رسام "محمد محمود": الناس مسحت "الشهدا" وحطت المرشحين
لم تمر على عودته من ألمانيا سوى ساعات، قضى بعضها مساء الأحد فى التجول بشارع محمد محمود، يرى بعينيه ما رسمه من "جرافيتى" على جدارن الشارع الذى شهد مواجهات دامية بين متظاهرى التحرير وقوات الشرطة، وخطرت على باله، وهو برفقة مجموعة من أصدقائه، إزالة هذه الرسومات التى جسد أكثرها شهداء أحداث إستاد بورسعيد.
فكر عمار أبو بكر، معيد بكلية الفنون الجميلة جامعة جنوب الوادى، أن يبادر بإزالة هذه الرسومات صباح الاثنين "الرسومات لم يصبح لها معنى، كل وقت وله أذان، فكرت أعمل حاجة تانية"، لكن ساعات الصباح الأولى حملت له خبرا لم يكن يتوقعه، فهاهم مجموعة من عمال النظافة بتوجيهات من محافظة القاهرة قد هموا بمسح الرسومات من جدار الجامعة الأمريكية الموجودة فى بداية شارع محمد محمود صباح اليوم، بحجة تجميل الشارع، ما أصابه من تشوهات "عكننوا علىّ، لم يعطونى فرصة إنى أشيل الرسومات بشكل فنى، ضيعوا على الفكرة الجديدة".
كانت الفكرة التى خطط ورتب لها عمار، بالمشاركة مع مجموعة من الفنانين، أن يقوم صباح اليوم بمسح مجموعة من الرسومات "كنا هنمسح صورة الشهداء، عشان نوصل رسالة: طالما مش عايزين ولا عارفين تجيبوا حقهم، يبقى نمسحهم أحسن"، على أن يترك جزءا بسيطا لصور الشهداء حتى لاتضيع ذكراهم من عقول وقلوب المصريين "للأسف الناس مسحت صور الشهداء ووضعت بدلا منها صور للمرشحين، بقوا بيشجعوا أشخاص"، ليكتبوا فى النهاية شعارا ساخرا للمرحلة "انسى اللى فات .. خليك فى الانتخابات".
يشعر عمار بالضيق لتحول الناس من الحديث على السياسة ودماء الشهداء إلى الحديث عن الانتخابات، وعصبية كل طرف لمرشحه، ويؤكد أنه لن يصوت فى الانتخابات الرئاسية "معقول أنتخب أراجوز!".