مؤتمر دولي يوصي بتنظيم زيارات للمسؤولين الأفارقة للمشروعات القومية
مؤتمر نقابة المهن الزراعية
أوصى المؤتمر الدولي للأمن الغذائي الذي عقد بالأمس بمدينة شرم الشيخ برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وحضور 20 سفيرا ومسؤولين من 15 دولة أفريقية بزيارة ودراسة المشروعات الزراعية القومية التي نفذتها مصر خلال المرحلة الماضية.
وشدد المشاركون على ضرورة العمل بشكل عاجل وسريع لتفعيل آليات التعاون الزراعي، لمواجهة التحديات التى تواجه القارة وعلى رأسها الزيادة السكانية وانعدام الأمن الغذائي والآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وأكد المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر، ضرورة تشجيع التكامل والتواصل، وتوفير فرص تدريب لشباب المهندسين الزراعيين، والتعاون في إدارة المياه لتعظيم الاستفادة المشتركة للمواد المائية المتاحة، وتنظيم زياراة للسفراء والمسؤولين الافارقة المعنيين بالإنتاج الزراعي للمشروعات النموذجية القومية الحديثة، في مصر، والتعاون في توفير التمويل اللازم لبرامج التكيف والتعارف من آثار التغييرات المناخية في أفريقيا.
كما طالبوا بالتعاون في مجال الجينات الوراثية والغذاء المعدل والهندسة الوراثية والاستفادة من الإمكانيات المصرية، في هذا المجال والاهتمام بالعادات والتقاليد الغذائية التي تحرم أنواعا من الغذاء، ما يشكل عبئا على أنواع غذائية محدودة وترشيد استهلاك المياه والتربة والاهتمام بدخل المزارع تشجيعا له ولمهنة الزراعة حتى لا تقل العمالة بها عن اقل من 40% في بعض الدول الأفريقية الاهتمام بوحدات الإنتاج للمساحات الصغيرة وضرورة تجميع المساحات معا تسهيلا لتطبيق النظم الحديثة، وتعويض الدول الكبرى لأفريقيا لمواجهة تغير المناخ بالتشجير والتكنولوجيا.
وأشار المشاركون إلى هناك أملا أفريقيا كبيرا للنمو والتطور، خاصة مع نجاح 6 دول أفريقية في تحقيق نمو مرتفع من بين أسرع 15 دولة في النمو في العالم، مؤكدين أن أفريقيا منطقة تجارة حرة ستحقق الأمن الغذائي والقدرة التنافسية، إلا أنها تحتاج بنية أساسية وتطوير التجارة البينية والمناطق الحرة وإزالة الحواجز الجمركية وتبادل تناول العملات في الأقطار الأفريقية والتركيز على التنمية الاقتصادية لأفريقيا باعتبارها المدخل الرئيسي لتحقيق آمال الشعوب الأفريقية.
وقال الدكتور مجدي علام الخبير البيئي في الأمم المتحدة، في كلمته خلال المؤتمر: "القارة معرضة بشدة للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية"، لافتا إلى أن السنوات الخمس وعشرين الأخيرة سجلت تراجعا في كمية مياه الأمطار، كذلك تم تسجيل تآكل الشواطئ في العديد من الدول الأفريقية أهمها النيجر وجنوب أفريقيا.
من جانبه قال الدكتور على شمس الدين، رئيس جامعة بنها الأسبق، إن قارة إفريقيا تعاني من أزمة كبرى تتمثل في الزيادة السكانية التي ارتفعت بنسبة كبيرة لا تناسب مع التنمية التي لا تزيد عن 5%.
وأضاف أن ما يثير الإحباط أن أي تحسن يؤمل تحقيقة بحلول عام 2030 يقابله وجود ما يقرب من 41 مليون مواطن غير آمنين غذائيا و9 ملايين يحتاجون بشكل عاجل للغذاء، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه الأمن الغذائي تتمثل في انعدام الاستقرار السياسي، والتغيرات المناخية والتصحر وعدم توافر البنية التحتية وتسويق المنتجات الزراعية وانتشار الأوبئة والآفات والدعم الاقتصادي محدود جدا، ونقص التكنولوجيا الحديثة اللازمة وتراجع زراعة الأغذية المهندسة وراثيا.
من جانبه، قال الدكتور عبدالغني الجندي، عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس الأسبق، إن أفريقيا تواجه عجزا في المياه تحتاج إلى أحد الحلين وهي زيادة الموارد المائية أو الإدارة الرشيدة للمياه، مؤكدا أن مصر رفعت كفاءة الري إلى 65%، مؤكدا أهمية التكثيف المعرفي من خلال استخدام التكنولوجيا في الري، حيث إن معظم احتياجات المحاصيل للمياه تتم بناء على اجتهادات ولا تتم بطريقة علمية وهو ما يؤثر سلبا على النبات الذي يحتاج فقط إلى الكمية التي يحتاجها.
من جانبه طالب السفير الإثيوبي في القاهرة دينا مفتي، الدول العربية، الاستثمار في أفريقيا بدلا من الدول الغربية والاستفادة من الموارد الأفريقية.
وقال الدكتور محسن البطران أستاذ الاقتصاد الزراعي بزراعة القاهرة، إن حركة التجارة بين الدول الأفريقية ما زالت متواضعة، مشيرا إلى إن متوسط التجارة البينية فيما بين عامي (2000 إلى 2017) لم يصل الى 13% بينما تبلغ المساهمة في التجارة العالمية 5%.
وتابع أستاذ الاقتصاد الزراعي أن دول القارة الأفريقية تبلغ وارداتها 46 مليار دولار بفارق 18 مليار دولار عن الصادرات الأفريقية التي تعتمد على المواد الخام.
وشدد "البطران" على ضرورة العمل على تحقيق حلم منطقة التجارة الحرة لما له من عدة فوائد من بينها زيادة القدرة التنافسية والعمل على تذليل العقبات التي تمنع تحقيق هذا الحلم والتي من بينها ضعف البنية التحتية والإجراءات الجمركية وضعف حجم التمويل وتعدد العملات وصعوبة والتنقلات.