«اعرفونا قبل ما تقتلونا».. مبادرة تجمع طلاب الجامعات بطلبة «الشرطة»
السادسة صباحاً.. يستيقظ «أحمد» لأول مرة على أجراس عنابر الإعاشة، تأهباً لحضور طابور الصباح وتناول وجبة الإفطار «لبن وعصير وجبن وعسل وفول وبطاطس»، وسط مجموعة من طلبة أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، مستبدلاً حياته كطالب بكلية الحقوق، إلى شخص ملتزم بقواعد «الميرى»، فى إطار فعاليات مبادرة «اعرفنى صح» التى نظمتها أكاديمية الشرطة مع عدد من الجامعات، للتعرف على الحياة المعيشية لطلبة أكاديمية الشرطة، والتدريبات التى تؤهلهم للتصدى لكافة أشكال الجريمة بالشارع المصرى.
«الداخلية جوّا الأكاديمية حمادة.. وبرّة حمادة تانى خالص».. حسبما يلخص أحمد النشار، نائب رئيس اتحاد كلية الحقوق بجامعة عين شمس، باعتباره ضمن الوفد الذى أرسلته الجامعة، مؤكداً أن جهاز الشرطة يحظى بأعلى درجات ضبط النفس فى التعامل مع بعضه البعض، «كل حاجة عندهم منظمة وهادية، بيتعاملوا مع بعض باحترام بالغ، مش زى الانتهاكات اللى بتمارس فى الشوارع، عرفونا معنى المثل اللى بيقول صوابعك مش زى بعضها»، التدريبات التى تلقاها «النشار» وبقية الوفد المكون من 100 طالب وطالبة اقتصرت على تدريبات اللياقة البدنية، أما بقية الأنشطة كالتدريب على الأسلحة والرماية «للفرجة فقط»، لتوضيح حجم المشقة التى يواجهها طلبة الشرطة، حسب قوله. يومان كانا فترة كافية لجيهان محمد، طالبة كلية الإعلام، لتشعر بندم بالغ لعدم التحاقها بالأكاديمية، التى وجدت أن العنصر النسائى فيها يتمتع بمساواة كاملة مع الذكور، ويمتاز بلياقة بدنية عالية، بالإضافة لسرعة البديهة والاتزان، ما أكد لها أن العنصر النسائى داخل الكلية يتمتع بمساواة تفتقدها الأنثى فى الشارع، «الغريبة إن الأكاديمية بتعلمهم فنون القتال، زيهم زى الرجالة، ومجتمعنا نفسه لسّه بيتحرش بالبنات.. تجربتى خلتنى أتمنى أعيش جوّا الأكاديمية لأنها بتوفر للبنت حياة كريمة». الاختلاف الذى وجده طلاب الجامعات داخل الأكاديمية، كان الهدف الذى سعى إليه الملازم أحمد الطنطاوى، ضابط معيد بأكاديمية الشرطة، منذ اقتراحه وصديقه الملازم محمود الخولى مبادرة «اعرفنى صح» العام الماضى، وهو كسر الحاجز بين فرد الأمن والمواطن، لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن وزارة الداخلية، المتهمة بممارسة القمع والعنف.