الغربية: 3 دور إيواء تقدم الدعم لـ16 طفلا نصفهم بنات
جهود حكومية لتوفير حياة أفضل للأطفال مجهولى النسب
«العثور على أطفال حديثى الولادة بجوار صناديق القمامة أو على أبواب المساجد، أصبحت ظاهرة مألوفة فى شوارع الكثير من مدن الغربية»، جملة قالها أحد المسئولين بمديرية الصحة لـ«الوطن»، مؤكداً أنه لا يمر شهر دون أن يرد للمديرية بلاغ بالعثور على طفل أو اثنين، وأحياناً 3 أطفال رضع مجهولى الهوية، ولفت المصدر، الذى طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن حوالى 99% من الأطفال المعثور عليهم فى الشوارع يكونون نتيجة علاقات غير شرعية والحمل «السفاح»، ورغبة الأبوين فى التخلص من الطفل لإخفاء فعلتهما، وأضاف أنه خلال الشهر الماضى فقط، تم العثور على طفلين حديثى الولادة، الأول بجوار صندوق قمامة بمدينة طنطا، ألقاه طبيب أنف وأذن، بهدف إخفاء علاقته غير الشرعية مع سكرتيرة عيادته، ولكن تم التعرف على الطفل من خلال «أسورة» كانت فى يده، وضعها المستشفى عقب ولادته، والطفل الثانى عثر عليه داخل حقيبة بجوار مسجد فى قرية «كوم على»، التابعة لمركز قطور، وتم توفير الرعاية لهما على الفور.
كما كشف مصدر مسئول فى إدارة رعاية الأمومة والطفولة بمديرية الصحة بالغربية، عن أن المحافظة بها 3 دور إيواء، فى مدن «بسيون، والسنطة، والمحلة»، مشيراً إلى أن دار الإيواء بمدينة السنطة تخضع حالياً لأعمال تطوير، وبها 9 أسرة موجودة فى المخازن لحين الانتهاء من أعمال التطوير، بينما يوجد فى دار الرعاية بمدينة بسيون 8 أطفال، 3 منهم ذكور، و5 إناث، تتراوح أعمارهم بين سنة و6 شهور، وفى دار الإيواء بالمحلة، التى تبلغ طاقتها 9 أسرة، يوجد بها 8 أطفال، منهم 5 ذكور، و3 إناث، وأشار المصدر إلى أن أغلب مستلزمات دور الإيواء يتم تدبيرها من خلال التبرعات، ما عدا الألبان والخدمات الطبية، وجميع دور الإيواء بها خدمات متكاملة، من تمريض وعمالة وإشراف طبى، وأضاف: «الأطفال غلابة، ليس لهم ذنب فى شىء، ومثلهم مثل الأيتام، رعايتهم خير وثواب»، لافتاً إلى أن دور الإيواء بالغربية تستقبل أحياناً أطفالاً مجهولى النسب من محافظات مجاورة، فى حالة إذا ما توافرت أماكن بها.
مسئولون: 99% منهم نتاج علاقات غير شرعية.. ونعاملهم معاملة الأيتام تنفيذاً لقرار الرئيس السيسى بتوفير "حياة كريمة" لكل أبناء الوطن
وأوضح مسئول بمديرية الصحة فى الغربية، أن رعاية الأطفال «اللقطاء» أو مجهولى النسب، تبدأ من يوم حتى سنتين، وتتم معاملتهم مثل الأطفال الأيتام، وذلك تنفيذاً لقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مارس 2015، كما أن مديرية الصحة بالغربية لديها دور إيواء فى كل مبنى أو مركز رعاية طفولة وأمومة بمدن ومراكز المحافظة، تعمل على رعاية هؤلاء الأطفال، ومزودة بحضانات للأطفال المبسترين، وأشار المسئول إلى أن العثور على رضع حديثى الولادة بجوار صناديق القمامة، أو أمام أبواب المساجد، أو فى الشوارع أصبحت ظاهرة منتشرة فى الفترة الأخيرة، معتبراً أن الدافع وراء ذلك هو هروب الأبوين من فعلتهما، وإخفاء العلاقة غير الشرعية بينهما، معرباً عن أسفه لأن الأطفال هم من يدفعون ثمن تلك العلاقات المحرمة، وأضاف أنه كثيراً ما تلقت غرفة عمليات المديرية إخطارات بالعثور على أطفال رضع حديثى الولادة، تنهش أجسادهم الحشرات والنمل، وأحياناً الكلاب الضالة، وأوضح أنه فور العثور على الرضيع، يتم نقله إلى أقرب مستشفى، مع توفير الرعاية الطبية له، وإخطار الأجهزة الأمنية، وتسمية الطفل، ووضعه فى دار إيواء تابعة لمراكز رعاية الأمومة والطفولة، ويتوفر فى تلك الدور كافة أوجه الرعاية للأطفال المعثور عليهم، حيث إنها دور مجهزة بجميع مستلزمات رعاية الأطفال، إلى جانب الرعاية الصحية من قبل الممرضات، ويظل الأطفال فى دور الإيواء حتى عمر سنتين، ثم يتم تسليمهم بعد ذلك إلى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، لتوفير الرعاية اللازمة لهم.
"التضامن": نتسلم الأطفال مجهولى النسب من "الصحة" بعد سنتين ويتم إلحاقهم بدور حضانة حتى 6 سنوات
وأوضح الدكتور خالد أبوالمجد، مسئول العلاقات العامة بمديرية التضامن الاجتماعى بالغربية، أن وصف «الطفل مجهول النسب»، يُطلق على الطفل الرضيع حديث الولادة، بينما الطفل القادر على المشى، وغالباً يكون عمره قد تخطى العام والنصف، يُطلق عليه وصف «الطفل الضائع» من أهله أو أسرته، مشيراً إلى أن المديرية تتولى رعاية هؤلاء الأطفال حتى عمر 18 سنة، أو انتهاء تعليمه بالنسبة للذكور، والزواج بالنسبة للإناث، وأضاف «أبوالمجد» أن وزارة التضامن تتسلم الطفل مجهول النسب من وزارة الصحة، بعد بلوغ عمره سنتين، ويتم وضعه داخل حضانة حتى 6 سنوات، تسمى «حضانات الإيواء»، ثم ينتقل بعد ذلك إلى إحدى المؤسسات أو دور الرعاية، حتى بلوغ السن القانونية للذكور، أو الزواج للإناث، مشيراً إلى أنه يمكن خلال تلك الفترة، أن تتسلم الطفل «أسرة بديلة»، وهى الأسر التى لم تُرزق بأطفال، تقوم على رعايته، تحت إشراف الوزارة حتى بلوغ السن القانونية، وعقب ذلك يكون للطفل الحق فى الإقامة مع «الأسرة البديلة» أو الإقامة بمفرده، لافتاً إلى أن وزارة التضامن توفر أيضاً «دار ضيافة» لهؤلاء الأطفال بعد بلوغهم السن القانونية، تقدم لهم فيها الإقامة والأكل والشرب بالمجان.