«أوباما» يتعهد بالتحرك عسكرياً لمواجهة «الإرهاب وتهديد مصالح أمريكا»
وضع الرئيس الأمريكى «مكافحة الإرهاب» فى قلب سياساته الخارجية، وقال، أمس الأول، إنه ما زال مستعداً للتحرك عسكرياً للرد على أى تهديد لمصالح الولايات المتحدة الرئيسية، وكرر موقفه بأنه قادر على حماية مصالح بلاده.
وأكد «أوباما» اعتقاده بأن بلاده يجب أن «تقود المسرح الدولى دائماً»، وتابع أنه «بالنسبة للقضايا التى تهم العالم، ولا تهدد الولايات المتحدة مباشرة، علينا أن نكون حذرين بشكل أكثر فى استخدام القوة العسكرية»، وأضاف: «التهديد المباشر الأكبر للولايات المتحدة داخلياً وخارجياً هو الإرهاب خلال المدى المنظور، وعلينا تحويل استراتيجيتنا لمكافحة الإرهاب، للشراكة مع الدول التى تسعى شبكات إرهابية إلى التمركز فيها». ولفت إلى أن «نجاحاتنا وإخفاقاتنا فى العراق وأفغانستان» علمتهم ذلك.
وجاء فى تحليل إخبارى لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن «أوباما ردد كلمة الإرهاب 17 مرة فى خطابه، الذى استمر 46 دقيقة»، وأشار إلى أن الجيش الأمريكى لم ينجح فى القضاء على الإرهاب فى حربيه بالعراق وأفغانستان، إلا أن أوباما أبدى تفاؤله بأن الصندوق الجديد الذى أعلن عزمه إنشاءه لمكافحة الإرهاب بخمسة مليارات دولار سيمكن قوات الدول الحليفة من ذلك. ولفت تحليل الصحيفة إلى أن من التغييرات الأخرى فى خطاب أوباما أنه استبدل عبارة «الربيع العربى»، لوصف الثورات والانتفاضات العربية، ليسميها «الاضطراب العربى»، فى انتقاد لافت لما يدور فى العالم العربى من زعزعة استقرار وتراجع للحريات، ولم يقدم أى حلول لإنهاء تلك الفوضى.
وأشار تحليل الصحيفة إلى أنه رغم محاولة أوباما التخلص من عبارة «الحرب على الإرهاب»، التى كرسها سلفه جورج بوش، يبدو أنه جعل «الحرب على الإرهاب» عنوان سياسته الخارجية للفترة المقبلة.
وصرح مسئول أمريكى رفيع المستوى، أمس، بأن بلاده عليها «بناء شبكة من الشركاء، لمعالجة التهديد من الإرهاب».
واعتبر دبلوماسيون مصريون خطاب أوباما تغيراً صريحاً فى السياسة الأمريكية، متوقعين أن يتبعه تغيير لمسار علاقته بالدول العربية، التى تعانى من خطر الإرهاب، وعلى رأسها مصر. ورأى رخا حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن خطاب أوباما ارتكز على ما يخدم المصالح الأمريكية فى المنطقة، بعد خسارة الإدارة الأمريكية الرهان على الحكومات الإسلامية، وانحسار التيارات الإسلامية فى الدول العربية، وذلك بالإشارة إلى سقوط تنظيم الإخوان فى مصر، بعد عزل محمد مرسى، ومحاربتها فى ليبيا، ورفضها فى تونس.
وأكد «حسن» أن هزيمة التيار الإسلامى فى الدول العربية دفع الولايات المتحدة لإعادة تعاونها مع الأنظمة العربية، التى تكافح هذا التيار، موضحاً أن «أمريكا اعتقدت خطأً أن دعمها للحكومات الإسلامية سيخفف من نشاط الجماعات الإرهابية، إسلامية الاتجاه، ورأت فى تولى حكومات إسلامية انتصاراً لها، إلا أن سقوط هذه الحكومات أجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر فيمن عليها التعاون معه».
وعن استخدام الرئيس الأمريكى للفظ «الاضطراب العربى» لوصف ما يمر به الوطن العربى، أكد «حسن» أن «أوباما أدرك أن التغيير الذى مرت به الدول العربية، وفى مقدمتها مصر، لم يعد من الممكن التراجع عنه، وذلك بعدما عول النظام الأمريكى على الحكومات الإسلامية، التى تولت الحكم، بعد سقوط عدد من الأنظمة فى تونس ومصر وليبيا، وهى ذات البلدان التى تحاول الآن التخلص من هذه الحكومات، بإسقاطها، ومحاربة نشاط الجماعات الإسلامية بها». وأكد «حسن» أن جميع الدول العربية سارت على عكس ما كانت ترجوه الولايات المتحدة. وتوقع أن يخدم الهدف المشترك للولايات المتحدة علاقتها بالدول العربية، وفى مقدمتها مصر، فى كفاحهم للإرهاب، خاصة بعد نجاح مصر فى اجتياز الانتخابات الرئاسية.
واعتبر السيد أمين شلبى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن تغيير لهجة الولايات المتحدة، الذى ظهر واضحاً فى خطاب «أوباما» الأخير، يرجع الفضل فيه إلى سياسة مصر الخارجية، التى نبهت واشنطن إلى الخطر الكبير الذى تشكله هذه الجماعات الإرهابية على العالم أجمع.
وأكد «شلبى» نجاح مصر فى لفت انتباه الولايات المتحدة لضرورة تبنى سياسة جديدة تخدم أمن واستقرار المنطقة والعالم من خلال دعم الأنظمة التى تحارب ذلك الخطر.
وتوقع «شلبى» أن يسود التعاون المشترك العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر، فى الفترة المقبلة، ومع الدول العربية كافة، لإدراك أمريكا أن التهديدات التى تتعرض لها الدول العربية لا تخصها وحدها، وإنما سيدفع العالم كله ثمنها.