى الإعلام العالمى إلى شبكة تخدم مصالح بعينها بغض النظر عن إرادة شعوب وسكان البلاد التى تُبث فيها.
ولعل المثال الأبرز لتوجهات «بى بى سى» وابتعادها التام عن الحيادية، هو تغطيتها لما يجرى فى مصر من أحداث، بداية من ثورة 30 يونيو مروراً بالأحداث السياسية التى شهدتها مصر خلال تلك الفترة، وانتهاءً بدعم الشبكة البريطانية لهاشتاجات ووسوم معادية لمصر ومحرضة على العنف والفوضى.
تخدم مصالح بعينها ضد إرادة البلاد التى تُبث فيها.. وتروج للعنف والفوضى بـ"الفبركة"
على مدار تلك الفترة كلها، لم تتوان «بى بى سى» عن دعم كل ما هو مُعادٍ للسلطة فى مصر، دون الرجوع إلى القائمين على المؤسسات المختلفة للتأكد من صحة ما تنشره القناة، وهو ما جعل تقارير الشبكة البريطانية تفتقر إلى الحياد والمهنية، وتتبنى وجهة نظر طرف يعتبره أغلب الشعب المصرى إرهابياً، نظراً إلى تورطه فى الترويج للعنف والإرهاب على حساب استقرار الدولة، وهو طرف إرهابى بشهادة أغلب دول المنطقة لما تأكدت منه من تحريض لذلك الطرف على العنف والفوضى والإرهاب فى مختلف أنحاء المنطقة وليس فى مصر فقط.
هنا، تفتح «الوطن» ملف انحياز «بى بى سى» وعدم مهنيتها فى تغطية ما يجرى من أحداث فى مصر، وسط تعامٍ كامل من جانب القائمين على الشبكة البريطانية عن الإنجازات التى تحققت والاستقرار الذى شهدته مصر على مدار تلك السنوات.
جرائم الشبكة: دعم هاشتاجات معادية.. ووصف الإرهابى "عشماوى" بـ"المعارض"
جرائم إعلامية ترتكبها شبكة «BBC» ضد الدولة المصرية، خلال السنوات الأخيرة، بعضها يأتى بشكل مباشر، والبعض الآخر يُقدّم للمُشاهد خفياً، إذ تقع فى ممارسات غير مهنية، من آنٍ لآخر، لعل آخرها استضافتها للمقاول الهارب، ليُطلق عبر منصتها العديد من الأكاذيب والشائعات، والعمل على تشويه الدولة.
وتجاوزت الشبكة، عشرات المرات، ضد السياسات المصرية، إذ تمنح مشاهديها صورة مغايرة عن الواقع، ومساندتها للقنوات الإرهابية المعادية لمصر، من خلال إسهامها فى الترويج عبر القناة وكذلك موقعها الإلكترونى لهاشتاج «#اطمن_انت_مش_لوحدك» الذى أطلقه الهارب معتز مطر، فى شهر مارس الماضى، وكذلك وصفها للإرهابى هشام عشماوى بـ«المعارض والضابط المفصول»، وذلك فور نجاح القوات المسلحة المصرية فى الحصول عليه حياً، واصطحابه من ليبيا، فى شهر مايو الماضى، فضلاً عن ادعائها بوجود حالات اختفاء قسرى، من خلال استضافة والدة فتاة تُدعى «زبيدة»، زعمت بأن الداخلية ألقت القبض عليها، وهو ما نفته الفتاة، من خلال ظهورها مع الإعلامى عمرو أديب، وأكدت وقتها أنها هربت من منزل العائلة لوجود خلافات أسرية.
"بى بى سى" تعتبر "الإخوان" جماعة مقاومة
ومن بين الجرائم التى ارتكبتها الشبكة البريطانية، نشرها تقريراً عن حسن البنا فى أكتوبر الجارى، يؤرخ لنشأة الجماعة والنشاط السياسى خلال فترة الملكية وثورة 1952 وما بعدها، ومن خلال التقرير تحاول الشبكة البريطانية تصدير صورة عن «البنا» وجماعته، بأنها جماعة قامت بالكفاح المسلح ضد الاحتلال الإنجليزى، وتجاهلت عمليات العنف والاغتيالات وقت الملكية وفى عهد الجمهورية، وتطرقت إلى الخلاف بين الإخوان والسلطة، بوصفه خلافاً سياسياً فقط.
اتهامات عدة وُجهت لهذه الشبكة، وسط تأكيدات بأنها غير مهنية، ولم تعمل وفقاً لمعايير العمل الإعلامى، وسياساتها تُشبه طبيعة العمل داخل قنوات الجماعة الإرهابية التى تُبث من تركيا، إذ دشن قطاع كبير من المواطنين هاشتاج عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بعنوان «BBC غير مهنية»، اعتراضاً منهم على ما تقوم به الشبكة ضد مصر.
وتقول ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق، إن هناك عداءً تاريخياً لدى الشعب البريطانى تجاه مصر، بعد خروج الاستعمار، دون رغبته، إذ هناك رغبة حقيقية بضرب الاستقرار فى مصر وألا تكون دولة قوية، لافتة إلى أن سياسة «BBC» باتت واضحة، منذ ثورة الثلاثين من يونيو، وباتت تُساند جماعة الإخوان الإرهابية.
وقالت «عبدالمجيد» إنها تمارس التزييف والمبالغة فى المحتوى الذى تقدمه عبر الشاشة، بداية من التقارير التليفزيونية مروراً بالتغطيات الإخبارية والبرامج نهاية بالمواد الوثائقية، إذ هناك تعمد فى تضليل الجمهور، واختلاق قصص مُفبركة، من الشئون الداخلية لمصر، بدون خجل: «هذه القناة فى يوم ما، كنا ننظر إليها نظرة بأنها شبكة مهنية للأسف».
وأكدت أن «BBC» تخلت عن قواعد المهنية تماماً، ولم يعد يعنيها مستوى الضيوف الذين يظهرون عبر شاشتها، ومدى التزامهم بالموضوعية، فضلاً عن انتماء بعضهم للجماعة «الإرهابية»، لافتة إلى أن هذه الشبكة تتعمد رصد الجوانب السلبية فى مصر، بينما ترصد الإيجابيات فقط عن الدول المجاورة فى المنطقة.
خبراء: المُعلم الأكبر لـ"الجزيرة".. و"الإخوان" تدعمها فى الخفاء
ووصفت «BBC» بأنها المعلم الأكبر لـ«الجزيرة» القطرية وقنوات الإخوان، كما أن هناك عمليات تبادل بين موظف هذه المؤسسات، على مدار السنوات الماضية: «الداعم الخفى لهذه القنوات، هو جماعة الإخوان»، إذ إن الشبكة لها أهداف خبيثة ضد مصر.
وشنت «عبدالمجيد» هجوماً عنيفاً على المصريين العاملين فى هذه الشبكة: «ليس لديهم ضمير ولا ولاء للوطن، الأوطان لا تباع بالأموال، لماذا يعملون فى قنوات يُدركون تماماً بأنها تسعى لتخريب وطنهم؟».
من جانبه، أعرب أحمد سالم، المذيع بقناة «القاهرة والناس»، عن دهشته من اعتقاد البعض بأن هناك إعلاماً خارجياً حيادياً وليس موجهاً، واصفاً ذلك بـ«اعتقاد أفلاطونى وهمى»، مؤكداً أن كل المؤسسات الإعلامية فى العالم لها توجهاتها، وشبكة «BBC» بمثابة النسخة الإنجليزية من «الجزيرة» القطرية.
وقال «سالم» إن «BBC» تُمارس جرائم إعلامية ضد مصر، من آنٍ لآخر، عن عمد، وذلك لتحقيق أهدافها، لافتاً إلى أن إنجلترا هى الحاضن الأكبر لجماعة الإخوان الإرهابية حتى الآن، ووجود قياداتها هناك يفسر السياسات المعادية التى تتبناها هذه الشبكة تجاه مصر: «لست مُتعجباً من الممارسات غير المهنية التى تقوم بها BBC».
وأشار إلى إصابة القنوات المعادية ضد الدولة المصرية، بالإحباط، خلال الأسابيع الماضية، بعد فشلهم فى تقديم المقاول الهارب، كونه رمزاً ثورياً مهماً: «القنوات تحاول إحياءه من جديد، لاسيما لحين ذكرى ثورة يناير المقبلة، لذلك ظهر ضيفاً عبر الشبكة أمس الأول».
الإعلام المصرى يشهد "صحوة" لمواجهة أكاذيبها
وأشاد مذيع «القاهرة والناس» بأداء الإعلام المصرى، فى الفترة الأخيرة، واصفاً إياه بـ«الصحوة الإعلامية»، مُعرباً عن تمنيه باستمرار هذا المؤشر فى العمل، حتى يكون سلاحاً مهماً فى الرد على الأكاذيب والشائعات التى تُحاك ضد مصر، مؤكداً أن المُشاهد لم يعد ينجذب لـ«BBC»، كونها توجه الشتائم وصناعة «بالونات فارغة»، لكن من الضرورى عدم تجاهل الإعلام لهذا الأمر، حتى لا يقع تأثيرها على المواطن فى النهاية.
وأشاد بأداء قناة «إكسترا نيوز» بقيادة ألبرت شفيق، فى الفترة الأخيرة: «هناك حالة إبهار بالمجهود الذى تبذله هذه القناة، ونشعر وكأنها قناة إخبارية تقترب من العالمية»، لافتاً إلى ضرورة صحوة الإعلام طوال الوقت، والرد على جميع القضايا التى تحاك ضد مصر: «لست من أنصار مدرسة التجاهل، لأن ذلك يُعد ضعفاً، ومن المهم الرد بموضوعية».
قالوا
إبراهيم ربيع - القيادى الإخوانى المنشق
«بى بى سى» و«الجزيرة» هما الجناح الإعلامى لتنظيم الإخوان الدولى، وإنجلترا وأمريكا من الدول الاستعمارية التى لا ترعى أى حقوق سوى مصالحها، وفى سبيل تحقيق نفوذهما تستحلان كل شىء، سواء الكذب والتزييف والقتل والسرقة، ومن هنا تأتى مساندتهما لجماعات الإسلام السياسى، فهى تمثل جيوشاً تقوم بحرب بالوكالة لصالح الغرب، لذا تجد الإعلام الغربى يقوم بدعم المواقف والأحداث والشخصيات الإخوانية والإسلام السياسى.
طارق أبوالسعد - القيادى الإخوانى المنشق
المجتمعات العربية مصابة بالإسلام السياسى، ودول الغرب تستخدمه لتحقيق مصالحها، سواء كانت فى الغرب ذاته عن طريق حماية المجتمعات الغربية من الإرهاب الذى تمارسه جماعات العنف واستقطاع مبالغ من الموازنات للعمليات الحربية، أو من خلال حروب الوكالة التى تقوم بها تلك الجماعات، وهذه الجماعات خائنة للوطن، والغرب يستغل الإسلام السياسى لأنه القوة القادرة على مزج الدين بالسياسة، وللسيطرة الغربية على الإسلام السياسى لا بد من تمويلهم.
صبرة القاسمى - الباحث فى شئون الحركات الإسلامية
الإعلام الغربى رائد فى تبنِّى إعلام الجماعات المسلحة فهو من أخرج الإرهابى «محمد عطا» على قنواته، وكان من المتهمين التسعة عشر الذين وجّهت لهم الاتهامات بأنهم وراء أحداث الحادى عشر من سبتمبر، والإعلام الغربى يعيد التجربة محاولاً استغلال هذه الجماعات على الرغم من تحذيرات الدولة المصرية. تأييده أصبح فجاً خلال الفترة الحالية، وهذا يدفعنا للتساؤل: هل تسمح أجهزة الاستخبارات الغربية بتمرير العمليات الإرهابية من خلال وسائل الإعلام؟.