بعد انفراد «الوطن».. ترحيب طبى بتشكيل لجنة لتقييم جهاز علاج القوات المسلحة لفيروس «سى»
رحب عدد من أساتذة الكبد بانفراد «الوطن» أمس الذى كشف عن أن المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، كلف إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة بتشكيل لجنة طبية تضم كبار أساتذة طب الكبد والجهاز الهضمى فى مصر، لإجراء دراسة بحثية علمية سليمة على جهاز علاج فيروس «سى» الكبدى والإيدز، المعروف باسم «كومبليت كيور».
ورحب الدكتور عادل العدوى، وزير الصحة والسكان، بخطوة إعادة تقييم الجهاز، وقال لـ«الوطن» إن الجهاز لم يتم تسجيله بوزارة الصحة حتى الآن للاستخدام العلاجى الجماهيرى، وإنما حصل على موافقة لجنة أخلاقيات البحث العلمى لإجراء التجارب الإكلينيكية، ولفت الوزير إلى أنه كمواطن مصرى يتمنى أن تثبت فعالية الجهاز بعد استيفاء خطوات البحث العلمى المتعارف عليها عالمياً والنشر بمختلف الدوريات العالمية.
وقال العدوى إن اللجنة التى انفردت «الوطن» بالكشف عنها، أغلب أعضائها ينتمون للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، ولفت العدوى إلى أنه طالب منذ الإعلان عن الجهاز بمزيد من الأبحاث والدراسات فى أكثر من مركز لتحقيق أقصى تيقن علمى من نتائجه، وقال العدوى إن الوزارة نجحت مؤخراً فى تخفيض سعر العقار المضاد لفيروس «سى» الذى تنتجه إحدى الشركات الأجنبية لأقل من 300 دولار شهرياً بدلاً من 28 ألف دولار شهرياً.
وقال الوزير إن تكلفة العلاج تصل فى بعض الحالات إلى حوالى 13 ألف جنيه مصرى بدلاً من 168 ألف دولار، وهو سعر العلاج الحالى فى أمريكا، وهذا يعنى أن مصر حصلت على العلاج بما يعادل 1٪ من السعر العالمى.
ولفت إلى أن المفاوضات أجرتها اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية والتى كانت قد بدأتها الوزيرة السابقة الدكتورة مها الرباط مع العديد من الشركات، مؤكداً أن التوصل لهذا الاتفاق يأتى فى إطار توفير كل أنواع العلاج المتاح لمرضى فيروس «سى»، لافتاً إلى أن عرض الشركة الأمريكية المنتجة للدواء هو تقديم العقار «sovaldi» للمرضى الذين يتم علاجهم داخل مراكز الكبد التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة على مستوى الجمهورية، وذلك خلال النصف الأخير من عام 2014، وبعد استيفاء إجراءات تسجيله فى مصر.[FirstQuote]
وأكد أن وزارة الصحة تشجع جهود اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية فى التفاوض مع باقى الشركات العالمية المنتجة للأدوية الجديدة، للحصول على أفضل الأسعار، وذلك بعد التأكد من مدى فعالية هذه الأدوية، مشيراً إلى أن هناك 3 شركات أخرى سوف تطرح أدويتها فى مصر قريباً، وسوف تدخل فى مجال تنافسى مع الشركات الأخرى.
مشيراً إلى أنه تم إجراء عدة دراسات بمعهد الكبد، وقصر العينى، والمنصورة، للتأكد من مدى فعالية العلاج الجديد على النوع الرابع من فيروس «سى» المنتشر فى مصر، ولا يبقى سوى انقضاء 3 شهور بعد توقف العلاج لإعلان النتائج النهائية، وإن كانت جميع المؤشرات تشير إلى نجاح العلاج الجديد فى القضاء على نوع الفيروس المنتشر فى مصر بنسبة مرتفعة جداً.
مشيراً إلى أن الحصول على العقار الجديد لعلاج فيروس «سى» الكبدى لا يعنى بأى حال من الأحوال التخلى عن جهاز «الكومبليت كيور»، لأن مهمته كوزير للصحة هى توفير كافة الإمكانيات والموارد لعلاج المرضى ودعم أى اكتشافات علمية من الممكن أن تخفف من وطأة وعبء المرض فى مصر، وقال العدوى إنه ستتم إتاحة المناخ الملائم علمياً لأى اكتشاف علمى من شأنه تخفيف معاناة المرضى.
وأكد الدكتور يحيى الشاذلى، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بجامعة عين شمس، أن اللجنة المكلفة بتقييم جهاز «الكومبليت كيور» بدأت الخطوات الإجرائية لفحص الجهاز، مشيراً إلى أن تلك الخطوة تصحيح مسار للجهاز الذى تم الإعلان عنه، دون إجراء دراسات علمية وافية ودراسة مدى تأثيره.
وأكد الدكتور عبدالحميد أباظة، استشارى أمراض الكبد ومساعد وزير الصحة للشئون الفنية والسياسية، أن إجراء التقييم للجهاز خطوة مهمة واستجابة لمطالب لجنة الكبد والجهاز الهضمى بقطاع الصيدلة بوزارة الصحة، والتى أكدت فى جلستها بتاريخ 9 فبراير الماضى إجراء مزيد من الأبحاث والدراسات حول الجهاز بعدد من المراكز البحثية المخصصة لعلاج الكبد فى مختلف الجامعات وعلى عدد أكبر من المرضى.
ولفت أباظة إلى أن الجهاز لم يحصل على تسجيل نهائى من لجنة الصيدلة بوزارة الصحة للاستخدام الجماهيرى وإنما حصل على موافقة مبدئية من لجنة أخلاقيات البحث العلمى بوزارة الصحة لإجراء التجارب الإكلينيكية على البشر، وذلك بعد استيفاء عدد من الأوراق والملفات التى تؤهله للحصول على تلك الموافقة.
وقال أباظة إن لجنة الصيدلة طالبت بإجراء مناقشة نظرية لعمل الجهاز من الناحية الفيزيائية والهندسية بمشاركة عدد من الخبراء، فضلاً عن مناقشة الملفات والأطر التى استند إليها عمل الجهاز، وأضاف أن التسرع فى إعلان النتائج الخاصة بتأثير الجهاز إعلامياً جانبه الصواب، خاصة أن الأمر يتطلب مزيداً من التدقيق والنشر بمختلف الدوريات العلمية المختلفة للحصول على المصداقية العلمية والمرور بمختلف الخطوات المفروض توافرها فى أى بحث علمى معترف به.
فى المقابل رحب الدكتور علاء غنام، مدير برنامج الصحة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، بتشكيل لجنة لتقييم الجهاز المعالج لفيروس «سى» والمسمى «كومبليت كيور»، معتبراً ذلك عودة للمنهج العلمى السليم فى إنتاج أى بحث علمى سليم، ولفت إلى أن التقييم العلمى للجهاز يعطى مصداقية علمية للبحث العلمى فى مصر ويمنحه الفرصة للتسجيل محلياً ودولياً كعلاج معتمد للفيروس، مما سيحقق الفائدة لمصر فى خفض تكلفة علاج المرض الذى ينتشر بين أكثر من 15% من الشعب المصرى.
صورة من انفراد «الوطن» فى عدد أمس