«صبرى» يوصل الحلوى فى العيد للزبائن ولا يعرف طعمها
6 سنوات كاملة لم يقض فيها العيد مع أسرته الصغيرة، لم يشعر بطعم الفرح على الرغم أن مهنته هى توصيل الحلوى إلى المنازل، صبرى مصطفى، الذى يعمل دليفرى فى إحدى أكبر شركات الحلوى بمصر، لن يحضر العيد هذا العام مع أسرته.
«أول مرة أنزل من البيت فى أول سنة أشتغل فيها فى الشركة كنت نازل من البيت حزين»، بهذه الكلمات بدأ الشاب الثلاثينى حديثه فى صوت هادئ، وأضاف: «أنا أعمل فى توصيل الحلويات إلى المنازل منذ 6 سنوات، لأننى لم أجد عملاً فى الحكومة، فقررت أن أنزل أشترى موتوسيكل وأشتغل فى الدليفرى».
«صبرى» الذى يسكن فى منطقة البراجيل مع زوجته وأطفاله الثلاثة، اعتاد أن يتركهم فى كل عيد كما اعتادت أسرته فراقه فى مثل هذه الأوقات من كل عام، يقول: «أنا شغلتى أوصل الفرحة للناس فى العيد، وأقطع مسافات عشان أوصلهم الحاجة اللى بتسعدهم، ورغم أن يوم العيد أقضيه فى الشارع فى عوادم السيارات، لكنى أشعر بالفرح عندما أسير فى الشارع وأرى الناس سعيدة، والواحد أول ما بينزل الشغل ومع أول أوردر أنسى بقى البعد عن الأسرة فى هذا اليوم».
على الرغم من أن صبرى يعمل فى شركة حلويات كبرى يوصل أفخم منتجاتها إلى الزبائن، لكنه لم يشتر من شركته يوماً، لأن أسعارها مرتفعة جداً مقارنة بدخله، لذا يفضل أن يشترى من المحلات الأقل سعراً، يقول صبرى: «أنا بشترى كيلو الحلويات بـ30 جنيه لكن هنا فى شركتى الكيلو يزيد عن 130 جنيه، يعنى أنا بوفر فى الكيلو 100 جنيه» يصمت قليلاً ويضيف: «كل حاجة ليها ناسها وزبونها».
يقدس «صبرى» مهنته التى يقتات منها لينفق على أسرته، لا يتأخر يوماً خاصة أنه معين فى الشركة ومؤمن عليه صحياً واجتماعياً، يقول: «أنا الشغل بيحترمنى ويوفر لى تأمين جيد يبقى لازم أحترم الشغل ولا أتأخر ولا أغيب وأوفر كل مجهودى بإخلاص للشغل، لأن الشغل لما بيحصلى شىء بيشلنى، فى مرة عملت حادثة بالموتوسيكل ودراعى انكسر، وتغيبت عن العمل 40 يوم كنت أتقاضى أجرى كاملاً من الشركة».
على الرغم من أنه يمتلك قدراً كبيراً من الرضا الوظيفى، إلا أن أمنيته وحلم حياته أن يفتح مشروعاً خاصاً به يكسب منه ويعمل بحرية بعيداً عن تحكم الرؤساء أو المشرفين فى شركات القطاع الخاص، يقول: «المشروع الخاص بيكون فيه أمل إن الواحد يكبر مع مشروعه، لكن القطاع الخاص اللى بييجى بيتصرف ولا أوفر قرشاً».